تراجع الشرطة الأوكرانية أمام المتظاهرين وسط كييف

«الأوروبي» يدين استخدام القوة -

كييف-(أ ف ب):اضطرت قوات مكافحة الشغب الأوكرانية أمس للعدول عن طرد آلاف المتظاهرين المطالبين بالتقارب مع أوروبا من وسط كييف فيما اعتبر المحتجون ذلك انتصارا والتقوا دبلوماسية أمريكية كبيرة.

واعلن رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف الذي كان يعقد اجتماعا في نفس الوقت لمجلس الوزراء من جهته ان عمليات الشرطة كان هدفها فقط فتح الطرقات العامة التي تسدها الثلوج.

واكد ان الانضمام الى الاتحاد الجمركي الذي ترأسه روسيا ليس مدرجا على جدول اعمال لقاء مقرر بين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال “اريد ان استبق التكهنات من الآن. لن تكون هناك مناقشات حول الاتحاد الجمركي والحكومة لا تعد أية وثيقة”. واضاف “نقترح تسوية مسألة مساعدة مالية لأوكرانيا. حددنا مبلغا تقريبيا قدره 20 مليار يورو”. وقال “نحن لا نتحدث عن مساعدة مهدورة من الميزانية الأوروبية. نحن واقعيون نقترح على الاتحاد الأوروبي المشاركة في استثمارات في مشاريع مشتركة مربحة مثل توسيع وتحديث ممرات النقل”، في اشارة واضحة الى أنابيب الغاز التي تمر في اأوكرانيا. وتابع ازاروف ان “الحكومة تؤيد أيضا توقيع هذا الأتفاق بسرعة لكننا نريد تقليل الخسائر لاقتصادنا”.

كما أدان الاتحاد الأوروبي أمس استخدام القوة ضد التظاهرات “السلمية” في أوكرانيا بعد تدخل الشرطة ضد المتظاهرين المؤيدين لأوروبا الليلة قبل الماضية. وقالت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون الموجودة في كييف أدين استخدام القوة والعنف اللذين لا يمكن ان يكونا الرد على التظاهرات السلمية، وادعو الى مزيد من ضبط النفس”.

من جهتها اعلنت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند انها أكدت للرئيس الأوكراني ان مهاجمة عناصر الشرطة للمتظاهرين “غير مقبول بتاتا”، وذلك في ختام لقاء في كييف.

وصرحت نولاند للصحفيين “قلت بوضوح ان ما حصل الليلة قبل الماضية غير مقبول بتاتا” في بلد ديمقراطي.

وانتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “استخدام القوة” ضد المتظاهرين في اوكرانيا ودعا الأطراف الى “ضبط النفس والحوار” معلنا تاجيل زيارة المعارض فيتالي كليتشكو لباريس.

كما حذر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية البطريرك فيلاري أمس من حرب أهلية في أوكرانيا داعيا السلطات الى وقف العنف وتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وفي ساحة الاستقلال التي أخلاها آلاف عناصر مكافحة الشغب بعدما حاولوا استعادتها من المتظاهرين الليلة قبل الماضية كانت المعارضة تحتفل بالنصر.

وقال أحد قادة المعارضة ارسيني ياتسينيوك “هنا يصنع مصير أوكرانيا”.

وقال زعيم حزب اودار بطل الملاكمة فيتالي كليتشكو “السلطة تخالف الأوكرانيين”. وفي ساحة الاستقلال التقى المتظاهرون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند التي وصلت الى كييف الثلاثاء في محاولة القيام بوساطة بعدما زارت موسكو.

وذكر ان عناصر قوات مكافحة الشغب عادوا الى الحافلات وغادروا الساحة التي احتلوا حوالى ثلثها قبل ان يضطروا للانسحاب امان تدفق آلاف المتظاهرين.

وكان مئات العناصر من شرطة مكافحة الشغب الأوكرانية قاموا فجر أمس بتفريق المتظاهرين بالقوة في ساحة الاستقلال.

وتوافد أكثر من 10 آلاف شخص صباح أمس الى ساحة الاستقلال على رغم هجوم الشرطة الأوكرانية التي ازالت قبل ساعات قليلة العوائق الموضوعة من جانب المعارضة المؤيدة للاتحاد الأوروبي.

وتشكل ساحة الاستقلال مركز حركة الاحتجاج التي بدأت اثر رفض الرئيس الأوكراني توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي.

وفجر أمس بدأت الشرطة بازالة العوائق الموضوعة من جانب المتظاهرين في ساحة الاستقلال في كييف وقامت بالسيطرة تدريجيا على المكان. وقام أفراد الشرطة مستندين الى قرار قضائي ومطالبين المتظاهرين بالتزام الهدوء، باجتياز العوائق الموضوعة في انحاء عدة في الساحة التي تحتل موقعا مركزيا في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها أوكرانيا منذ رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي نهاية نوفمبر الماضي.

وعمدوا الى فك عدد من الخيم التي كانت منصوبة في الساحة.

وقال متحدث باسم الشرطة في كييف ان “الشرطة تحركت بالتعاون مع الاجهزة الإقليمية لازالة العوائق التي تعرقل حركة المرور”. وأدى المتظاهرون الموجودون في المكان والبالغ عددهم بضع مئات النشيد الوطني الأوكراني ثم عمد ممثلون عن المعارضة موجودون على الساحة الى تلاوة صلاوات.

ووقعت مواجهات بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين امام مقر بلدية كييف صباح أمس. واستخدم مئات من عناصر الشرطة الذين كانوا متواجدين امام المبنى الهروات لتفريق المتظاهرين.