عالم وكتاب: سعيد بن خلفان الخليلي من مشاهير علماء القرن الثالث عشر الهجري

«النواميس الرحمانية».. و«السيف المذكر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».. أهم مؤلفاته -

هو الشيخ العالم العلامة النحرير سعيد بن خلفان بن أحمد الخليلي يتصل نسبه إلى الإمام الرضي والعالم الرباني الخليل بن شاذان بن الأمام الصلت بن مالك الخروصي، يرجع تاريخ ميلاده إلى سنة 1226هـ، 1816 ميلادية فهو من العلماء الذين اشتهروا في القرن الثالث عشر الهجري، له باع طويل في ميادين الحياة المختلفة منها العلمية والسياسية، إلى جانب تمسُّكه القوي بالدين وحفاظه على تعاليم الإسلام في ثبات ورسوخ يضاهي رسوخ الجبال الشم.

عاش في ربوع عديدة من ربوع عمان، إلى أنه استقر في آخر حياته في سمائل حيث اتخذها وطنا له، ذلك لأن وطن آبائه هو بهلا وإزكي وقد اشتهر عنه أنه سكن بوشر فترة زمنية لا بأس بها، اشتهر بتحقيق المسائل والتدقيق فيها وعدم التعب والملل من مراجعتهعا على اختلاف فنونها، يتتبع الثغرات ويوجد الأقوال المحتملة ويرجح بينها في قدم راسخة في العلم، لا اتباعا للهوى، أو لنزوات النفس، الأمر الذي جعله ورعا متمكنا، محبوبا عند العامة والخاصة من أهل زمانه ومن جاء بعدهم، كان من أهم الأعضاء والمدافعين عن الإمام الرضي عزان بن قيس ويعتبر الشيخ ضمن المجلس الذي رشح الإمام عزَّان بن قيس لتولي أمر الإمامة، محاولا وبكل ما أوتي من قوة أن يحيي ويعيد مجد الإمامات السابقة في عهد عمان الأول بداية من إمامة الجلندى بن مسعود سنة 132هجرية أو الصلت بن مالك ومن سار على درب الاستقامة في تحكيم شرع الله تعالى، وقد حقق جانبا مهما، في استشاراته العلمية التي كان الإمام يرجع إليه فيها، طلب المعالي والعلوم بجد وصبر وكد، فشق طريقه في ذلك إلى أن صار علما من الأعلام الذين يشار إليهم بالبنان، مع الظروف التي كان يعيشها إَّذّاك.

عرف بكثرة الخلوة والتبتل إلى الله، وله في السلوك تناظيم، تدل على طول باعه في هذا المجال، وهذا يدل على أن للمدرسة الإباضية علماء لهم مجال واسع وباع طويل فيما يطلق عليه علم التصوف، أو الزهد، وليس هذا انزواء عن الدنيا كلها بقدر ما هو تقوية للعلاقة بين الإنسان وربه، الأمر الذي يجعل المرء دائم الاستحضار لله، ما جعل الشيخ يحضى بكرامات إلاهية كثيرة ومنها تمكنه في العلم، فقد ألف عدّة مؤلفات لا يزال كثير منها مخطوطا، ومن ذلك هذه الخطب التي سنسلط عليها الضوء في هذه البسطة المختصرة، فمن تراث الشيخ:

أرجوزة في علم الصرف، وله عليها شرح يسمى المقاليد، وقصيدة في العروض أسماها «المظهر الخافي في العروض والقوافي» وأرجوزة في الزكاة. ومن مؤلفاته المشهورة «النواميس الرحمانية في تسهيل الطرق إلى العلوم الربانية» وقد تأثر فيه بحجة الإسلام أبي حامد الغزالي (ت 505هجرية). «السيف المذكر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» و«مجموعة فتاوي شرعية» جمعها الشيخ محمد بن خميس السيفي في أربعة مجلدات.

من أشهر تلامذتها ابنه أحمد بن سعيد بن خلفان، والشاعر أبو مسلم الرواحي (حسان عمان). انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها مع ابنه محمد بعد حياة ملأها علما وعملا فاستحق بذلك أن يكون عالما محققا وذلك سنة 1287 هـجرية ،رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته،ونفع بعلم الأمة والإنسانية.


خطب الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي:


تقع هذه الخطب في خزانة حرف الخاء من خزانة مخطوطات مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي رحمه الله تعالى، إضافة إلى خطبتين مهمتين للشيخ مهنا بن خلفان البوسعيدي رحمه الله.