القاهرة - رويترز-
أدَّتْ الحكومة المصرية الجديدة -برئاسة شريف إسماعيل- اليمين الدستورية، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، وتعهَّدت بالتصدي للفساد والعمل بقوة على حل المشكلات.
وكلف السيسي إسماعيل وزير البترول السابق بتشكيل الحكومة، الأسبوع الماضي، عقب استقالة حكومة رئيس الوزراء إبراهيم محلب.
وذكرتْ رئاسة الجمهورية -في بيان- أن حكومة إسماعيل ضمت 33 وزيرا من بينهم 16 وزيرا جديدا، ولم تتضمن أي تغيير في الوزارات السيادية وهي الدفاع والداخلية والخارجية والعدل.
واحتفظَ وزيرُ الدفاع صدقي صبحي ووزير الداخلية مجدي عبد الغفار بمنصبيهما في وقت تكافح فيه البلاد للقضاء على المتشددين الذي كثفوا هجماتهم منذ إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة لإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن إسماعيل قوله -في مؤتمر صحفي عقده بعد أداء اليمين الدستورية، أمس- إن "الفساد لا مكان له حيث نقف بشدة أمام هذه الظاهرة. وسنعمل بحزم علي حل المشكلات القائمة."وأضاف بأنَّ "الحكومة سوف تعمل علي محورين أولها قصير الأجل لإيجاد حلول عاجلة للمشاكل القائمة ومحور آخر طويل الأجل لتنفيذ المشروعات القومية التي يتم تنفيذها".
واجتمع السيسي بالحكومة الجديدة عقب أداء اليمين. وقال المتحدث باسم الرئاسة -في بيان- إن السيسي أصدر تكليفات للحكومة من بينها "تحسين مستوى معيشة المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية وإيلاء الأهمية للفئات الأولى بالرعاية وزيادة كفاءة عمل الحكومة وتحقيق المزيد من الشفافية والنزاهة والحفاظ على الأمن القومي المصري."
وتعدُّ الحكومة الجديدة بمثابة حكومة تصريف أعمال إذ ستعين حكومة جديدة بعد انتخاب مجلس النواب. وستجري الانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها على مرحلتين في شهري أكتوبر ونوفمبر.
وقال سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي لرويترز: إن السبب وراء الإبقاء على الكثير من وزراء الحكومة السابقة هو "أن المرشح بيقول أنا هقعد ثلاثة شهور؟! لا تكفي."وأضاف "أتى (رئيس الوزراء) بوجوه قديمة. ناس كانت قبل كده وزراء... وهذا مؤشر على الإفلاس... ستكون حكومة تسيير أعمال."
وقال المحلل السياسي وحيد عبد المجيد لرويترز: "لا أرى ما يدل على وجود حكومة جديدة... لا أجد أي معنى لهذا التغيير الذي حدث لأن الحكومات في مصر حتى هذه اللحظة تشكل بطريقة بدائية بلا رؤية وبلا خطة وبلا برنامج."وأضاف أنه لا يعتقد أن طريقة تعيين الحكومات ستختلف بعد انتخاب مجلس النواب. وقال "هذا البرلمان شكلي وسيوافق على كل شيء... لن يغير في طريقة اختيار الحكومة ولا في أي شيء."
ومن ناحية أخرى، قال بهجت الحسامي المتحدث باسم حزب الوفد: "هناك عناصر جيدة جدا تم تكليفها بالحقائب الوزارية."لكنه يرى أنه كان من الضروري استمرار حكومة محلب لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية "حتى تأتي حكومة جديدة مستقرة مدعومة بشرعية مجلس النواب."
ومن ضمن الوزراء الجدد بالحكومة اللواء محمد العصار الذي عين وزيرا للإنتاج الحربي. وكان العصار مستشارا لوزير الدفاع.
وأجريت تعديلات في بعض وزارات المجموعة الاقتصادية من بينها البترول والتجارة والصناعة والسياحة والزراعة لكن لم تطرأ أي تغييرات في وزارات الاستثمار والمالية والتخطيط والتموين والإسكان والكهرباء بالحكومة الجديدة.وعين طارق الملا رئيس الهيئة العامة للبترول وزيرا للبترول خلفا لإسماعيل.
وعاد هشام زعزوع وزيرا للسياحة والذي كان شغل المنصب من قبل منذ أغسطس 2012 وحتى مارس 2015. وخلف زعزوع الوزير خالد رامي الذي لم يستمر سوى أشهر في المنصب.وعُيِّن طارق قابيل وزيرا للتجارة والصناعة خلفا لمنير فخري عبد النور. وحمل عصام فايد حقيبة وزارة الزراعة خلفا لهلال.
ووفقا لبيان الرئاسة، عُيِّن ياسر القاضي وزيرا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلفا لخالد نجم. واختير سعد الجيوشي وزيرا للنقل خلفا لهاني ضاحي.وتولت سحر نصر وزارة التعاون الدولي خلفا لنجلاء الاهواني. وكانت نصر تشغل منصب كبيرة خبراء اقتصاديين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي.وعمل رئيس الوزراء الجديد في عدة شركات للطاقة تديرها الدولة وكان يعد من أكفأ أعضاء الحكومة المستقيلة. وأجرى إسماعيل خلال عمله وزيرا إصلاحات حساسة في قطاع الطاقة شملت خفض الدعم كما سدد متأخرات لشركات الطاقة العالمية مما ساعد في تحسين صورة مصر لدى المستثمرين.
وقالت رئاسة الجمهورية إن السيسي أصدر قرارا أمس بتعيين محلب مساعداً لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية والإستراتيجية.كما أصدر قرارا بتعيين القاضي نبيل صادق نائب رئيس محكمة النقض نائبا عاما لمدة أربع سنوات خلفا للقاضي هشام بركات الذي قتل في تفجير سيارة ملغومة استهدف موكبه بالقاهرة في يونيو الماضي.
وتواجه الحكومة الجديدة عدة تحديات من أهمها القضاء على المتشددين ومن بينهم جماعة ولاية سيناء التي تتمركز في شبه جزيرة سيناء.وتعد الجماعة من أخطر الجماعات المتشددة في مصر وكانت تسمي نفسها أنصار بيت المقدس قبل إعلانها مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية في نوفمبر تشرين الثاني.كما تواجه الحكومة تحديات أخرى من بينها جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية بعد سنوات من الاضطرابات السياسية التي أعقبت ثورة2011التي أنهت حكم حسني مبارك.