أقرّ 9 توصيات .. و 300 مليون عدد حامليه في 2020 -
القابل – راشد بن محمد الحارثي -
خرج ملتقى التغذية لمرضى السكري الذي نظمته المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة شمال الشرقية تحت شعار (صحتي مسؤوليتي) الذي عقد بالكلية التقنية بابراء بتوصيات جيدة أبرزها إنتاج مواد تثقيفية لتغذية مرضى السكري وكيفية التعايش مع مرضى السكري والعمل على تدريب الفئات المعنية على تلك المواد مع الاهتمام بتوحيد الرسائل التغذوية المقدمة للمرضى على مستوى السلطنة. والقيام بحملات تسويقية لزيادة وعي المجتمع عن أهمية التغذية المتوازنة السليمة في السيطرة على مرضى السكري واستخدام التكنولوجيا الحديثة في توصيل المعلومات للمرضى من خلال الرسائل الهاتفية القصيرة وتوفير أخصائي علاج طبيعي بكل ولاية لوصف التمارين والنظام الرياضي المناسب للحالة الصحية لمريض السكري والمتابعة وإصدار قائمة تدقيق الجودة بعيادات السكري على أن يشمل خدمات التغذية المقدمة للمرضى والبدء في تطبيقه بالمؤسسات الصحية وتقييم مبادرة محافظة شمال الشرقية (عمل سجل لتغذية مرضى السكري) بنهاية عام 2014 للوقوف على الايجابيات والسلبيات وإمكانية الاستفادة من المبادرة وتعميمها والتنسيق مع جامعة السلطان قابوس والجامعات الخاصة بالسلطنة لتشجيع تخصص فنيي التغذية في مجال السكري – إصدار دليل للسعرات الحرارية للوجبات العمانية ودراسة العادات الغذائية العمانية والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة في التغذية وخاصة لمريض السكري.
حضر حفل الاختتام الدكتور سليمان بن ناصر المحرزي مدير دائرة الشؤون الصحية بالمحافظة الذي تحدث للمشاركين عن انطباع المحافظة الجيد لهذا اللقاء العلمي والصحي الذي ضم نخبة كبيرة من الأساتذة والخبراء والأطباء بمختلف محافظات السلطنة والذي أثرى موضوع الغذاء والتغذية وما يتعرض له المصابون بأمراض السكري من مشاكل صحية تعود أسبابها إلى جوانب متعددة استطاع المشاركون تدارسها والخروج بتوصيات نتمنى أن تحد من هذه المشكلة المرتبطة بأمراض مختلفة. وأوضح المحرزي أن المديرية العامة للخدمات الصحية بالمحافظة اتخذت عدة استراتيجيات للحد من خطورة هذه المشكلة لعل أبرزها وضع خطط مفصلة لكل ولاية من ولايات المحافظة تتم مراجعتها سنويا من خلال لجنة إقليمية تضم في عضويتها ممثلين من كل الولايات والفئات الفنية كما تم تعيين عدد من فنيي التغذية بولايات المحافظة وإنشاء عيادات متخصصة لمتابعة المرضى والسعي إلى الاكتشاف المبكر.
ثلاث جلسات
اشتمل الملتقى في يومه الثاني على ثلاث جلسات متنوعة احتوت على أكثر من 16 ورقة عمل. ففي الجلسة الأولى تقييم الحالة الغذائية وتخطيط الوجبات لمرضى السكري والتدخل الغذائي كانت برئاسة شيخة بنت حمد الحجرية مديرة دائرة التمريض والقبالة بالمحافظة في حين كان مقرر الجلسة الدكتور سليم عبدالمنعم رئيس قسم التغذية بمحافظة الداخلية تطرقت الى المستجدات والأبحاث الخاصة بدور العناصر المضادة للأكسدة والعينات وخاصة فيتامين (د) وتأثيرها على مرضى السكري وتقليل الأعراض ومنع المضاعفات. وفي الجلسة الثانية تعزيز الثقافة الغذائية لمرضى السكري ترأست الجلسة الدكتورة فاطمة الهديفية رئيسة قسم رعاية الأمومة بالمحافظة والدكتور راشد ابن سعيد السعدي رئيس قسم الأمراض غير المعدية بجنوب الباطنة اشتملت على خمس أوراق عمل تناولت تعزيز الثقافة الغذائية لمرضى السكري وكيفية تنظيم الغذاء الصحي خلال فترات الصيام وكذلك الخاص بمرضى كبار السن حتى يتجنب مضاعفات مرض السكري إلى دور الرياضة البدنية وفوائدها لمرضى السكري وكيفية تقليل نسبة السكر في الدم وبالتالي يؤدي لتقليل جرعات الأدوية المقدمة للمريض وكذلك أمراض زيادة الوزن والسمنة ودورهما في التأثير السلبي على السكري وزيادة تعرض الأشخاص المصابين بها، كما تناولت الجلسة: ارتفاع السكري في الدم وتأثيره على الحمل وكيفية الوقاية منه وتجنب تأثيره السلبي على الجنين والأم. وقد ترأس الدكتور علي بن عامر الضاوي مدير عام الخدمات الصحية بمحافظة شمال الشرقية الجلسة الختامية التي ركزت على تغذية الأطفال والمراهقين المصابين بمرض السكري حيث لم يغفل الملتقى الاهتمام ببحث تغذية هذه الفئات ومدى توجيه الاهتمام بهم وتجنب المضاعفات التي يمكن أن يتعرضوا لها إذا لم يتم الاهتمام بهم لتوفير التغذية الصحية السليمة.
التقت ($) بعدد من المشاركين حيث قال الدكتور سليم عبد المنعم سالم رئيس قسم التغذية بمحافظة الداخلية: الملتقى كان مفيدا جدا لكل من يعمل في مجال أمراض السكري من أطباء وممرضين وفنيي التغذية بما اشتمل عليه من مواد علميه حديثة لتوجيه العاملين في مجال التغذية لهذه الفئة من المرضى كما كان للملتقى الاهتمام الكبير فيما يخص تغذية مرضى السكري مع تجنب الانخفاض أو زيادة السكر في الدم حيث تم من خلال أوراق العمل والحوار المتبادل تقييم الحالة الغذائية لمرضى السكري مع التخطيط الصحي السليم لوجبات صحية لمرضى السكري والتدخل الغذائي مع التركيز على التوعية الصحية لعمل دليل علمي لتغذية مرضى السكري يحتوي على نوعية وكمية الغذاء والاحتياجات إلى السعرات الحرارية.
محل إشادة
ويقول حسين بن علي بن سيف الناصري أخصائي تغذية بمجمع بهلاء الصحي: تنوع الأوراق التي تم تقديمها خلال اليومين الماضين من عمر هذا الملتقى لتشمل في مجملها النواحي الصحية وعلاقتها المباشرة بالتغذية سواء كمادة مساعدة للاستشفاء أو الوقاية منها كانت محل إشادة من المشاركين في هذه الفعاليات الصحية مما يؤكد جهود القائمين على هذا الملتقى. ومن ضمن هذه الأوراق التي شدت انتباهي كثيرا ورقة علمية عن التوصيات الحديثة المقدمة لمريض السكري من الرابطة الأمريكية للسكري والتي اشتملت على تعديلات جذرية في الخدمات التي يتم تقديمها لمرضى السكري واهم العناصر الغذائية التي ينبغي تواجدها في الغذاء المقدم للمريض وعلاقة هذه العناصر مع وجود مضاعفات مرضى السكري. ويقترح الناصري ان يتم تنظيم العمل كفريق متكامل بالمؤسسات الصحية مكون من طبيب وممرضة وأخصائي تغذية ومثقف صحي وتفعيل أدوارهم في كل خطوات العلاج إلى جانب توفير عدد من فنيي التغذية لتقديم خدمات المشورة لحالات ما قبل السكري في المراكز والمجمعات الصحية لتقليل الأعداد الجديدة من حالات السكري مع توفير مواد توعوية جديدة ليتم استخدامها في التوعية ابتداء من التطبيقات المجانية في الهواتف الذكية أو مواقع التوعية في الانترنت أو المواد الورقية التي يتم تقديمها للمراجعين بالمؤسسات الصحية.
135 مليون حالة
ويقول الدكتور راشد بن سعيد السعدي رئيس قسم الأمراض غير المعدية بجنوب الباطنه: أنا سعيد بمشاركتي في الملتقى العلمي المجيد الذي عودتنا به محافظة شمال الشرقية على مدى السنوات الماضية وهذا ما يشجع الآخرين للاستسقاء من معلوماته القيمة فمرض السكري هو حالة مزمنة ناتجة عن عوامل وراثية مختلفة وتحدث بسبب نقص نسبي أو مطلق في إفراز هرمون أنسولين من غدة البنكرياس والأنسولين يقوم بنقل السكري من الدم إلى خلايا الجسم وفي حالة نقصه يؤدي إلى عجز الجسم عن الاستفادة من السكر وفي توليد الطاقة بصورة فعالة ويتراكم السكر في الدم إلى حد معين وبعده يتسرب إلى البول عن طريق الكليتين، وحاليا هناك أكثر من: 135 مليون إنسان في عالمنا مصابون بالسكري ومن المتوقع إن يزداد هذا العدد إلى 300 مليون مريض في عام 2020 كما يوجد أنواع أخرى للسكري مثل السكري المصاحب للحمل عند النساء الحوامل وغالبا ما يختفي بعد انتهاء الحمل ومن المهم جدا تركيز الملتقى على النشاط البدني وتناول الأغذية الصحية التي تساعد المريض على تقليل المضاعفات.
تطوير الخدمة
أما الدكتورة أمل إبراهيم طبيبة بدائرة التغذية في وزارة الصحة تقول يأتي هذا الملتقى السنوي في إطار الفعاليات التدريبية المتعلقة بالتواصل الدائم مع العاملين الصحيين للمشاركة في تحديث المعلومات ومراجعة الممارسات والتطبيقات بالمؤسسات الصحية من أجل تطوير الخدمة الصحية المقدمة للمواطن العماني وعليه كانت أوراق العمل في هذا الملتقى جيدة وتدور حول هذا المحور وكانت من أبرزها أوراق العمل المتعلقة بنتائج بعض الدراسات في مجال تغذية مرضى السكري وعلاقة نقص فيتامين (د) بالإصابة بمرض السكري وكذلك الطريقة الصحيحة لممارسة النشاط البدني لمرضى السكري وأيضا أوراق العمل المتعلقة بتغذية مرضى السكري الحوامل والأطفال والمراهقين كانت جيدة وتحتوي على معلومات تفيد المشاركين في هذا الملتقى وتنمي مهاراتهم. مؤكدة أن من التوصيات المهمة لتحسين خدمات مرض السكري بالمؤسسات الصحية خصوصا فيما يتعلق بتغذيتهم : توفير الكادر الصحي الكامل لتقديم هذه الخدمة من أطباء وتمريض وفنيين تغذية ومثقفين صحيين وذلك بعد تأهيلهم وتدريبهم بصورة جيدة مع توفير كافة الإمكانيات والأجهزة المطلوبة بالعيادات وحتى يستفيد أكبر عدد من المواطنين يجب التوسع في النشاطات المجتمعية والحملات واستخدام كافة وسائل الإعلام المتاحة لتوجيه رسائل صحية وتغذوية لكافة أفراد المجتمع لتحسين عاداتهم وسلوكياتهم وأنماط حياتهم مما سيكون له أكبر الأثر في خفض معدل الإصابة بمرضى السكري بالسلطنة.
جودة المادة العلمية
ويقول الدكتور عادل محمد رئيس قسم الصحة المدرسية بمحافظة جنوب الشرقية: انه تم تقديم العديد من أوراق العمل خلال الملتقى والتي غطت تقريبا جميع النقاط التي قد يحتاجها مريض السكري سواء للوقاية من المضاعفات أو للمساعدة في التشخيص المبكر أو في حماية أسرته من الإصابة فيما بعد. تميزت أوراق العمل بالتنوع من دراسات وبحوث إلى خلاصة دراسات مجمعة إلى مواضيع مقدمة للمساهمة في تبادل الخبرات فيما بين الخبراء والعاملين الميدانيين مشيرا إلي جودة وغزارة المادة العلمية التي استعرضها الملتقى وقتها لا تستطيع أن تميز ورقة عن الأخرى، فلقد بذلت اللجنة المنظمة جهدا واضحا في اختيار أوراق العمل المقدمة في الملتقى. فجميعها على مستوى عال من المادة العلمية ودقة المعلومات وما احتوته من توصيات مختلفة سواء على مستوى التشخيص المبكر أو المتابعة أو الطرق المختلفة للتعامل مع مرضى السكري؛ لذا أقترح على لجنة التوصيات الأخذ بعين الاعتبار جميع توصيات كل ورقة عمل وعمل الملخص اللازم ورفعه للدوائر المختلفة بالوزارة. فهناك دوائر بمثل هذه التوصيات مثل دائرة مكافحة الأمراض المعدية، دائرة التغذية، ودائرة الصحة المدرسية وغيرها.


