جبل شمس أول منطقة تستقبل الشمس وآخر من يودعها

1388575243073165800

درجات الحرارة تحت الصفر في أعلى قمة بالسلطنة -

كتب – سيف بن زاهر العبري -

تعد قمة جبل شمس أعلى نقطة جبلية في السلطنة على ارتفاع يزيد عن 3000 متر فوق سطح البحر، وهي اول منطقة تستقبل أشعة الشمس وآخر من يودعها في نهاية كل نهار، ويعد الارتفاع الشاهق احد العوامل المساعدة لجعل جبل شمس يسجل بصفة مستمرة أدنى درجات الحرارة والتي تصل إلى ما دون الصفر في فصل الشتاء القارس، كما هو الحال في هذه الأيام التي شهدت درجة حرارة متدنية وصلت في الأيام الماضية إلى 7 درجات تحت الصفر.

وجبل شمس منطقة جبلية تتوزع على أطرافها قرى وتجمعات سكانية ما زال الأهالي يقطنون بها بعد أن امتدت خدمات التنمية الحديثة إليها من كهرباء وطرق وهاتف وغيرها، إلى جانب المساكن التي شيدها الأهالي تمسكا بالمكان الذي عاش فيه الآباء والأجداد منذ القدم.

وكي تصل إلى جبل شمس يسلك الزائر الطريق المؤدي إلى ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية التي تبعد عن محافظة مسقط بحوالي مائتي كيلومتر، ومن ثم التوجه عبر الطريق المؤدي إلى جبل شمس مرورا بعدة قرى ومن أهمها قرية غول الأثرية الواقعة على حافة الجبل في الجهة المقابلة من الطريق الصاعد، حيث تشد الانتباه لموقعها على جانب الطريق لتظهر للناظر المباني القديمة التي استخدم في تشييدها الطين والحجارة المطلة على الواحة الزراعية .

ومن ثم تكون القرى الوادعة على جانبي الطريق والآهلة بالسكان بجانب بعض المعالم المعمارية الحديثة من المباني السكنية والمساجد والمجالس العامة وكذلك المدرسة التي يلتحق بها أبناء القرى الجبلية، حتى الوصول إلى منعطفات باتجاهات متعددة تقود إلى بعض القرى بينما قرى أخرى تكون في الوجهة المقابلة حتى الوصول إلى موقع الاستراحة السياحية في جبل شمس، أو الاستمرار في اتجاه الطريق المؤدي إلى قرى كرب والمارات وجبل السراة المجاورة لقرى جبل شمس.

وتعد التضاريس الجبلية أحد المشاهد الطبيعية التي تشد أنظار الزائر، ومن ذلك الفالق العظيم الذي ينحدر في أسفل بطن وادي النخر الشهير الذي تمد مياهه فلج الحمراء عند هطول الأمطار الغزيرة بجانب وادي غول واللذين يلتقيان معا عند قرية غول الأثرية وحتى سد وادي غول، كذلك هناك الأشجار البرية المنتشرة على الهضاب الجبلية إضافة إلى بعض النباتات الصغيرة التي ترعى منها الثروة الحيوانية من الماعز والأغنام وهي مصدر دخل للأهالي بجانب الصناعات الحرفية والتي من أهمها الغزل والنسيج.

أما المشهد الذي يبقى عالقا في ذهن الزائر لجبل شمس هو تلك اللحظات التي تسترسل فيها أشعة الشمس في يوم مشرق وعند غروبها لمعايشة يوم جميل بين الطبيعة الجبلية، بجانب النحت الصخري والتكوينات الجيولوجية التي أبدعها الخالق جلت قدرته في هذه البيئة الجبلية الفريدة، والمفردات الطبيعية التي تبعث الارتياح في النفس لقضاء يوم هادئ بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها، مع حاجة ماسة في هذه الأيام لوسائل التدفئة التقليدية أو الكهربائية المعتادة ليهنأ الزائر بأجواء دافئة وسط أجواء الشتاء القارس.