تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني

EGYPT-ARCHAEOLOGY-RAMSES II

أبوسمبل- (مصر) “د.ب.أ”: تعامدت الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده بمدينة أبوسمبل في جنوب محافظة أسوان بصعيد مصر صباح أمس، في ظاهرة هي الأشهر والأهم بين 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية.

وحدث التعامد بحلول الساعة السادسة و23 دقيقة من صباح أمس (0423 بتوقيت جرينتش) ، واستمر 23 دقيقة.

وتجذب هذه الظاهرة أنظار العالم مرتين في العام ، يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني في 22 أكتوبر ويوم تتويجه في 22 فبراير.

وشهد الحدث 22 من السفراء العرب والأجانب بمصر وأسرهم وقرابة 3500 من المصريين والسياح الأجانب ، وصاحبته عروض فنية قدمتها 16 فرقة للفنون الشعبية من الصين وجورجيا واليونان ورومانيا والكاميرون وتنزانيا وتونس وبنجلاديش ومصر.

وجرى اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة بعد تهديدات جماعة أنصار بيت المقدس للسياح في مصر.

وقال عالم المصريات الدكتور محمد يحي عويضة إن الظاهرة تأتي لتؤكد ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك في العالم أجمع وامتلاكهم لفنونه وأسراره باقتدار.

وأضاف أن معابد أبوسمبل التي تشهد تلك الظاهرة تسجل نقوشها ورسومها تفاصيل أجمل وأقدم قصة حب ربطت بين قلبي الملك رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري ، في أول قصة حب خلدها التاريخ قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة.

وأشار إلى أن ذلك الحب الفياض يظهر جليا من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت على جدران معبد نفرتاري بداخل مجموعة معابد أبوسمبل ، والتي يصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد.

وأوضح أن جدران المعبد منقوش عليها إهداء رمسيس الثاني هذا المعبد لزوجته بعبارة “من أجل أحب زوجاتي قمت ببناء هذا المعبد” ، لافتا إلى أن الملكة نفرتاري هي الوحيدة بين زوجات رمسيس الثاني التي بني لها معبد خاص إلى جوار معبده الكبير بمدينة أبوسمبل.

وقال الدكتور أحمد صالح عبد الله المدير العام لآثار أبوسمبل ومعابد النوبة إن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده بأبوسمبل في 22 أكتوبر يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة ، حيث أن بداية موسم الزراعة أيام الفراعنة يبدأ في 21 من الشهر ، أما تعامد الشمس على وجه الملك في 22 فبراير فيحدث في مناسبة بداية موسم الحصاد.

وأضاف أن ما عرف عن أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث في يوم مولد الملك ويوم تتويجه هو أمر لا يوجد له أساس علمي ، مشيرا إلى صعوبة تحديد أي تاريخ ليوم مولد الملك أو يوم تتويجه لأنه ببساطة لم يكن هناك سجل للمواليد في مصر القديمة.

وأوضح أن كييف كتشجن عالم المصريات الاسكتلندي المتخصص في دراسة عصر رمسيس الثاني قال إن يوم تتويج الملك يوافق 18 يونيو ، فضلا عن وجود نقوش ورسوم في صالة قدس الأقداس في المعبد تصور مولد خروج الإله آمون لإعلان بدء موسم الزراعة وبدء موسم الحصاد..

وكان حدث تعامد الشمس على تمثال رمسيس يقع يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964 ، وبعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الحادثة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير بسبب تغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترا غربا وبارتفاع 60 مترا ، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس وتقطع 60 مترا أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال الإله آمون رع إله طيبة ، صانعة إطارا حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم.

ويوجد على الجدار الشمالي والجنوبي بقاعة قدس الأقداس وصالة الأعمدة الثانية منظران لـ21 كاهنا يحملون في الأول مركب الملك رمسيس الثاني وفي الثاني يحملون موكب الإله آمون رع إله طيبة.

وتحكى كتب المصريات أن موكبي الملك والإله كانا يحملان بمعرفة الواحد وعشرين كاهنا لخارج معبد أبوسمبل ، حيث كانت تقدم لهما القرابين في موسمي البذر والحصاد في 21 أكتوبر و21 فبراير.