تركز مؤسسات الدولة والقطاع الخاص على تدريب كوادرها بهدف نقلهم إلى مصاف أفضل في الأداء وحفز المهارات والخبرات بما يعود بالنفع العام على المؤسسة المعينة في زيادة الإنتاج وتحسين دولاب العمل وتوفير مناخ أفضل للأداء. وقد بات التدريب اليوم من الأولويات التي لا غنى لها في ظل سوق عمل بات سريعا ومتغيرا بفعل التكنولوجيا التي تفرض في كل يوم جديدا يتطلب التعامل معه والامتثال لما يأتي به من مستجدات، حيث نرى كل يوم مخترعا جديدا وآلية مختلفة عن الأمس، لإنجاز مشروعات معينة.
فالحديث عن التدريب المعاصر، يعني التركيز على المواكبة قبل كل شيء. فدونها لا يكون للتدريب معنى ويدور في حلقات مفرغة وكلاسيكيات قاتلة للإبداع والتطوير والانتقال إلى ما هو أكثر كفاءة في الإنتاج.
لكن يرى الخبراء أن هناك خطوة تسبق التدريب واختيار البرامج وهي كيفية تحديد المواهب التي من شأنها أن تعطي وتضيف من خلال التدريب والتي نتوقع منها إبداعية وابتكارية في الأداء بما يطور في بيئة العمل بشكل فاعل ويؤثر على الآخرين في المحيط المعين.
ويكاد عالم اليوم يقوم على هذه الأولوية في اختيار الأفراد الماهرين والموهوبين لكي يقوموا بما هو جديد ومبتكر بعيدا عن الأساليب الروتينية التي درجت عليها المؤسسات منذ عقود طويلة. ولعل هذا الموضوع في حد ذاته بالإضافة إلى قضية التدريب كموضوع كبير ومتشعب يتطلب من الدولة بناء استراتيجية كبيرة ورائدة في هذا المجال تأتي ضمن خطط البرامج بعيدة المدى التي يجري الإعداد والتجهيز لها الآن في المجالات المختلفة، هذه الاستراتيجية التي من شأنها الانضواء ضمن منظومات الترقية والتطوير المنوعة التي نسعى إليها في كافة المجالات.
قد أعلنت وزارة القوى العاملة أنها تتلقى ملاحظات من قبل شركات القطاع الخاص والمتدربين بخصوص برامج التدريب وجودتها، وهو السبب الذي جعلها تعمل على تطوير الكفاءة في العملية التدريبية بناء على هذه الملاحظات. والأمر برمته يتعلق بالمراجعة الدورية التي ينبغي أن تكون شاملة وكاملة وتغطي جوانب المسألة بشكل عام سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص.
إن المرحلة التي تمر بها الدولة من حيث فكر المؤسسية وتوسيعه في الأطر المنوعة تتطلب الانتقال إلى مناطق أعمق جودة وكفاءة في المسائل المختلفة ومنها قطاع التدريب، بما يشكل الإضافة النوعية التي نسعى إليها في سبيل أن تكون لنا كوادر أكثر قدرة على التوليد الحقيقي للإبداع والمساهمة الفاعلة في مسارات الإنتاج الحديث وفق الأخذ بمعطيات العصر الراهن الذي يتسم بحراكه المتسارع بالإضافة إلى الكم الهائل من المعلومات والوسائط المتعددة التي تشكل بوابات للمعرفة. كل ذلك ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار بما يجعلنا نخرج إلى تعظيم الفوائد وننجح فعليا في أن تكون مؤسساتنا ذات كفاءة إنتاجية عالية ومعتبرة وروح مبدعة لها القدرة دائما على العطاء والمسايرة وخدمة الوطن.


