مثلث الصحة.. غذاء ونوم ورياضة

لتتحقق الصحة والعافية علينا بالالتزام بمثلث الصحة والذي أضلاعه الثلاثة تشير إلى:

1- الغذاء المتوازن والصحي بأوقات معينة وأماكن صالحة:

الغذاء الصحي أو الغذاء المتوازن يقصد به النظام الغذائي الذي يؤدي إلى تحسين صحة الفرد ، حيث يرى خبراء الصحة العامة أن الصحة والجمال يقومان أساسا على قواعد التغذية السليمة، إذ أن عمل وتناغم أعضاء الجسم يعتمدان على توازن العناصر الأساسية الواردة إليه عن طريق الطعام المتناول. ومن المعروف أن الغذاء يتكون أساسا من المجموعات الغذائية الأساسية التالية:

- المواد البروتينية

- المواد السكرية

- المواد الدسمة

- العناصر المعدنية والفيتامينات

- الماء

وبالرغم من أن معظم الأطعمة تحتوي على عناصر غذائية متنوعة، إلا أننا في الوقت ذاته لا نجد غذاء واحدا يمكنه أن يحتوي على كافة العناصر الغذائية، لهذا ينصح خبراء التغذية والصحة العامة بضرورة تناول مختلف أصناف الطعام دون الاقتصار على نوع واحد فقط.

ويعتقد الكثير من الأشخاص أن المواد الدسمة تضر بالجسم، ولهذا نجدهم لا يتناولون الأطعمة الدسمة، ولمثل هؤلاء الأشخاص نود أن نهمس في آذانهم بأن المواد الدسمة ضرورية للجسم، فهي تنقل بعض الفيتامينات إلى أماكن امتصاصها في الجسم من أجل الاستفادة منها، ومن أجل سير العمليات الاستقلالية وتزويد الجسم بالطاقة، ولأن المواد الدسمة تحترق ببطء لهذا فهي تقي الشخص من الشعور بالجوع، وذلك بمقارنتها مع المواد السكرية.

وتجدر الإشارة إلى أن المواد الدسمة التي تتجمد في درجة حرارة الغرفة تدعى بالمواد الدسمة المشبعة أو المهدرجة، وهي التي تسبب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والبدانة والسكري وغير ذلك من الأمراض التي تهدد صحة الجسم، أما المواد الدسمة التي تبقى سائلة في درجة حرارة الغرفة فتدعى بالمواد الدسمة غير المشبعة وهي تعتبر مفيدة للجسم، ومن أمثلتها الزيوت النباتية.

لذا ينصح خبراء التغذية استعمال الدهون غير المشبعة في تجهيز المأكولات والسلطات، وذلك للاستفادة من تأثيرها الطيب في الحفاظ على سلامة الأوعية الدموية وجريان الدم فيها من دون عوائق. وهذا مهم لكل شخص إذ يتفادى به الخمول الكلوي والنوبات القلبية والذبحة الدماغية، وتوجد تلك الدهون الصحية في زيت الزيتون ،وزيت بذرة الكتان، وزيت بذرة عباد الشمس، وزيت الذرة.

كما ينصح الأخصائيون بأكل السمك، فلحمه خفيف وتحتوي دهونه على الدهون الطيبة ومنها الأوميجا-3. فيا حبذا لو أكل الناس وجبتي سمك كل أسبوع.


2- النوم الصحي وساعاته الكافية ليلا:

• قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ الفرقان :47

إن الإنسان يحتاج إلى أن يسكن بالليل، وإلى أن يخلد فيه إلى شيء من الاسترخاء والراحة والعبادة والنوم حتى يستعيد نشاطه البدني والذهني والروحي والنفسي، ويستجمع قواه للعمل في النهار التالي وما يتطلبه ذلك من حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض. وذلك لتعويض ما فقده الجسم من خلايا أثناء يقظته وترميم ما تلِف منها وتجديد ما يحتاج الجسم إلى تجديده. و مخ الإنسان هو أكثر أجزاء جسده حاجة إلى النوم. ولذلك يمنّ علينا ربنا تبارك وتعالى بجَعْل الليل للراحة.

إنّ أصحّ نوم للإنسان هو في الساعات الأولى من الليل (ثُلثَي الليل الأوّليين)، وأنّ نشاط جسم الإنسان يتحرك من حدّه الأدنى إلى حدّه الأقصى ثم يتراجع ليصل إلى الحد الأدنى في دورات منتظمة وفق خطة يومية ثابتة تحددها العوامل الوراثية وتضبطها أو تشوِّهها الممارسات الفردية.

في الليل يزداد إفراز الهرمونات الداعية للجسم إلى الراحة والاسترخاء مثل «الميلاتونين» و «البورستاجلاندين»، كما تنشط دفاعات الجسم الذاتية من مثل الجهاز العصبي غير الوديّ، والجهاز الليمفاوي، وكرات الدم البيضاء؛ بينما يقل إفراز هرمون «الكورتيزون» و «الأدرينالين» و «الكورتزول» وكلها من الإفرازات المنشطة للجسم.

وقد أكد باحثون من جامعة أريزونا الأمريكية في بحث علمي أن النوم في الظلام مفيد للصحة ويحسن نشاط جهاز المناعة بصورة كبيرة، وذكر الباحثون أن الجسم يفرز في الظلام هرمون الميلاتونين الذي يؤدي دورا وقائيا في مهاجمة الأمراض الخبيثة كسرطان الثدي والبروستاتا.

وتشير الدراسات إلى أن إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يعيق نمو الخلايا السرطانية قد يتعطل مع وجود الضوء في غرفة النوم، ويرى الباحثون أن هذه العملية الطبيعية التي أوجدها الله تعالى تساعد في الظلام والسبات في وقاية الجسم من أنواع معينة من السرطان.

ويقول البروفيسور مايكل ستريكر من جامعة كاليفورنيا: لو راجع الطالب دروسه جيدا حتى نال منه التعب ثم نام، فإن المخ سيستمر في العمل أثناء النوم بالطريقة نفسها، كما لو ظل الطالب طوال الليل يردد ما درسه.

كما يقول الباحثون: إن النوم المريح والمترافق بمواصلة الممارسة واستمرارها، يمكن أن ينمي ويطور المهارات الفردية الخاصة والمواهب الشخصية، وخصوصا ما يتعلق بتنشيط الذاكرة وتنشيط استذكار ما حدث في الماضي، واستذكار التصورات .


3- اللياقة البدنية والحركة المستمرة:

تكمن أهمية النشاط الرياضي في المحافظة على الصحة ورفع مستوى اللياقة البدنية والمحافظة عليها. ولكن المشكلة حينما لا نمارس النشاط الرياضي، فتظهر علينا أمراض عدم ممارسة النشاط الرياضي, ومنها: السكر، والضغط، والسرطان، والروماتيزم (نتيجة زيادة وزن الجسم والتحميل على الركب والمفاصل السفلية من الجسم)، ومنها ما يتعلق بالجهاز الدوري ( القلب والرئتان ).

ومنها ما يتعلق بالجهاز العظمي (هشاشة العظام)، ومنها ما يتعلق بالمفاصل (الروماتزم)، ومنها ما يتعلق بالجهاز التناسلي للمرأة، و الكثير من الأمراض التي قد تسبب بعض المشكلات الصحية ولو في المستقبل.