ناصر درويش –
منذ تصفيات كأس أمم آسيا 2010 عندما خرج منتخبنا صفر اليدين بعد تعادله مع الكويت في مسقط مروراً بكؤوس الخليج في اليمن والبحرين والسعودية وتصفيات كأس العالم والحديث لا يتوقف عن (مأساة) المنتخب الوطني وتطلع أصوات تنادي وتنتقد، والكل يدلو بدلوه، وأصبحت الأسطوانة محفوظة، ولن تستمر أكثر من يومين، وتنتهي كل هذه الزوبعة. بعد مباراة منتخبنا مع أستراليا أمس الكل تحدث وغرد من غرد، وكتب من كتب، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ليس لها حديث سوى المنتخب الوطني واتحاد الكرة وزادت سخونة المناقشات في برنامج (الدكة) الذي يبث من تلفزيون سلطنة عمان عندما كشف المحلل أحمد البلوشي عن حقائق مثيرة عن اتحاد الكرة، وهو أعلم بها كونه كان مدير الإدارة الفنية بالاتحاد.ومع هذا الغضب الجماهيري لمحبي كرة القدم في السلطنة ظلت الجمعية العمومية صامتة مثل صمتها السابق لم تحرك ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيها في شيء برغم أنها هي الجهة المعنية بكل التفاصيل، وهي الوحيدة دون غيرها التي يمكنها أن تكشف الحقائق وتضع النقاط على الحروف.
من يطالب بتدخل وزارة الشؤون الرياضية في شأن اتحاد الكرة فهو مخطئ تماما والوزارة عندما أرادت أن تقوم بهذا الدور كان الرد القاطع من قبل الجمعية العمومية أن هذا دورها، وليس دور الوزارة وتم إيصال الأمر إلى الفيفا الذي هدد بإيقاف الكرة العمانية في حالة تدخل الوزارة والتي لم تتخل عن واجبها في تقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي واللوجستي في إطار دورها في دعم الشباب والرياضة.
إذا كان هناك تقييم لتجربة اتحاد الكرة منذ ما يقارب الثماني سنوات منذ بدء الانتخابات إلى الآن فإن هذا التقييم من مسؤولية الجمعية العمومية، وهي تملك كل الصلاحيات، وتملك في الوقت نفسه كل التقارير الإدارية والمالية التي يقدمها اتحاد الكرة سنوياً للجمعية العمومية، وهي من تصادق عليها، ولم يتم اتخاذ أي قرار الأبعد بعد مباركة الجمعية العمومية ومصادقة مجلس الإدارة، ولهذا فإنني أرى أن الجمعية العمومية هي من تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لما وصل به الحال، وليس اتحاد الكرة وحده، وهي تحتاج لصحوة ضمير، وليس لمصالح شخصية.