محكمة النقض المصرية تقرر إعادة محاكمة صحفيي «الجزيرة»

السيسي يدعو لخطاب ديني معتدل –

القاهرة- عمان -محمود خلوف – (أ ف ب):-

قررت محكمة النقض ارفع هيئة قضائية في مصر في ختام جلستها امس اعادة محاكمة صحفيي قناة الجزيرة الثلاثة المتهمين بدعم جماعة الاخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي مع ابقائهم في السجن.

وتم توقيف الاسترالي بيتر غريست والمصري الكندي محمد فاضل فهمي والمصري باهر محمد في ديسمبر 2013 اثناء عملهم لصالح قناة الجزيرة الانجليزية من دون الحصول على التصريح القانوني اللازم. وفي يونيو الماضي صدر حكم بسجن غريست وفهمي سبع سنوات وباهر عشر سنوات ما اثار عاصفة من الاحتجاجات الدولية.

وقال المحامي عمرو الديب وكيل الدفاع عن غريست بعد جلسة للمحكمة استمرت 30 دقيقة ان «محكمة النقض وافقت على طلب الطعن وامرت بإعادة المحاكمة» في هذه القضية، وقد اعربت عائلات المتهمين عن الامل في اطلاق سراحهم اثر تحسن في العلاقات بين القاهرة والدوحة، لكن الديب اكد ان «محكمة النقض لا تستطيع اخلاء سبيلهم بكفالة او غير كفالة»، موضحا ان «محكمة النقض تقبل الطعن او ترفضه ومن يخلي سبيلهم هو المحكمة التي تعيد محاكمتهم»، وطلب الدفاع والنيابة كذلك اعادة المحاكمة في القضية.

من جهتها، طالبت قناة الجزيرة بانعقاد جلسات اعادة المحاكمة «سريعا»، ونقلت عن وكلاء الدفاع قولهم ان اعادة المحاكمة قد تستغرق بين 12 و 18 شهرا، وقال المتحدث باسم القناة في بيان ان «باهر وبيتر ومحمد يقبعون في السجن ظلما منذ اكثر من عام».

واضاف ان «السلطات المصرية اصبحت الان امام خيار بسيط هو الافراج عنهم سريعا او اطالة القضية مع استمرار الظلم والاساءة الى بلدها في نظر العالم»، واكد مدير عام شبكة الجزيرة بالوكالة مصطفى سواق أن «توقيف الصحفيين الثلاثة كان سياسيا وادانتهم كانت سياسية وبقاءهم في السجن سياسي وبالتالي فنحن نأمل في ان يتخذ قرار سياسي بالافراج عنهم جميعا من دون انتظار المحاكمة الجديدة». يذكر ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اصدر في نوفمبر الماضي قانونا يتيح للسلطات ترحيل المتهمين الاجانب الذين تمت ادانتهم او الذين تجري محاكمتهم من دون التقيد بقرار المحكمة.

من جهته، قال عادل شقيق المتهم فهمي «اعرف انه يجب ان اكون سعيدا لقبول الطعن لكنني كنت امل في الافراج عن شقيقي»، ومثل صحفيو الجزيرة الثلاثة امام المحكمة بالتزامن مع بدء مصالحة بين القاهرة والدوحة بوساطة من السعودية.

وعبر عادل في هذا السياق عن الامل في استمرار جهود المصالحة بين مصر وقطر «من اجل شقيقي وزملائه الذين يدفعون الثمن لأزمة سياسية».

ووجهت الى الصحفيين الثلاثة تهم بنشر «اخبار كاذبة» لدعم جماعة الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي الذي عزله الجيش وحبسه في يوليو 2013. وصنفت جماعة الاخوان المسلمين بعد ذلك «تنظيما ارهابيا». من جهتها، عبرت عائلة غريست لقناة التلفزيون الاسترالية اي بي سي قبل بدء الجلسة عن ثقتهم في «نزاهة نظام الطعن في القضاء المصري».

بدورها، دعت منظمة العفو الدولية في بيان الى اطلاق سراح الصحفيين فورا موضحة ان قرار محكمة النقض ينبغي ان «يفتح الطريق امام حصولهم على حريتهم من دون شروط»، واعتبرت ان محاكمتهم «كانت مهزلة كاملة فكل جريمتهم هي تحدي الرواية الرسمية للسلطات المصرية» حول الاحداث في مصر.

وفي موضوع آخر، شدد الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي، أمس، على ضرورة التصدي للفكر الخاطئ والمتطرف الذي يسيء للإسلام والمسلمين ويدمر الأمة الإسلامية، محملا علماء الأزهر والأوقاف القيام بهذه المهمة لتجديد الخطاب الديني وفقا للدين الإسلامي الحنيف.

وأكد الرئيس في كلمته باحتفال المولد النبوي الشريف، الذي نظمته وزارة الأوقاف ضرورة الاقتداء بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام وخاصة قيم الصدق والأمانة والإخلاص، كما طالب بـ«التأسي بأخلاق الرسول وصفاته وأوامره وإحسان القول والعمل والأخذ بالأسباب، وحسن التوكل على الله»، مجددا انتقاده للفكر الديني الخاطئ والمتعصب لدى البعض والذي يسيء للإسلام.

وأكد على أهمية إيجاد خطاب ديني حقيقي يتناغم مع مقتضيات العصر ويرفض الأعمال التي تسيء إلى الإسلام، مشددا على ضرورة إتقان العمل والإخلاص لكي تكون جزءا من عادات الناس بما يسهم في تقدم المجتمع ونهضته. وفي الملف الأمني، استطاع خبراء المتفجرات بمديرية أمن الجيزة إبطال مفعول عبوة محلية الصنع بشارع السودان بالقرب من مزلقان ناهيا بمحافظة الجيزة، وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها أمس عبر صفحتها على «فيس بوك»، إن الأجهزة الأمنية قامت بتمشيط المنطقة للتأكد من عدم وجود عبوات أخرى.