"◄ظفار للتوحد".. مبادرة انطلقت من رحم معاناة أسر التوحديين بسبب ندرة الكفاءات
"◄ الهدف صفر" يتحوّل من عمل فردي إلى جماعي بعد تكريم "الرؤية"
"◄ بسنا حوادث".. فعاليات وبرامج شبابية لمحاربة "ثقافة السرعة"
◄ "نادي الصم".. جهود تطوعية للارتقاء فكريا وثقافيا ومجتمعيًا
الرؤية- أحمد الجهوري
أعرب الفائزون والمكرمون الخمسة الأوائل بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في مجال العمل التطوعي عن سعادتهم بتبني الجريدة مسابقة تعنى بالأنشطة الشبابية في مختلف المجالات، وقالوا إنّ المسابقة ساهمت في الترويج لأعمالهم وأنشطتهم التطوعيّة وفتحت لهم أفاقًا أوسع بمساهمة المجتمع المدني على العطاء وتحدي الصعاب للوصول إلى الأهداف التي يسعى إليها كل فريق تطوعي.
وقد أسفرت النتائج عن فوز برنامج إرداتي بالمركز الأول، وفريق ابتسامة أمل لمساعدة المعاقين بالمركز الثاني بالمناصفة مع فريق مبادرة أهالي ظفار للتوحّد، ونال التكريم كل من برنامج الهدف صفر وحملة بسنا حوادث ونادي الصم بمحافظة البريمي.
وقال عيسى بن أحمد الحداد رئيس مبادرة أهالي ظفار للتوحّد: فوزنا بالمناصفة بالمركز الثاني بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب كان له بالغ الأثر في السعي وراء الاستمرار بالعطاء والإنجاز وخدمة المجتمع والوطن، وتبني الجريدة لهذه الجائزة عزز الاهتمام بإنشاء فرق ومبادرات تقوم بدورها المنوط بالمساهمة في الارتقاء بالعمل التطوعي بشكل خاص وبالأعمال الشبابية الأخرى بشكل عام.
وعن انطلاقة المبادرة قال الحداد: كانت انطلاقة المبادرة من تحرّك عدد من أسر أطفال التوحّد وبعض المهتمين بقضيّة هؤلاء الأطفال بالمحافظة، وقد كان هذا التحرك ناجمًا عن عدم وجود أيّ خدمات علاجيّة أو تأهيلية لأطفال التوحّد بالمحافظة، وكذلك عدم وجود مختصين بالتوحّد بالمحافظة وجهل المجتمع بماهيّة اضطراب التوحد فانطلقت المبادرة في بدايات العام 2013م وكانت تحركاتها الأوليّة برفع رسالة لمجلسي الشورى والبلدي تمّ فيها شرح المعاناة التي تعيشها هذه الأسر مع أبنائهم التوحديين وبعدها جاءت فكرة المشاركة في مهرجان صلالة السياحي لتوعية المجتمع باضطراب التوحد وإيصال رسالة التوحديين للمجتمع كون هذا المهرجان يستقطب الآلاف من الجماهير والشخصيات المعروفة.
وعرف الحداد التوحد بأنّه: اضطراب نمائي يظهر بوضوح في السنوات الثلاث الأولى من الحياة ويعتبر من الإعاقات النمائية، ويعرف التوحد بأنه عجز في تطوير ثلاث مهارات أساسية لدى الطفل وهي المهارات الاجتماعية والمهارات اللغوية والسلوك وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الطريقة التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ مسببة مشكلات في المهارات الاجتماعيّة تتمثل في عدم القدرة على الارتباط وخلق علاقات مع الأفراد، وعدم القدرة على اللعب مع أقرانه الأسوياء, وعدم القدرة على التصور والتخيّل.
أمّا المشكلات التي يسببها التوحد في المهارات اللغوية أو مهارات التواصل فهي تكمن في عدم القدرة على التعبير اللفظي نهائيا أو التأخر في النطق وفقد الطفل للحصيلة اللغوية المكتسبة، وعدم القدرة على فهم ما يقوله الآخرون، وعدم القدرة على التواصل البصري مع من حوله، أمّا مشاكل السلوك فتكمن في بعض التصرفات الغريبة مثل الحركة الدائمة (فرط النشاط) وبشكل دائري وحركة المشي على أصابع القدمين ورفرفة اليدين باستمرار وغيرها الكثير
وأضاف: تهدف المبادرة إلى إنشاء مركز متكامل يختص بحالات التوحد في محافظة ظفار بالإضافة إلى أهداف أخرى مصاحبة منها التوعية باضطراب التوحد من حيث ماهيته وطبيعته وطرق التعامل معه والتدخل المبكر لعلاجه أو الحد من مظاهره وستشمل التوعية المجتمع وأسر التوحديين والعاملين في الجهات المعنية بالموضوع، وحث الجهات المعنية باضطراب التوحد على اتخاذ الخطوات اللازمة للنظر في قضية التوحد وعمل البحوث والدراسات حوله وتوفير قاعدة بيانات عن الحالات الموجودة بالسلطنة وإيجاد السبل والمتطلبات اللازمة لمساندة فئة ذوي التوحد، والعمل على إيجاد تعاون مشترك بين الجهات الأهليّة والحكوميّة لتقديم خدمات متكاملة، وتأهيل الشباب العماني في هذا المجال وتوفير فرص تعليميّة للتخصص في مجال معالجة اضطراب التوحد، وتقديم الدعم والرعاية للذين يعانون من اضطراب التوحد سواء الدعم المادي أو المعنوي
أمّا عن خطة العمل فتابع: كانت خطة العمل للمبادرة تعتمد على التحرّك والعمل على ثلاثة محاور رئيسية: اولا أسر التوحديين (توعيتهم، وتقديم الدعم النفسي والإرشادي لكيفية التعامل مع أبنائهم، إقناع الأسر التي لديها حالات مشكوك فيها بالفحص على أبنائهم والعمل على التدخل المبكر لهم).
ثانيا المجتمع: توعية المجتمع باضطراب التوحد وأنّه ليس بجنون والقضاء على الخرافات بأنّ هناك مسًّا في هؤلاء الأطفال، وكذلك تحويل نظرة الشفقة التي ينظر بها المجتمع لهذه الفئة تحويلها لنظرة أكثر إيجابية وبأنّهم مختلفون فقط وهم بحاجة لتقبلهم ودعمهم ومساندتهم)، ثالثًا المؤسسات والجهات المعنيّة بقضيّة التوحّد (التنمية الاجتماعية - الصحة - التربية - الإعلام) التواصل مع هذه المؤسسات لحل قضية التوحديين والعمل على توفير كافة الخدمات ذات الجودة لهم.
واختتم الحداد بأنّ الفوز بجائزة الرؤية عزز الخطط المستقبليّة للمبادرة حيث سنعمل على تنظيم حملات توعوية لجامعة ظفار وكليات المحافظة ومعهد التمريض والمدارس، والعمل على استقطاب شركات للتبرع بتوفير ألعاب لأطفال التوحد بمركز الوفاء، والتواصل مع عدد من الجهات لمساعدة عدد من الأسر للقيام بإجراءات الفحوصات اللازمة لأبنائهم التوحديين حيث إنّها فحوصات غير مجانيّة تجري في بعض العيادات بالعاصمة كفحص البصمة الوراثيّة وفحص المعادن والسموم و لهذه الفحوصات دور كبير في تحديد البرنامج العلاجي والغذائي للطفل، والإعداد لإقامة فعالية توعوية في يوم التوحد العالمي، ومتابعة موضوع بناء مركز التوحد وحث الشركات على المساهمة فيه، وعمل خطة للتعاون على برامج التوعية باضطراب التوحد مع مديرية الخدمات الصحيّة بالمحافظة وذلك لتوسيع نطاق التوعية بالمحافظة وخاصة المناطق النائية، والتعاون مع الجهات الإعلامية لإيصال رسالة المبادرة للتوعية بالتوحّد و المطالبة بحقوق التوحديين.
الهدف صفر
وقال إبراهيم بن سعيد الصواعي والذي نال تكريمًا بحفل جائزة الرؤية لمبادرات الشباب عن برنامجه الهدف صفر: في البداية أود أن أشكر جريدة "الرؤية" على إتاحة الفرصة للشباب العمانيين في إبراز تطلعاتهم وأعمالهم التطوعية والتي بلا شك تعكس مدى تكاتف المجتمع في البحث عن أفكار إبداعية تساهم مع المؤسسات الحكومية والخاصة ومشاركتهم للتنمية في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم, ولعلّ ما لفت انتباهي هو أنّ الرؤية لم تقتصر على توصيل الحدث وإنما صنعت ذلك وهي بادرة تعكس تطلعات حقيقية في الشراكة لاحتواء الشباب وتقدير أعمالهم وتطويرها والبحث عن حلول لمعوقاتها, وتأتي مشاركتي في جائزة الرؤية بعد اطلاعي على أهدافها والتي تلامس تطلعات وقدرة الشاب العماني في إيصال رسالته, ووجدت بأنّه حان الوقت لكي نرسم خريطة واضحة لبرنامج الهدف صفر بعد نجاحه في تحقيق معظم أهدافه القريبة المدى والتي تركّزت بمحافظة جنوب الشرقية بشكل خاص, وحصولي على تكريم بجائزة الرؤية شجعني على تطوير البرنامج والمضي قُدماً للمزيد من الجهد والخطط والتي سأعلن عنها قريباً, إنّ أبرز ما تحقق لي من مكاسب من تكريم الرؤية هو يقيني بأنّ العمل التطوعي الفردي لا يمكن أن يحقق نتائج بعيدة المدى, مما دفعني لوضع استراتيجية تنظم عمل البرنامج والاستعانة بمجموعة من الشباب المتطوعين وفق جدول زمني مرسوم ومنظم.
وقد حقق البرنامج بعد حصوله على جائزة الرؤية أيضا المركز الثالث بجائزة السلامة المرورية على مستوى السلطنة وإشادة من منظمة اليونيسيف كون البرنامج مهتم بسلامة الأطفال وتربيتهم مرورياً.
وأضاف الصواعي: إنّ سبب إطلاقي لبرنامج الهدف هو امتثالنا للتوجيه السامي الذي تفضل به حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله وأبقاه - في سيح المكارم بتاريخ الثامن عشر من أكتوبر لعام 2009 وما تضمنت كلماته من نصح كريم ومضامين سامية ودلالات كبيرة, وما أسداه جلالته من توجيهات بأهميّة أن تتحمل كافة شرائح المجتمع مسؤوليتها للتصدي لحوادث المرور, مما كان له الأثر الكبير في أن أطلق برنامجي تحت عنوان "الهدف صفر".
وقد تزايدت المسؤولية على عاتقي بعد وفاة ابن خالي بحادث مروري, فقد توفى بين أيدينا بعد أن أنهى دراسته الجامعية ببضعة أيام بتاريخ 30/03/2011, وليس أشد وطأة على النفس من سماع نبأ إزهاق روح إنسان بريء, ويزداد الشعور بالأسى إذا عرفت أنّ فقدان هذه الروح جاء نتيجة خطأ غير مقصود.. من هنا بدأت العمل لأعلن بعدها حملة بعنوان "افعل ما أقول وليس ما فعلت". ومن حينها لم أحصل على أي مخالفة مرورية تذكر ولله الحمد.
وواجهت صعوبات عديدة في مراحل البرنامج, لدرجة أنّ البعض يصف أعمالي بأنّها هدر للمال لقلة الدعم ولكن بالعزيمة والإصرار وبتعاون الإخوان بالإدارة العامة للمرور أطلقت العنان والتحدي, ولله الحمد وصلت لمرحلة أنّ العديد من المؤسسات الراغبة بالشراكة, مما أجبرني ذلك على عمل دراسة خاصة للفئة المستهدفة, لأجد نفسي بين تطلعات ورؤى وأفق ستساهم في الحد من الحوادث المرورية ولعلّ أبرز ما تحقق من نتائج خلال فترة البرنامج بتسعة أشهر الماضية تهيئة البيئة المرورية بتوفير كاسرات للسرعة وعبور للمشاة وتدشين الحقيبة المرورية والتي وزعت على ذوي الاحتياجات الخاصة كمرحلة أولى، وتوفير ألعاب إلكترونية خاصة بالسلامة المرورية وكتاب إلكتروني للتعليم الذاتي، وتوفير كتب كمنهج دراسي خاص برياض الأطفال، وتوفير فرص تدريب لمشرفات الأمن والسلامة، وتخصيص يوم سنوي للحد من مخاطر الطرق على الأطفال، وإنشاء موقع إلكتروني خاص بتربية النشء مروريًا، ودعم سنوي لمركز رعاية المعوقين بمبلغ 700 ريال عماني من خلال تخصيص حاوية لتجميع الملابس المستعملة يذهب ريعها لتوفير أدوات السلامة لهذه الفئة، تخصيص سباق الجري سنويًا للبراعم الخاص بالتوعية المرورية بالتعاون مع وزارة الشؤون الرياضية.
بسنا حوادث
وقال عبد العزيز اليعقوبي الرئيس الفخري لحملة بسنا حوادث والتي حصلت على تكريم بجائزة الرؤية لمباردات الشباب: شكرًا للرؤية على ما قدّمته لنا من فرصة جديدة لتكريم وفرصة رائعة للمشاركة في مسابقة حملت كل معاني التحفيز والتشجيع بيوم مميز تنظيميًا والذي حمل بطيّاته روح المنافسة الشريفة بين المتنافسين بالعمل التطوعي.
وتابع اليعقوبي: قامت الحملة بجهود شبابية لتقديم خدمات وبرامج وفعاليات تحد من الخطر الذي أصبح مقلقًا وهو حوادث السير وكانت مشاركتنا في مسابقة الرؤية للمبادرات الشبابية هو بغيّة المنافسة وإبراز جهود الشباب من خلال جريدة الرؤية في مبادرتها الفريدة التي أطلقتها عبر مسابقة رائعة ذات أهداف تصب في خدمة هذا الوطن الغالي وهذه الفرصة العظيمة التي أتاحتها لنا جريدة الرؤية لتفعيل وإبراز فريق (بسنا حوادث) عبر جائزة الرؤية لمبادرات الشباب هذه الجائزة التي التي ركّزت على أفضل المبادرات والمشاريع والابتكارات الشبابية المجيدة بهدف التعريف بها وكان مركزنا الرابع من بين أكثر من 400 مبادرة شبابية وقد أعطانا هذا المركز دافعًا كبيرًا في مواصلة مشوارنا لخدمة عمان وبذل كل الجهد والإخلاص لتطوير الفريق القائم على الحملة .
ويضيف اليعقوبي: قامت هذه الحملة على كاهل مجموعة من الشباب المتطوعين راسمين لهم مجموعة أهداف ينوون تحقيقها عبر برامج وفعاليات وخدمات مبتكرة تتميز بطابع التجديد في طريقة عرضها على المجتمع فمنذ أن أطلق صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله في الثامن عشر من شهر أكتوبر للعام 2009م في سيح المكارم بولاية صحار توجيهاته السامية وما تضمنته من نصح كريم وما تجلى فيه من دلالات وما أسداه من توجيهات سامية بأهمية أن تتحمل كافة شرائح المجتمع مسؤوليتها كل على حسب اختصاصه وأن تعمل معا للتصدي للحوادث المرورية، قام شباب (حملة بسنا حوادث) ملبين هذا النداء للتصدي لكابوس الحوادث المرورية الذي أصبح هاجساً مخيفاً في نفوسنا بشكل خاص والمجتمع بشكل عام ومحاربة ثقافة السرعة من خلال النزول إلى المجتمع وتوعيته بطرق مستحدثة وبأفكار شبابية جديدة تستوعبها كافة شرائح المجتمع، وتمثّلت بداية بالمسمى الذي أخذ طابع اللهجة العمانية العامية (بسنا حوادث) بعيدة عن التصنع والتكلّف بغيّة الوصول بها إلى ذهن المستمع.
ونظرًا لارتفاع معدلات الحوادث المرورية في سلطنة عمان باتت خطرًا يهدد الجميع حيث إنّ هناك العديد من الحوادث يمكن منعها أو تفاديها عن طريق التعليم والتوعية والعديد من التطبيقات وفيما يختص بالسلامة المرورية ارتأت الحملة إشراك المجتمع بأكمله للحد من هذه الحوادث .
وقمنا بمجموعة من الفعاليات والبرامج لتحقيق الأهداف المرسومة للحملة ومن هذه الفعاليات: قمنا كحملة بزيارة متواصلة لمستشفى عبري المرجعي والوقوف على الحالات الخاصة بحوادث السير وأخذ اعترافات ونداءات منهم نوصلها عنهم للمجتمع، كما قمنا أيضًا بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية باختيار قائد مركبة لم يتم تسجيل أي مخالفة مرورية عليه ويتم إعطاؤه مبلغًا وقدره 50 ريالا عمانيا مقدمة من شباب الحملة، ويتم نشر الصورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك نفذت الحملة حملة تفتيش على محلات الإطارات الرئيسية بالولاية، وتمّ ضبط عدد من الإطارات غير الصالحة للاستخدام؛ وذلك نتيجة لسوء التخزين وبعضها قد انتهت صلاحيتها والمقدرة بعامين، كما قامت الحملة أيام شهر رمضان المبارك في فترة ما قبل آذان المغرب بدقائق والتي تكثر الحوادث وذلك لاستعجال قائدي المركبات للإفطار في منازلهم- قامت بتوفير إفطار صائم يتم توزيعه على قائدي المركبات عند محطات الوقود، ولم يقتصر العمل على الكبار فقط، وتمّ خلال المشروع التركيز على أطفال سائقي المركبات وذلك لتوصيل أهداف الحملة للسائقين عن طريقهم من خلال النداءات التي يطلقها هؤلاء الأطفال لآبائهم عبر البرامج المنفذة في الفعالية.
كما قدّمت الحملة فعالية ووصورت الواقع مسرحيًا فقد نظمت الحادث الوهمي على شارع المظهار بالمرتفع حيث وضعت مركبات بها حادث وحولها دمي كالجثث متوفاة وملطخة بالدماء ليتم الشرح للعامة على أرض الواقع وبصورة مؤثرة مع توقيعهم على تعهد بالالتزام بقواعد المرور وعدم ارتكاب المخالفات .
وحتى يحس المستهدفون من البرامج والفعاليات تمت استضافة ذوي الاحتياجات الخاصة ووضعهم أمام المسرح بهدف أخذ العبرة، ثم بعد ذلك يقوم قائد مركبة مدرب من قبلنا بالقيادة واللعب في نفس الوقت لعبة وهميّة وتشكل خطرًا عليه ليعيش الخطر نفسه مثل لعبة الوتس آب .
ويتابع اليعقوبي: قمنا بعمل صحيفة طولها عشرة أمتار لتحمل تواقيع المجتمع كدليل على رفضهم لما يحدث في شوارعنا من حوادث مرورية مروعة، ولم يألوا الشباب جهدًا ولم يتركوا مجالا للتثقيف والتوعية إلا سلكوه وكانت الفعالية هذه المرة إعداد CD خاص بالتوعية يحتوي على نصائح ومحاضرات دينية خاصة بالحوادث كما به قصص واقعية عن الحوادث المرورية, ثمّ توزيع قرابة 1700 نسخة منها .
نادي الصم بالبريمي
وقد نال نادي الصم بمحافظة البريمي موقعًا بارزًا ضمن المكرمين باحتفالية جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، وقالت رئيسة إدارة النادي خديجة بنت عبدالله البلوشي: في البداية أشكر جريدة الرؤية على سعيها للاهتمام بقطاع الشباب ودعمهم إعلاميًا، وهذا ليس بغريب على "الرؤية" باعتبارها صحيفة رائدة بصحافتنا المحليّة وصاحبة المبادرة الأولى من بين الصحف، فقد استحدثت جائزة لدعم الشباب بمجالات مختلفة، والتكريم هو انطلاقة جديدة نحو الاجتهاد بتقديم عمل يرقى بخدمة فئة الصم بالسلطنة.
وتضيف: بعد أن كان النادي حلمًا يراود الصم والمهتمين بهم، أصبح حقيقة على أرض الواقع، نتيجة للجهود الكبيرة والمساعي المثمرة، التي قام بها أبناء متطوعين من ولاية البريمي. حيث يعد النادي سبقا رياديًا ذو نفع فكري وثقافي واجتماعي على الصم نحو تطبيق دورات عمليّة وتدريبية تؤهلهم للاندماج في المجتمع. ونسعى لتسليط الضوء في هذا الكتاب على بعض تلك الجهود التي بذلت، وامتدت إليها الكثير من الأيادي البيضاء المعطاءة للمساهمة في خدمة هذه الفئة المتميّزة، متبعين نهج صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، في ترسيخ مبدأ التعاون والتطوع؛ ليصبح في بمقدورهم أن يشقوا الطريق بين أفراد المجتمع بكل يسر، ولا زلنا في نادي الصم نواصل مسيرتنا نحـو غاياتنا المنشودة بهمة عالية وعمل دؤوب وحرص شـديد، للحفاظ على هذا الصرح الشامخ .
وجاءت فـكرة إنشاء نادي الصم بمحافظة البريمي، بعد عقـد دورة أساسيات لغة الإشارة التي نظمتها مديرية التربية والتعليم بمحافظة البريمي مطلع عام 2012م. فقد كان للمشاركين في هذه الدورة شغـف تعلم لغة الإشارة، واكتساب المعرفة والقدرة على التواصل مع الأصم بلغته الخاصة. لا سيما بوجود أعـداد كبيرة من الصم داخل الولاية. مما شجع المنتسبين لهذه الدورة على التماس حاجة الصم لمكان يحتويهم ويحتضن مواهبهم فتولّدت فكرة تـأسيس أول نادي للصم على مستوى السلطنة. تحت مسمى (نادي الصم بمحافظة البريمي) يهـدف إلى دمج الصم في المجتمع، وتنمية قدراتهم ومواهبهم، ونشر ثقافة لغة الإشارة في المجتمع. وبالبحث عن جهة رسمية ينتمي إليها النادي بشكل رسمي . رحّب نادي النهضة بالفكرة ليكون المشرف على أعمال وأنشطة نادي الصم بمحافظة البريمي.
وأوضحت أهداف النادي وقالت: مساعدة الصم على التكيف والاندماج في بيئتهم ومجتمعهم المحلي عن طريق تفعيل البرامج التربوية والثقافية والدينية والرياضية والاجتماعيّة، وتمكين الصم من مواجهة التحديات والقيام بدورهم الفاعل في خدمة المجتمع، وتهيئة السبل لممارسة الصم مختلف الأنشطة وشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع العام، وتعريف المجتمع بذوي الإعاقة السمعيّة وزيادة مهارته في التواصل معهم، وعمل دورات تدريبيّة لتأهيل الصم لسوق العمل، بما يحقق لهم الاستقلالية بأنفسهم، وتوفير احتياجات الصم من الأجهزة الطبيّة التي تساعدهم على التواصل بين أفراد المجتمع، وتشجيع روح المبادرة، وترسيخ مفهوم العمل التطوعي في المجتمع المحلي، والسعي لتولي الصم مراتب قيادية تعزز من ثقتهم بأنفسهم. وتنمي مداركهم الحسية، وإعداد مقر لنادي الصم ليكون مركزًا لنشر وتعليم لغة الإشارة الخاصة بالصم، ودعـوة مؤسسات المجتمع المدني للمساهمة في تحقيق أهداف وتطلعات النادي.
وعن الخدمات التي قدّمها النادي والآثار الإيجابيّة على المستوى الفردي أضافت: حقق النادي للصم فرصة لمواصلة تعليمهم الدراسي من خلال مبادرته التي قدمها لمديرية تعليمية محافظة البريمي، وذلك بفتح برنامج محو أمية الصم ( تعليم الكبار) الأول من نوعه في السلطنة، ووفر النادي للصم دورة دبلوم كامبريدج في مجال تقنية المعلومات، كأول دورة للصم يتم تمويلها من هيئة تقنية المعلومات بالسلطنة، وترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة، من الإنجازات التي حققها النادي لصالح الصم بعـد الحصول على الموافقة الرسمية من الجهات المختصة، وابتكار القاموس الإشاري المروري الخاص بالصم، الأول من نوعـه على مستوى الوطن العربي، وتوزيع أجهزة الحاسب الآلي (اللاب توب) والسماعات الطبيّة لجميع الصم في النادي.
أمّا على مستوى المجتمع فقالت: يعتبر تأسيس نادي الصم بمحافظة البريمي كأول نـادٍ للصم على مستوى السلطنة مكسبًا معنويًا يعـزز ثقـة الصم بأنفسهم، واهتمام المجتمع بهم، وساهم وجود النادي بتعريف المجتمع بذوي الإعاقة السمعية، وإخراجهم من العزلة التي يعيشونها، من خلال تفعيل أدوارهم التنموية في مختلف الأنشطة والفعاليات تمهيدًا لدمجهم في المجتمع، ونظم النادي العديد من دورات لغة الإشارة للمجتمع، التي تعتبر وسيلة الاتصال بين الصم والأسوياء، وتوعية المجتمع بأهمية الكشف الطبي المبكر لحالات الصمم لدى الأطفال، لخفض نسبة الإصابة بالإعاقة السمعيّة، وتحفيز المؤسسات الحكوميّة والخاصة على توفير خدمات أفضل تناسب احتياجات الصم.


