
حميد بن فاضل الشبلي -
اليوم سوف نقوم بزيارة أحد المطارات بعالمنا العربي وسنحلق في إحدى رحلاته الجوية لكي نصف لكم ما هي الثقافة التي يتميز بها المسافر العربي، ولعل ما سوف نسرده قد تمت مشاهدته من قبل الكثيرين منكم خلال رحلات السفر الماضية.
سوف نبدأ من المرحلة الأولى وهي شحن الحقائب ومعلوم لدى الجميع أن كل شركة طيران تسمح بوزن محدد لكل مسافر ولكن يأبى مسافرنا العربي إلا أن يخترق هذا النظام، ولذلك ستجده قد تجاوز الوزن المسموح وعندها تبدأ عنده عملية المناورات مع موظف الشركة لكي يسمح له بالمرور وإذا لم تنجح المناورة يتحول إلى الخطة البديلة وهي تفريغ الوزن الزائد مع مسافر آخر بنفس الرحلة وهنا تحدث عملية الإحراج عند البعض فتجده يوافق على الطلب من دون وجود رضا داخلي، كل هذه الأحداث تتسبب أحيانا في تأخير موعد إقلاع الرحلة وربكة في صالة المسافرين، ولو انتقلنا إلى المرحلة الثانية من مراحل السفر وهي المناداة للمسافرين للتحرك إلى الباب المؤدي للطائرة هنا سيظهر لك مسافرنا العربي ثقافته الثانية، فعلى الرغم أن كل مسافر قد حجز له مقعد خاص بالطائرة إلا أنك ستشاهد مدى التدافع الشديد الذي يصل أحيانا إلى مرحلة التلاسن المشين بين المسافرين، فمتى سيعلم هؤلاء أن مقاعدهم لن يستطيع أي مسافر أن يجلس عليها، وإذا ما وصلنا إلى المرحلة الثالثة وهي عند بداية الإقلاع التي تتم مخاطبة جميع المسافرين بربط الأحزمة والبقاء في المقاعد دون حركة، ولكن للأسف يتم كسر هذا الطلب بأن يقوم البعض بفتح الأحزمة ومن ثم التحرك داخل الطائرة مما يجبر المضيفين بالتوجه سريعا لإرجاع المسافر إلى مكانه وذلك امتثالا للضوابط والقوانين الخاصة بسلامة كل راكب على متن الطائرة، ونختم مغامرات مسافرنا العربي عند هبوط الطائرة إلى أرض المطار، فما أن تبدأ إطارات الطائرة بملامسة سطح مدرج المطار حتى تشاهد الكثيرين يفتحون الأحزمة والدواليب العلوية لحمل حقائبهم وهذا في حده يسبب خطورة على سلامتهم وسلامة جميع الركاب، ولذلك ستجد أن مضيفي الرحلة يطلبون من الركاب البقاء في مقاعدهم حتى تقف الطائرة على أرض المطار.
إن الأفعال والتصرفات السابق ذكرها هي خاصة (ببعض)مسافري شعبنا العربي وليس المقصود الجميع، فالحمد لله هناك نخبة من المسافرين ملتزمون بكافة قواعد وأنظمة السفر، ولكننا اليوم سلطنا الضوء على تلك الفئة التي ما زالت مع عدم احترام قواعد السلامة في الرحلات الجوية وكذلك تجاهل أنظمة وتشريعات إدارات المطارات وكأن شعارهم خالف تعرف، فإلى متى سيظل هؤلاء القوم مع ثقافة رفض احترام القوانين والقواعد وحب الإزعاج والإحراج للآخرين ، ومن ثم تحويل متعة السفر إلى شقاء وعناء لطاقم الطائرة وكذلك معهم المسافرون؟!
tawaweiat@hotmail.com