◄ الرواس: معايير الاعتماد تمت بناء على جودة البرامج والمناهج وأسس اختيار الطلاب
◄ البروانية: تعزيز إجراءات المؤسسات الأكاديمية لتحسين برامجها التعليمية وخدماتها المساعدة
◄ تنيرة: ترسيخ فكر التخطيط طويل المدى والإعداد الدقيق لدى العاملين بالكلية
◄ العبري: يؤدى إلى مخرجات أكثر كفاءة ويؤهلها للالتحاق ببرامج تدريب في دول مرموقة
◄ السعدونية: الطلاب ساهموا بقدر كبير في تحقيق الإنجاز الأكاديمي
حققت كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس الاعتماد الأكاديمي الدولي لبرامجها من قبل الاتحاد العالمي للتعليم الطبي، ورابطة التعليم الطبي بمنطقة الشرق الأوسط.. ويأتي الاعتماد كدلالة واضحة على قوة البرامج الأكاديمية في الجامعة، وخطوة واعدة في إطار سعي الجامعة لاعتماد كافة برامجها الأكاديمية؛ من خلال منظمات ومؤسسات عالمية؛ من أجل تقديم أعلى مستويات الجودة في التعليم.
مسقط - الرؤية
وفي البداية، أكد الدكتور عمر بن عوض الرواس عميد كلية الطب والعلوم الصحية، أن حصول برامج كلية الطب والعلوم الصحية على الاعتماد الدولي يؤكد على مستوى البرامج الطبية المقدمة للطلاب، وجودة مخرجات الكلية، وتحقيقها لأعلى المستويات. ولقد شملت عملية التقييم تسعة محاور أساسية؛ هي: رسالة البرنامج وأهدافه، وكذلك المنهج الدراسي وتنوعه ومدى ملاءمته مع أحدث التطورات، والامتحانات والتقييم ومدى ملاءمتها لأهداف البرامج ومدى مطابقتها للمعايير العالمية، وكذلك معيار الطلاب وكيفية القبول ومساهمتهم في أنشطة الجامعة وسياسية الكلية، ومشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية والهيئات العالمية، والبيئة العامة للطلاب. ومحور يتعلق بهيئة التدريس وكيفية اختيارهم، وفرص التدريب المتاحة لهم، وحضورهم في المؤتمرات العلمية ومنجزاتهم العلمية والبحثية، ومحور حول الخدمات المتوفرة بالكلية كقاعات التدريب والمختبرات الطبية وفرص التدريب الطبية المتوفرة. والمحور السابع حول أدوات تقييم البرنامج واستخدامها للمؤشرات والوسائل، ووجود الممتحنين الدوليين والاستبانات.
وتابع بأن المحور الثامن يتناول الحوكمة والإدارة ويعنى بهيكلة الكلية وعلاقتها ببقية كليات الجامعة والهيئات الطبية في المجتمع، والهيكل التنظيمي ومدى استقلالية الادارة. ويتناول المحور الأخير التجديد وأهمية وجود خطة وآليات لمراجعة البرنامج من كافة النواحي السابقة.
وأضاف الرواس: قامت كلية الطب والعلوم الصحية بتشكيل لجنة الاعتماد وإدارة الجودة منذ وقت مبكر وبعضوية من المستشفى الجامعي والكلية، وقامت اللجنة بعمل حلقات عمل تعريفية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب لتعريفهم بالاعتماد الأكاديمي، كما قاموا بالمشاركة في عدد من المؤتمرات العالمية المتعلقة بالاعتماد الأكاديمي، وتم تحضير تقرير التقييم الذاتي للاعتماد.. وقد قام الفريق الدولي للاعتماد الأكاديمي بزيارة إلى كلية الطب والعلوم الصحية لمراجعة برامجها والتأكد من مطابقة تقرير التقييم الذاتي لما هو موجود في الواقع، وقد شمل ذلك إجراء مقابلات مستقلة مع عينات مختلفة من الطلاب من مختلف السنوات الدراسية، وأعضاء هيئة التدريس والمستشفى الجامعي، والمستشفيات المساهمة في التدريب الطبي.
وأضاف: كما التقى فريق التقييم بممثلين من الجمعية العمانية الطبية، ووزارة الصحة، ومجلس الاختصاصات الطبية، وقاموا بزيارات ميدانية إلى المختبرات الطبية، وقاعات المحاضرات، ومركز الإرشاد الطلابي، ومختبر المهارات الطبية وحضور جانب من امتحانات الطلاب.
فوائد الاعتماد الأكاديمي
وحول فوائد الاعتماد الأكاديمي، تقول الدكتورة سليمة البروانية من كلية الطب والعلوم الصحية: الاعتماد الأكاديمي هو إحدى أهم وسائل ضمان الجودة التي يتم بموجبها تقييم البرامج التعليمية المخصصة لإعداد الأطباء من قبل منظمات مهنية عالمية مستقلة ومختصة بهذا الأمر تكون مهمتها تحديد ما إذا تم استيفاء المعايير المعمول بها عالميا، والتي يجب توفرها في أي برنامج أكاديمي مخصص لإعداد الأطباء؛ ولذا فإن عملية الاعتماد تعزز من الإجراءات التي تتخذها المؤسسات الأكاديمية بهدف تحسين برامجها التعليمية والخدمات المساعدة التي تقدمها هذه المؤسسات لطلابها وأعضاء هيئة التدريس العاملين فيها.
وفوائد الاعتماد الأكاديمي عدة؛ منها ما هو عام بأن يساهم الاعتماد في تطوير أداء الكلية حيث تساعد عملية الاعتماد الأكاديمي على أن تتبين الكلية نقاط القوة في برنامجها التعليمي، وكذلك التعرف على نقاط ضعفها؛ مما يُسهل لها تحديد وسائل التنمية والتطوير المستقبلية لبرنامج إعداد الأطباء واتباع طرق التدريس الحديثة والمشهود لها عالميا بالكفاءة بما يناسب المعايير العالمية، وهذا حتمًا سيقود الكلية إلى التحسين المستدام لمستواها كونها تحت مراقبة دولية مباشرة و دورية.
وكذلك، فإن حصول الكلية على الاعتماد الدولي سيعزز من مكانتها بين مثيلاتها في المنطقة والعالم. وهذا سينعكس مردوده على الهيئة الأكاديمية للكلية بصفة خاصة وعلى كل المنتمين لها بصفة عامة بأن سينظر إليهم بين قرنائهم بنظرة اعتبار لكونهم القائمين على إعداد وتقويم مخرجات الكلية من الأطباء.
البحث العلمي
وحول علاقة الاعتماد الاكاديمي بالبحث العلمي، تقول البروانية: من أجل الحفاظ على جودة عالية لبرنامج التعليم الطبي فقد تطلبت معايير الاعتماد الأكاديمي أن يُضمن البحث العلمي في المنهج التدريسي للطلاب بطريقة أساسية، ولاستيفاء هذا المتطلب يتم تعليم وتدريب طلاب كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس على كتابة المقترحات البحثية وإجراء البحوث وتحليل البيانات وكتابة الأطروحات البحثية كجزء لا يتجزأ من برنامج إعدادهم كأطباء. وهذا المتطلب سيحث كل من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في كلية الطب والأطباء في المستشفى الجامعي، على سواء، في الانخراط بطريقة شاملة في البحث العلمي؛ مما سيساهم في نشر الثقافة البحثية بطريقة ممتدة على كافة المستويات في البحث العلمي بطريقة مباشرة؛ مما سيدفعهم لكتابة المشاريع البحثية والحصول على الدعم المالي اللازم لإجراء البحوث. وهذا سيكون ذا دور فاعل في رفع وتيرة العمل البحثي وتطويره في الكلية والجامعة وأيضا سيساعد على غرس ثقافة البحث العلمي لدى خريجي كلية الطب بصورة عامة.
نتائج إيجابية
وحول النتائج الإيجابية للاعتماد الأكاديمي الدولي، يقول الدكتور مصباح عمر تنيرة من كلية الطب والعلوم الصحية: من أهم النتائج ترسيخ فكر التخطيط طويل المدى والإعداد الدقيق لدى العاملين في الكلية؛ حيث إن الاعتماد الأكاديمي للكلية كان ثمرة مجهود استغرق عشرة سنوات سبقت البدء الفعلي لعملية الاعتماد الأكاديمي وأشرف عليها ثلاثة عمداء بتناسق تام، كل يكمل ما بدأه الذي سبقه، بدأت عملية الاستعداد بتطوير محتويات المنهج التعليمي، وتبع ذلك إعداد سياسة التقويم واستكمال التجهيزات التكنولوجية والتدريبية اللازمة طبقا لمتطلبات معايير الاعتماد الأكاديمي الدولية.. وبعد إتمام ذلك كله، بدأت الكلية إجراءات الاعتماد الأكاديمي.
وكذلك أصبح أعضاء اللجنة على دراية كاملة بعملية الاعتماد الأكاديمي بكل تفاصيلها وكيفية الإعداد والاستعداد لها كما أنهم على معرفة واتصال بكل الجهات العالمية والعربية المتخصصة في هذا الشأن، وهم قادرون على إسداء المشورة العملية بطريقة مباشرة وعملية فيما يخص التحضير والترتيب لهذا الأمر، إضافة إلى نشر روح الترابط و التعاون بين كافة العاملين في الكلية ومستشفى جامعة السلطان قابوس والطلاب والزملاء في وزارة الصحة والمجلس العماني للاختصاصات الطبية والجمعية الطية العمانية وباقي ذوي الصلة، أو بدا ذلك ظاهرا بوضوح خلال فترة الاعتماد، والمساندة من إدارة الجامعة والجهاز الإداري بالكلية كان له بالغ الأثر الإيجابي على العاملين في الكلية وكيف أن الجهاز الإداري في الكلية والجامعة يدعم كافة جهود العاملين بها بالثقل المناسب وفي الوقت المناسب. وكذلك توطيد قنوات التواصل وأواصر التعاون والشراكة مع وزارة الصحة والمجلس العماني للاختصاصات الطبية وجمعية عمان الطبية.. وأخيرا تقوية الشعور بالانتماء للكلية والمساهمة في الارتقاء بمستوى جامعة السلطان قابوس.
وحول مدى استفادة بقية الكليات من تجربة كلية الطب والعلوم الصحية، يقول الأستاذ الدكتور مصباح تنيرة: لقد اكتسب الزملاء أعضاء اللجنة خبرة لا يستهان بها في عملية الاعتماد وأصبحوا من المتمرسين في هذا المجال وهم، جميعا، قادرون على إسداء المشورة لكافة كليات الجامعة حال حاجتهم لذلك. ولكن الدرس الأهم الذي تعلمناه هو أن نتأكد بالإعداد المسبق والدقيق واستيفاء كل متطلبات الاعتماد يجب أن يسبق البدء في إجراءات عملية الاعتماد الأكاديمي.
المستشفى الجامعي
ويقول الدكتور راشد بن خلفان العبري استشاري أول أنف وأذن وحنجرة بالمستشفى الجامعي: لقد شارك المستشفى بعضوين في لجنة الاعتماد والجودة بكلية الطب والعلوم الصحية؛ فمن مُتطلبات الاعتماد توفر قاعات تدريب مجهزة ومدرسين على أعلى مستوى وحالات مرضية متنوعة ومختلفة للتدريس السريري وهذا له دور فعال في تطبيق المنهج الدراسي الطبي، كما أنها متطلب أساسي في الاعتماد الدولي، إضافة لما هو متوفر في كليه الطب والعلوم الصحية والمستشفى والكلية يكمل بعضهما بعضا في العملية التدريسية وكل منهما جزء لا يتجزأ.
وأضاف: لقد قام الاعتماد برفع كفاءة ومستوى التدريس في المستشفى وكلية الطب والعلوم الصحية، وسيؤدى إلى مخرجات أكثر كفاءة وايضاً يؤهلها للالتحاق برامج تدريب بعد التخرج في دول مرموقة، وأيضاً استقطاب كفاءات مؤهلة للانضمام للهيئة الأكاديمية في المستقبل في المستشفى وكلية الطب والعلوم الصحية.
ضبط الجودة
وحول ضبط الجودة، تقول الدكتورة منى بنت أحمد السعدونية من كلية الطب والعلوم الصحية: إن العلاقة بين ضبط الجودة والاعتماد علاقة ضمنية من حيث كون ضبط الجودة شرطًا أساسيًّا للحصول على الاعتماد واستيفاء الجامعة لمعايير الجودة في مجالات كثيرة تشمل الخطط الدراسية، آلية التعليم والتعلم، آلية التقييم والامتحانات، مراقبة تقدم الطلبة وإنجازاتهم، الدعم الأكاديمي، الدعم اللامنهجي واللاصفي، وفرة المصادر التعليمية، مستوى البنية الأساسية والخدمات، وعملية متابعة الخريجين والتواصل مع المجتمع المحلي، وإدارة الجودة وتعزيزها.. وتعتبر فعالية نظم ضمان الجودة في الجامعة المحك الرئيسي لقياس استمرار تحسين مستوى الجامعة، والذي يعتبر بدوره هدف رئيسي للاعتماد. وعليه؛ فالاعتماد الأكاديمي يساعد على رفع مستوى الممارسة المهنية لخريجي الكلية نتيجة لكفاءة البرنامج الاكاديمي لإعداد الأطباء؛ الأمر الذي يعود بالنفع على نظام الرعاية الصحية ككل مما يؤثر إيجابًا على المجتمع بصفة عامة. كما أن الاعتماد الأكاديمي بالنسبة للخريجين سيقوي من مدى منافستهم في أفضل المعاهد العالمية عند تقدمهم للحصول على مقاعد للتدريب الطبي الرفيع؛ حيث إن خريجي الكليات المعتمدة تكون لهم الأولوية في الحصول على هذه المراكز. كما أن فرصهم في التفوق والنجاح في مجال العمل تكون أفضل لكونهم تلقوا تعليم أكاديمي أفضل.
وأضافت: إن تحديد الأساس الذي تبنى عليه عمليات التطوير والتحديث المستمرة، مع وجود أهداف واضحة ومناسبة للبرنامج وتقديم الطرق والوسائل التي تساعد على تحقيق تلك الأهداف، في ظل ضمان اتساق الأنشطة والبرامج مع معايير الاعتماد الأكاديمي وطموحات أفراد المجتمع سيثري التجربة التعليمية في الكلية. وفيما يخص الطلاب، فإن الاعتماد الأكاديمي سيطمئنهم على كفاءة برنامج إعدادهم كأطباء المستقبل؛ الأمر الذي سيؤكد للمجتمع مدى كفاءتهم وجدارتهم في التعامل مع المرضى، كما أنها ستسير نقل الساعات الدراسية إلى جامعات أخرى عند الرغبة في الانتقال إلى أي جامعة أخرى. وهو دليل وضمان لمشاركتهم المستمرة في وضع الخطط والتقييم للعملية التعليمية في الكلية وضمان لاستمرار الجودة في الخدمات المقدمة.
دور الطلاب في الاعتماد
وبالنسبة لدور الطلاب في نجاح الاعتماد الأكاديمي، تقول الدكتورة منى السعدون: دور الطلاب كبير، خصوصا في مجال خدمة المجتمع عن طريق الفعاليات المتعددة للمجموعات الطلابية, والمشاركة الجادة في العملية التعليمية, والانخراط البناء والفعال في لجان الكلية المختلفة, والشفافية والموضوعية في عرض المتطلبات والاحتياجات والآراء. وهذه العوامل جميعها كانت متوفرة في طلاب كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس.