اتفاق سلام في أوكرانيا يمهد لانتخابات رئاسية مبكرة.. والعودة إلى دستور 2004

Ukraine's President Yanukovich shakes hands wiht opposition leader Klitschko as German Foreign Minister Steinmeier looks on after signing an EU-mediated peace deal with opposition leaders in Kiev

ترحيب غربي وتوجس روسي -

كييف – (رويترز) – وقع زعماء المعارضة الأوكرانية اتفاق سلام توسط فيه الاتحاد الاوروبي مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش امس بهدف انهاء مواجهات عنيفة أدت لسقوط عشرات القتلى وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هذا العام.

وكان يانوكوفيتش الذي تعرض لضغوط من مظاهرات حاشدة في كييف قد قدم في وقت سابق سلسلة من التنازلات لمعارضيه المؤيدين لأوروبا تشمل تعديل الدستور لتقليص سلطاته وإجراء الانتخابات الرئاسية.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الاتفاق نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة هذا العام لكن لم يحدد موعدا لذلك، وكان من المقرر إجراء الانتخابات في مارس 2015.

وقال مراسل من رويترز حضر مراسم التوقيع في المقر الرئاسي إن يانوكوفيتش لم يبتسم أثناء المراسم التي استمرت لدقائق.

وفي وقت لاحق امس صوت البرلمان الأوكراني بأغلبية كبيرة لصالح العودة للعمل بدستور عام 2004 الذي سيفقد بموجبه يانوكوفيتش بعض سلطاته، ووصف وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي وهو أحد الوسطاء الاتفاق بأنه “حل وسط جيد لأوكرانيا”.

وقال في تغريدة على موقع تويتر إنه “يعطي السلام فرصة ويفتح الطريق أمام الإصلاح وأمام أوروبا”.

وفي ظل التجاذب السياسي في أوكرانيا بين روسيا والاتحاد الاوروبي قتل 77 شخصا على الأقل هذا الأسبوع في أسوأ أعمال عنف منذ أن استقلت اوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي السابق. وقال يانوكوفيتش لدى إعلان التنازلات قبل توقيع الاتفاق “سنتخذ كل الخطوات في سبيل إعادة السلام إلى أوكرانيا، أعلن أنني سأدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة”.

ويمنح الدستور السابق البرلمان سيطرة أكبر على تشكيل الحكومة بما في ذلك اختيار رئيس الوزراء.

وأضاف يانوكوفيتش “أبدأ أيضا عملية للعودة إلى دستور عام 2004 مع إعادة التوازن بين السلطات بهدف الوصول إلى جمهورية برلمانية، “أدعو إلى بدء اجراءات تشكيل حكومة وحدة وطنية”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية إن مجلسا للمحتجين الذين يحتلون ميدان الاستقلال في كييف أيد الاتفاق.

وزار وزيرا خارجية ألمانيا وبولندا كييف للدفع من أجل التسوية السياسية لوقف نزيف الدم وسط المواجهة بين الشرطة والمحتجين المناهضين للحكومة الذين يحتلون الميدان منذ قرابة ثلاثة شهور.

ويشكل الاتفاق انتكاسة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يسعى لإبقاء أوكرانيا في اتحاد أوراسي تقوده روسيا، وهذا الاتحاد هو حجر الزاوية في جهوده لإعادة توحيد أقصى ما يمكن توحيده من الاتحاد السوفيتي السابق.

وكان بوتين قد عين مبعوثا للمحادثات في أوكرانيا بطلب من يانوكوفيتش أمس الاول ولكن لم يتضح بعد ماذا سيكون دور المسؤولين الروس في المفاوضات إذا شاركوا أصلا.

وفي علامة أخرى على حدة الأزمة خفضت مؤسسة ستاندرد آند بورز امس التصنيف الائتماني لأوكرانيا للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع مشيرة إلى تزايد خطر العجز عن السداد.

وقالت ستاندرد آند بورز إن التطورات الأخيرة في الأزمة ستقلل من احتمالات حصول أوكرانيا على المساعدات الروسية التي تحتاجها بشدة، وأبلغت أوكرانيا بورصة أيرلندا أنها ألغت إصدارا مقررا لسندات أجنبية لأجل خمس سنوات بقيمة ملياري دولار، وكان من المقرر إدراج السندات في البورصة الأيرلندية، وكانت كييف تأمل أن تشتري روسيا هذه السندات لمساعدتها على تفادي الإفلاس.

وقال وزير الاقتصاد الروسي إن موسكو لم تحسم موقفها بعد فيما يتعلق بالدفعة التالية وقيمتها مليارا دولار لكنها تنتظر وضوح موقف الحكومة في أوكرانيا، وفي الأسواق المالية ارتفعت السندات الدولارية الأوكرانية والعملة من مستوياتها القياسية المنخفضة التي بلغتها هذا الأسبوع بدعم آمال في إبرام اتفاق.

لكن المحللة المالية في مؤسسة آر.بي.إس. تاتيانا أورلوفا قالت إن أوكرانيا لا تزال تواجه وضعا اقتصاديا صعبا.

وقالت وزارة الصحة إن 77 شخصا قتلوا منذ بعد ظهر الثلاثاء الماضي مما يعني أن 47 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات أمس الاول، وفرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع في بروكسل أمس الاول عقوبات ضد أوكرانيا وهددوا بفرض المزيد إذا فشلت السلطات في استعادة الهدوء.