كيري يحذر من فشل مفاوضات الشرق الأوسط

PALESTINIAN -GAZA-ISRAEL-SYRIA-CONFLICT

واشنطن تأمل في اتفاق سلام بنهاية 2014 -

ميونيخ – واشنطن – (وكالات)- حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من فشل مفاوضات الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين وجاءت تصريحات الوزير الأمريكي خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.

وأكد كيري أمس في ميونيخ على أن التبعات المترتبة على فشل هذه المفاوضات ستكون “غير مقبولة”.

وتابع حديثه قائلا :”نحن جميعا لنا مصلحة كبرى في حل مشكلة الشرق الأوسط”. وقال “أستطيع أن أؤكد أننا عازمون للغاية على إيجاد حل”. وأضاف كيري أن من الخطأ الاعتقاد بأن كل شيء سيبقى على ما هو عليه في الشرق الأوسط بدون اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، مشيرا الى ان الوضع الحالي ليس دائما وسيتغير في حال وجود فشل ولذلك لابد من اهتمام كل جانب بنجاح هذه المفاوضات.

ورأى كيري أن التوصل لاتفاق من شأنه أن يغير الوضع في الشرق الأوسط بالكامل حيث سيفتح لإسرائيل أسواقا جديدة “ونحن جميعا نعرف بصورة أكبر أو بصورة أقل الشكل الذي يجب أن يبدو عليه الحل والمشكلة هي الوصول إلى هذه النقطة”.

وقال مسؤول امريكي الاسبوع الماضي وفقا لمشارك في مؤتمر صحفي مع زعماء اليهود الامريكيين إن الولايات المتحدة تأمل في التوصل الى اتفاق “اطار” في الاسابيع المقبلة وستحاول حينها التفاوض على اتفاق سلام نهائي بنهاية 2014.

وقال في تصريحات خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ “كلي أمل وسنواصل العمل على تحقيق ذلك.” ورغم التشكك الواسع النطاق من الفلسطينيين والاسرائيليين يقود كيري المسعى الامريكي لدفع الجانبين نحو التوصل لاتفاق.

ونقل مشارك في المؤتمر عن المبعوث الامريكي مارتن انديك قوله ان الاطار سيتعامل مع القضايا الاساسية في الصراع ومنها الحدود والامن واللاجئون والمستوطنات الاسرائيلية.

وابدى الائتلاف الحاكم في اسرائيل بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويشمل احزابا مؤيدة للمستوطنين بالفعل علامات على الضيق من المحادثات بشان اقامة دولة فلسطينية.

على صعيد متصل اظهر استطلاع ان الامل في نجاح عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قد تبخر خلال العقدين الماضيين منذ توقيع اتفاق اوسلو والمصافحة الشهيرة بين زعماء الطرفين في حديقة البيت الابيض.

وطبقا للاستطلاع الذي اجراه معهد (زغبي) للابحاث فان الطرفين لا يثقان كثيرا في المساعي الجديدة للسلام التي يقودها كيري والتي يقول المستطلعة ارائهم انها صعبة. ورغم ان عقدين من الزمن مرا منذ المصافحة الشهيرة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق شامير برعاية الرئيس الامريكي بيل كلينتون “اصبح واضحا ان العديد من الخلافات العميقة لا تزال موجودة” وتسمم الجو بين الطرفين، بحسب الاستطلاع.

ودل الاستطلاع على انه “بعد عشرين عاما فان 18 بالمائة من الفلسطينيين و19 بالمائة من الاسرائيليين فقط يعتبرون اوسلو تطورا ايجابيا في تاريخ علاقاتهما”. ويعتقد كل طرف ان الآخر غير ملتزم بالسلام. كما ان نحو ثلث الفلسطينيين والاسرائيليين فقط يعتبرون حل الدولتين ممكناً، رغم ان 74% من الاسرائيليين و47% من الفلسطينيين يتفقون على انه النتيجة التي يرغبون بها. وقال معدو الاستطلاع انه “يتضح من نتائج هذا الاستطلاع ان السنوات العشرين الماضية اثرت على ثقة الفلسطينيين والاسرائيليين في عملية السلام التي بدأت بالتوقيع على اتفاقات اوسلو في 1993″.

وصرح جيمس زغبي ان “المسالة تكمن في كيفية اقناعهم بالاتفاق الاطار. انا لست متاكدا من ان الاسرائيليين سيقتنعون به، وكذلك الفلسطينيين. فمن الصعب اقناع الطرفين به”.

واجري الاستطلاع في الشرق الاوسط في اغسطس 2013 وشمل 1000 اسرائيلي وفلسطيني عندما تمكن كيري من اقناع الطرفين باستئناف المحادثات بعد توقف دام ثلاث سنوات.

وقبل عشرين عاما قال نحو 61% من الفلسطينيين ونحو 54% من الاسرائيليين انهم “يشعرون بالامل” عندما تم التوقيع على اتفاق اوسلو الذي حدد خارطة الطريق لعملية السلام. ويعتقد 57% من الفلسطينيين و63% من الاسرائيليين ان “الولايات المتحدة يمكن ان تبذل مزيدا من الجهود لانجاح الاتفاق”. اما بالنسبة لجهود كيري الحالية فقد قال 41% فقط من الفلسطينيين انهم يتاملون نجاحها وسينتظرون نتيجتها، بينما لم تتعد تلك النسبة بين الاسرائيليين 39%.

وقال زغبي “ان صياغة الاتفاق هو نصف المعركة واقناع الطرفين به هو النصف الآخر”.