لقاءات مؤثرة لعائلات كورية فرقتها الحرب

سيول- (أ ف ب) : التقى مئات الكوريين المسنين الذين فرقتهم الحرب امس في كوريا الشمالية لعدة ساعات للمرة الاولى منذ ستين عاما خلال لقاء للعائلات التي فرقتها الحرب.

وبعد ان التقى هؤلاء الاشخاص وعرض اللقاء المؤثر على شاشات التلفزة امس الاول، سمح لهم بالبقاء لمدة ثلاث ساعات في غرفهم في جبل كومغانغ الواقع في اراضي كوريا الشمالية.

وبالرغم من الشعور المؤلم للرحيل اليوم فهم يحاولون تعويض ستة عقود من الغياب والحزن، وغالبيتهم بدت عليهم علامات الضعف والمرض وكانوا يحاولون تبادل بعض الضحكات وسط الدموع مع عائلاتهم.

وامس الاول رأى احدهم وهو بين اكبر الكوريين الجنوبيين سنا (93 عاما) للمرة الاولى وجه ابنه البالغ من العمر 64 عاما بعدما فرقته الحرب عن زوجته الحامل، وقال الاب لابنه “دعني اعانقك”.

وهو اول اجتماع لعائلات كورية فرقتها الحرب (1950-1953) منذ العام 2010.

وقد وافقت كوريا الشمالية في نهاية الامر على الاجتماع في حين كانت تشترط مسبقا الغاء التدريبات العسكرية بين كوريا الجنوية والولايات المتحدة التي ستبدأ الاثنين المقبل.

ويتم اختيار هؤلاء الاشخاص بالقرعة وقد حملوا معهم بين اغراضهم الخاصة الهدايا والادوية والصور التي تعود الى ما قبل تقسيم شبه الجزيرة وكذلك صورا لعائلاتهم التي تقيم على جانبي الحدود.

ومن بين ال125 الف كوري جنوبي الذين طلبوا المشاركة في اللقاءات منذ 1988، توفي 57 الفا منهم منذ ذلك الحين بينهم 3800 السنة الماضية والذين لا يزالون على قيد الحياة غير قادرين على تحمل مشقة السفر.

ونظمت اولى لقاءات العائلات في 1985 اثر تحسن في العلاقات بين الكوريتين قبل ان تعلق على مدى 15 عاما.

ثم اتاحت قمة تاريخية بين الكوريتين في العام 2000 استئنافها والتقى حوالي 21700 شخص لفترة قصيرة منذ ذلك الحين.

وتوقف هذا البرنامج مجددا في 2010 بعد قصف كوريا الشمالية جزيرة كورية جنوبية تقع على حدودها البحرية التي تحتج عليها بيونج يانج.

وتحت الضغط المتزايد من قبل الولايات المتحدة التي تطالب بوقف البرنامج النووي الكوري الشمالي، اشادت الصين الحليف الرئيسي للنظام الكوري الشمالي بعقد هذه الاجتماعات التي ترتدي كما قالت “اهمية كبيرة”.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هي هوا تشونيينغ “انها خطوة مهمة الى الامام وفي الاتجاه الصحيح” معتبرة ان الحدث يشجع “الاستقرار والسلام الاقليمي”.

ووافقت سيول امس على قيام منظمتين غير حكوميتين بارسال ادوية لمعالجة السل وحليب مجفف الى كوريا الشمالية، ولا تزال الكوريتان عمليا في حالة حرب ولم توقعا معاهدة سلام بعد هدنة 1953.