◄ اختلاط مياه الأمطار بمياه المجاري يهدد الصحة العامة للأهالي
◄ زيارات متكررة من المسؤولين.. ووعود لم تأخذ طريقها للتنفيذ حتى الآن
◄ إنشاء سدود وتغيير المجرى وحفر مساحات عميقة.. حلول يطرحها الأهالي لحلحلة الأزمة
الرؤية – خالد الخوالدي
يعاني سكان المناطق الممتدة من حلة الحصن إلى عباسة بولاية الخابورة بمجرد نزول الأمطار وجريان الأودية والتي تتخذ طريقها مباشرة إلى ردهات بيوتهم وتغمر الآثاث فتتقطع بهم السبل بين مياه تحاصرهم وخسائر يتكبدونها في كل مرة تمطر فيها السماء.
وأرجع الأهالي هذه المشكلة إلى التخطيط الجديد العشوائي لمناطقهم حيث لم يتم الأخذ في الحسبان مجاري الأدوية والتغيرات المناخية التي تمر بها السلطنة بين فترة وأخرى.
وقالوا إنهم اشتكوا أكثر من مرة وقد زارهم محافظ شمال الباطنة وسعادة الشيخ والي الخابورة ومسؤولي الجهات المختصة مع أصحاب السعادة أعضاء الشورى بالولاية وأعضاء المجلس البلدي ووقف الجميع على مشكلتهم ووعدوا بالحلول العاجلة إلا أنها كانت محدودة وما زال السكان ينتظرون منذ أربعة أشهر.
يقول خليفة بن مبارك البلوشي مرة أخرى يعاني سكان حلة الحصن من صراع بين الأمل واليأس، وهو صراع يملأ نفوس ساكنيها بالحيرة والاضطراب والقلق، لما لا وهم قبل أيام قليلة مضت وقفوا على ذلك الشارع وهم ينظرون إلى منازلهم تغمرها المياه، وفي ظل هذه المآسي قضى سكان تلك المنطقة حياتهم يعانون حرمانا شديدا، وهو حرمان كانت تزيد من حدته تلك العقبات التي تعترض طريق أملهم في إيجاد الحلول لمنطقتهم التي تعيش قسوة ذلك الوادي الذي يداهم منازلهم بمجرد نزول الأمطار الموسمية، وبعد معاينة المنطقة وحصر المنازل المتأثرة من قبل المسؤولين بولاية الخابورة انعقدت الاجتماعات لتحقيق بصيص من الأمل والذي كان أمنية تراود نفس كل شخص يسكن حلة الحصن وهم الآن يروضون النفس على الرضا والصبر لما سوف يتحقق من تقدم يتمنون أن يرى النور في القريب.
وأضاف خليفة البلوشي أثناء التخطيط لهذه المناطق لم تراعى مسارات الأودية ولم تكن هناك إستراتيجية تخدم المصلحة العامة وتم توزيع الأراضي في وسط الأودية وكان الهم الوحيد هو إيجاد أرض للمواطن بغض النظر عن موقعها ولهذا يحدث ما لا يحمد عقباه أثناء هطول الأمطار والحل من وجهة نظري يتمثل في وضع خطط سريعة كإنشاء قنوات مائية تحد من سرعة مياه الأودية أو شق منافذ عميقة تستوعب مياه الأودية بعيدا عن الأحياء السكنية وتصريفها في البحر كما يجب على المسؤولين وضع تصور آخر وهو إضافة سدود بالولاية، أما السبب في تأخر التنفيذ والبدء في اتخاذ الإجراءات فأصحاب القرار والمسؤولون بالولاية هم الأدرى والأمر متروك لهم..
وقال عيسى بن طالب البلوشي على الجهات المختصة أن تقوم بمسح جميع المناطق المتأثرة بالأودية ومسح الأودية كمشروع قومي لأننا مقبلون على سنوات مطيرة وأن تؤخذ الأودية فى المستقبل فى الحسبان مع تدشين مشاريع لتوسيع مجاريها حتى لو تطلب الأمر نزع ملكيات ثم تصنيفها بحيث تكون أودية كبيرة تستطيع احتواء أودية أصغر في حالات الفيضانات وأن تعامل كمشاريع البنية الأساسية للبلد، وبالنسبة للمشكلة التي يعاني منها سكان حلة الحصن فهي مشكلة كبيرة ومتكررة وتحتاج إلى تدخل سريع من الجهات المعنية ولا تكفينا الزيارات واللجان فنحن نطالب بحل سريع جدا وجذري لهذه المشكلة التي تقض مضاجعنا في كل مرة تنزل الأمطار حيث يدخل الوادي إلى معظم البيوت وتحدث خسائر مثل تلف الأثاث وهبوط في أرضيات المنازل مما يترتب عليه خسائر مادية ناهيك عن مشكلة اختلاط مياه المجاري بمياه الوادي وهذه بحد ذاتها مشكلة كبيرة.
وأضاف البلوشي أنها معاناة نفسية تتكرر في كل مرة تنزل فيه الأمطار، ونطالب البلدية والإسكان بمراقبة مجاري الأودية وصيانتها ومعاقبة كل من يعبث بمجرى الوادي أو تحويل مجراه أو إلقاء المخلفات فيه لأن هذا يسبب فيضان الوادي ويؤثر على المساكن القريبة منه وقد تكررت هذه المشكلة عندنا 4 مرات وفى كل مرة يأتي المسؤولون التنفيذيون وأعضاء مكتب الوالي والبلدية والمجلس البلدي والتنمية الاجتماعية ويقفون على الأضرار ويقدمون المساعدة ولكن للأسف نحن نحتاج إلى حل دائم ولا نريد تكرار نفس السيناريو واقترح شق مجرى للوادي إلى البحر لتحويل مجراه من المرتفعات تجاه الوادي الكبير المعروف بوادي المسيلة وفي السابق كانت مياه الوادي تتوزع في المزارع وليس له طريق للبحر أما الآن فقد قام أصحاب المزارع ببناء مساكن وبيوت ولا يريدون مياه الوادي مما تسبب في اتجاه هذا الفيضان إلى حلة الحصن وغمرت معظم بيوتها وفي حالة عدم إمكانية تحويل مجرى الوادي من المرتفعات وعدم إمكانية شق طريق له للبحر اقترح عمل قناة موازية للشارع لتصريف المياه للبحر علماً بأنّ كمية المياه كبيرة جدًا وتحتاج إلى قناة كبيرة تحتويها كما اقترح في المدى البعيد أن يكون هناك سد حماية من الفيضان في الخابورة.
ويحدثنا حميد بن سالم بن محمد الرديني من منطقة عباسة - قريبة من حل الحصن- فيقول نحن أهالي منطقة عباسة بولاية الخابورة تم تعويضنا بأراضٍ سكنية ضمن تعويضات طريق الباطنة الساحلي ولكن للأسف تم ذلك بطريقة عشوائية بها ظلم للأهالي والدليل على ذلك تعويض المبالغ التي صرفت لهم لم تكن كافية لبناء منازلهم أو إصلاح الأراضي التي تم تعويضهم بها حيث أغرقتهم وأبناءهم بديون ليس لها أول ولا آخر لأجل توفير مسكن لهم وأما الأراضي التي تم توزيعها فلم تكن في أحسن المواقع حيث تم تخطيطها في وسط مجاري الأودية وملتقى البحر، أضف إلى ذلك طبيعة الأرض نفسها التي تم توزيعها للسكان حيث إنها أرض لا تصلح للسكن بسبب تجمع المياه فالحكومة لم تقم بإصلاح التربة وتسويتها كونها مجرى للأودية وساعة نزول الأمطار تحصل حركة غير عادية من قبل بعض المسؤولين في الدولة ويذهبوا لمواساة المواطنين ويعملوا على طرح العديد من الوعود ولكن هذه الوعود التي يذكرونها تختفي مع مرور الأيام وكأن شيئًا لم يكن وتستمر هذه الحالة مرة أخرى عند نزول الأمطار علما بأن هناك بيوت تضررت ونزلت بها الأرضية مما يدفع المواطن رغما عنه لإصلاح هذه الأضرار من جديد كما إن هذه المخططات التي تم توزيعها كتعويضات عن الطريق الساحلي لا يوجد بها مخططات لشبكة المياه ولا مساجد ولا يوجد بها طرق تسهل عملية الحركة ولدينا ما يثبت ذلك من صور ومبانٍ لا تزال قيد الإنشاء ومبانٍ تم إنشاؤها وتضررت.
وطالب حميد الرديني الجهات المختصة بالنظر إلى جميع الحلول التي طرحت سابقًا والتي يطرحها الأهالي وأن تكون جادة بتوفير الراحة للمواطنين فنحن نطالب بإيجاد حل يرضي جميع الأطراف سواء كان المواطن نفسه أو الحكومة وإذا لم يوجد حل مناسب على الحكومة إرجاع المواطنين إلى منازلهم السابقة وتصليح المنازل المتضررة من قبل الحكومة نفسها.
وأرجع علي بن كرم البلوشي عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية الخابورة المشكلة التي تعاني منها منطقة حلة الحصن والمناطق المجاورة إلى التعدي على الأودية من حيث البناء في بطونها وعلى جوانبها وهي إحرامات لا يجوز السكن فيها واتخذت الأودية مسارات أخرى والحلول من وجهة نظري صعبة لأن معظم السكان تم تسليمهم أراضٍ في مسارات الأودية وبالتالي تمّ البناء فيها ولابد من إقامة سد لتفادي الفيضانات والأضرار والمشاكل وعلى كل وزارة أو جهة اختصاص وضع التدابير اللازمة لحل هذه المشكلة.
وقال أحمد بن خميس القطيطي إنّ السبب في انسداد مجاري الأودية بالمخططات السكنية الجديدة هو عدم كفاية المصارف المصممة كما إن هناك أودية كانت في السابق لا تجري وانقطعت منذ فترة ولكن مع التغيرات المستمرة في الحالات المناخية والجوية قد تعود مرة أخرى وتسبب مشكلات في مواقع استغلت كأراضٍ سكنية والجهات المعنية بالتخطيط هي من خلق المشكلة لمعرفتها أنّ هذه المنازل بنيت في أحوال كانت تدخلها أودية معروفة على امتداد سهل الباطنة وكان يجب معالجة مسارات الأودية وتحويلها للسدود قبل إقامة المساكن والآن الحل الجذري هو تحويل المياه للسدود أو عمل قنوات تصريف أمام المساكن حتى نهاية مصاب الأودية في البحر كما يكمن في إعادة دراسة منابع الأودية وتوجيهها إلى مخارج موحدة تكفي لخروج الأودية بسلاسة ويفضل أن تكون بالقرب من المناطق الزراعية بالولايات لزيادة خصوبة الأراضي واستغلال التربة الناتجة من الأودية.
وقال أحمد بن مسعود الحوسني إنّ السبب الرئيسي في أن تدخل المياه إلى البيوت هو إقامة البيوت الجديدة الخاصة بالتعويضات الساحلية مما أعاق مرور المياه عند نزول الأمطار وبالتالي تغير مسار المياه إلى بيوت المواطنين في حلة الحصن ومحيضيب والحل إيجاد مسار مناسب لمياه الأمطار عند نزولها.