جهود إقليمية ودولية لإنجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية

الكويت -(د ب أ) – أكد مصدر دبلوماسي عربي في بيروت أن ثمة جهوداً كبيرة تبذل على المستويات العربية والإقليمية والدولية لإنجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها كاشفاً عن أن المملكة العربية السعودية تحتل الموقع المحوري في هذه الجهود

وأوضح المصدر لصحيفة “السياسة” أمس أن السعودية أبلغت جميع المعنيين أنها لن تسمح بحصول فراغ رئاسي في لبنان ، كما حرصت على ممارسة الضغوط الخارجية من أجل تشكيل الحكومة، وخاصة على إيران التي عرقلت هذا التشكيل مدة عشرة أشهر. وأشار إلى أنه عندما بادرت طهران إلى التواصل غير المباشر مع القيادة السعودية من أجل تحسين العلاقات بين البلدين ، بالتزامن مع “الانفتاح” الإيراني على الغرب ، كان جواب المملكة أن يقلع حزب الله عن مصادرة الحياة السياسية اللبنانية وعن عرقلة قيام الحكومة وأن ينسحب من سوريا، كشرط مسبق لأي بحث في تحسين العلاقات.

وقال المصدر إن الرياض تريد الاستفادة من الزخم الإيجابي لتشكيل الحكومة، وجعل التوافق الذي حصل بشأنها ينسحب على الاستحقاق الرئاسي ، وتلاقت هذه الرغبة مع مواقف عدد من الدول العربية والغربية الداعمة بقوة لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وحسب المصدر ، يمكن تفسير حركة رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري على المستويين الداخلي والخارجي ، من أجل التمهيد للاستحقاق ، حيث تلقى تغطية ودعماً كاملين من السعودية التي ستتابع هذا الملف مع كبار المسؤولين في العالم ، لمنع أي عرقلة إيرانية ، خاصة أن طهران تعتبر أنها تنازلت في الموضوع الحكومي وتأمل أن تقبض ثمن ذلك في مفاوضاتها النووية مع الغرب ، وقد تلجأ إلى التسويف في الملف الرئاسي من أجل تحقيق ذلك. وختم المصدر الدبلوماسي بالقول إنه ثمة شبه إجماع عربي ودولي على رعاية الوضع اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة التي تتميز بتصاعد حدة الأزمة السورية ، وذلك من أجل حماية لبنان من تداعيات هذه الأزمة ، وهذا لا يكون إلا باستمرارية المؤسسات الدستورية من جهة ، وبتقوية القوى العسكرية والأمنية اللبنانية ، من أجل الحد من نفوذ السلاح غير الشرعي وإنهاء تحكمه بالحياة السياسية اللبنانية المستمر منذ سنوات”.