تحطم طائرة عسكرية في مواجهات بنغازي والفوضى تعم ليبيا

سول تنظر في فرض حظر للسفر وباريس تستعد لإجلاء رعاياها -

عواصم-(أ ف ب): تحطمت طائرة عسكرية ليبية مشاركة في العمليات العسكرية الى جانب قوات اللواء المنشق خليفة حفتر أمس في بنغازي شرق ليبيا، التي تشهد مواجهات عنيفة كما قال شاهد ومصدر عسكري.

وتمكن الطيار من القفز بالمظلة وهو “سالم” كما قال العميد الركن صقر الجروشي قائد العمليات الجوية” لدى القوات الموالية للواء المنشق خليفة حفتر.

وقال الجروشي:لا نعلم بعد ما إذا كان عطلا فنيا أو إذا كانت الطائرة اصيبت برصاصة طائشة.

وبحسب شاهد فإن الطائرة كانت تشن ضربات على مواقع مجموعات إسلامية قبل تحطمها.وقال انه شاهد الطيار يقفز بالمظلة قبل سقوط الطائرة.

وتدور معارك في بنغازي منذ نهاية الأسبوع الماضي بين مجموعات إسلامية والجيش وكذلك قوات اللواء حفتر.

وشنت كتائب مسلحة من الثوار السابقين هجوما على مقر قيادة القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني جنوب وسط مدينة بنغازي.

وكانت كتائب الثوار السابقين في مدينة بنغازي أعلنت في 20 يونيو الماضي عن تأسيس “مجلس شورى ثوار بنغازي”.

وجاء في بيان تأسيسه أن “ثوار المدينة أسسوا مجلسهم هذا بعد أن تخلى من أوكلت إليهم مسؤولية حماية المدينة وحفظ أمن أهلها، وبعد أن أعلنت الحرب القذرة على ثوارها وأبنائها الشرفاء لإسقاط مشروعهم وخيانة دماء الشهداء تقبلهم الله”.

وكان “مجلس شورى ثوار بنغازي” أعلن الخميس الماضي اقتحامه عددا من معسكرات الجيش الليبي وسيطرته عليها وهي مقر اللواء 319 مشاة، ومقر الكتيبة 36 الصاعقة، ومعسكر الدفاع الجوي، إضافة إلى إعلانه السيطرة على مقر الكتيبة 21 التابعة للصاعقة وجميعها في محيط منطقة بوعطني حيث تدور الاشتباكات.

وتواصل تدفق الليبيين بأعداد متزايدة لليوم الثاني على التوالي خلال عطلة العيد باتجاه معبر راس جدير الحدودي مع تونس هربا من الأوضاع الأمنية المتدهورة.

وعلاوة على الليبيين يشهد المعبر تدفق عدة جاليات أجنبية وبعثات دبلوماسية غربية، وعاملين بشركات أجنبية إضافة إلى التونسيين العاملين بليبيا في ظل تصاعد أعمال العنف والهجمات المسلحة بين المليشيات المتناحرة في العاصمة طرابلس.

ويشهد معبر رأس جدير ازدحاما شديدا بالسيارات الليبية عبر طوابير ممتدة بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء التونسية.

وأوضحت أن المعبر شهد خلال اليوم الأول للعيد أمس الأول وحده مرور مالايقل عن ستة آلاف مواطن ليبي.

ويقطن في تونس أكثر من مليون ونصف المليون ليبي بحسب أرقام أعلنت عنها وزارة الداخلية في وقت سابق، فرالكثير منهم منذ اندلاع الثورة المسلحة ضد نظام العقيد معمر القذافي في 2011.

وتخشى تونس التي تخوض حربا داخلية ضد الإرهاب في الجبال والمرتفعات، من أن تؤدي الفوضى في ليبياإلى تسريب المزيد من الأسلحة وتسلل العناصر الإرهابية إلى أراضيها.

وتنذر الأوضاع في ليبيا الغارقة في الفوضى بهجرات جماعية وسط مخاوف من انهيار وشيك لمؤسسات الدولة الهشة.

وقال شهود قادمون من ليبيا إن الآلاف تقطعت بهم السبل في العاصمة طرابلس ولم يستطيعوا المغادرة برا بسبب النقص الحاد في البنزين بمحطات التزود فضلا عن تعطل الرحلات الجوية.

وحبس سكان العاصمة طرابلس أنفاسهم أمس الأول مع تصاعد مخاطر حصول كارثة بيئية غير محسوبة العواقب؛ بسبب إصابة خزان ضخم للوقود على طريق المطار بصاروخ حيث تدور معارك بين المليشيات المسلحة للسيطرة عليه.

وتعاظمت المخاطر مع اندلاع حريق في خزان ثان وإعلان الشركة الوطنية لليبية للنفط خروج الحريق عن السيطرة.

وفي الخرطوم قالت السفارة السودانية في ليبيا إن ثمانية سودانيين لقوا حتفهم وأصيب اثنان في الأشتباكات المسلحة بمنطقة الكريمية في طرابلس.

وذكرت صحيفة “سودان تريبيون” على موقعها الالكتروني أمس أن السفارة أعلنت عن اتصالات مع ذوي القتلى لإتمام عمليات دفن الضحايا، وجهود لإجلاء سودانيين عالقين بمطار معيتيقة إلى بلادهم.

ودفع تصاعد أعمال العنف في ليبيا، التي حصدت أكثر من 100 قتيل، عواصم غربية إلى دعوة مواطنيها إلى مغادرة هذا البلد الغارق في الفوضى، غداة إجلاء الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين منه.

وشهد حي الكريمية في العاصمة طرابلس مؤخرا اشتباكات مسلحة أعلنت على إثرها مصلحة الطيران المدني إغلاق الأجواء الليبية ابتداءً من الأول من أغسطس المقبل.

وأفادت السفارة السودانية بطرابلس أن جهوداً كبيرة تبذل لتسهيل عودة السودانيين العالقين في مطار معيتيقة.

وناشدت السفارة السودانية بطرابلس رعاياها في ليبيا الابتعاد عن مناطق الاشتباكات المسلحة، حفاظاً على سلامتهم.

وأكد مسؤول جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج السفير ماجد سوار، أن 10 سودانيين على الأقل قتلوا بسقوط صاروخ “عشوائياً” على منطقة الكريمية السكنية، وأشار إلى اصابة آخرين بجروح بعضها خطيرة.

وناقشت غرفة عمليات الطوارئ في جهاز المغتربين في اجتماع برئاسة سوار، قضية السودانيين العالقين في بعض المطارات والمنافذ الحدودية الليبية، تمهيداً لإجلائهم الى بلادهم.

إلى ذلك أعلنت وزارة خارجية كوريا الجنوبية أمس انها تدرس فرض حظر سفر إلى ليبيا مرة أخرى بعد تصاعد موجة العنف فيها .

وقال الوزارة إنها تخطط لعقد اجتماع اليوم للتقرير بشأن ما إذا كانت سترفع من مستوى التحذير من السفر إلى ليبيا درجة واحدة إلى أعلى مستوى.

وأشارت إلى أن كوريا الجنوبية التي لديها نظام تحذير خاص بالسفر من أربعة مستويات، كانت قد أوصت منذ منتصف يوليو الحالي أن تقوم الشركات المحلية بسحب موظفيها أو تخفيض عدد عمالها في وقت مبكر.

وكانت سول قد فرضت في عام 2011، حظرا للسفر إلى ليبيا في خضم الاحتجاجات المناهضة للحكومة ورفعته في نهاية ذلك العام.

وقال مسؤول في الوزارة إن هذه الخطوة تتطلب من جميع المواطنين الكوريين المقيمين هناك مغادرة ليبيا في غضون فترة معينة من الوقت.

وأوضحت وزارة الخارجية في سول أنها سوف تسعى للتشاور مع السلطات في تونس للتحقق من الطرق البرية للإخلاء.

جدير بالذكر أنه يوجد حاليا نحو 20 شركة كورية، معظمها في مجال البناء، تؤدي أعمالا تجارية في ليبيا، فيما يقدر عدد الكوريين الجنوبيين المقيمين هناك بـ900 شخص. وتستعد فرنسا لاجلاء رعاياها من ليبيا بسبب تدهور الأوضاع في ليبيا كما اعلن أمس مصدر حكومي.

وسيتم تحديد طرق تنفيذ عملية الاجلاء التي ستجرى بحرا بحسب المصدر نفسه. وكانت باريس طلبت أمس الأول من رعاياها الموجودين في ليبيا مغادرتها، وعددهم اقل من مائة شخص.