وجهة نظر: العالم فـي مواجهة ميليشيا

سالم الجهوري –

Salim680@hotmail.com –

لماذا هذه المنطقة فقط التي تظهر فيها الميلشيات التي تقتل الأبرياء، لماذا لا تظهر في دول شرق آسيا أو في أوروبا أو في روسيا أو في أفريقيا وتقاتل حكوماتها وتستولي على مساحات من أراضيها وتقيم دولها المزعومة.

لماذا الشرق الأوسط بالذات؟ ولماذا الدول التي بها آبار النفط التي تغذي الطاقة في العالم؟ وكيف تشكلت مثل هذه الميلشيات؟ ومن مدها ومكنها على الأرض؟ وكيف استطاعت أن تتوحش إلى هذه الدرجة؟ ولماذا اختارت الإسلام شعاراً لها؟ طالما إنها لا صله لها بذلك..؟

أسئلة كثيرة ولعل ما ذكر آخر الأسئلة، هو الخيط الأخير الذي يربطنا بأهدافها، فهي كما ذكر لا علاقة لها بالإسلام، فليس هذا هو الإسلام الذي يعرفه الجميع ويعتنقه خلق الله، فهي جماعات « أي كانت تسمياتها» تكونت لتشويه هذا الإسلام، لتحقيق هدف بعيد، فلم يكن السلف الذي قام على أمر الدين ونشره إلى مرامي العالم، لم يكن بهذه الصورة المتوحشة في يوم ما، ولم يكن من حمل لواءات مسؤولية الدول الإسلامية التي نشأت في مكة والمدينة والشام وبغداد وشمال أفريقيا والأندلس واليمن، بهذه الصورة إطلاقاً.

يحتشد العالم اليوم عبر منابر الأمم المتحدة في مواجهة ميليشيا لن تكون هي الأخيرة، ولن تكون الإسلامية الوحيدة التي تدعيها، وقد يقضي عليها أو تضعف الميليشيا المستهدفة في بعض دول الشرق الأوسط، وقد تستغل طريقة القضاء عليها والتي قدرت تكلفتها بـ 500 مليار دولار، لكن يبقى الهدف البعيد ماثلاً وهو استنزاف دول هذه المنطقة ماليا، مرة بظهور ميليشيات فى ظروف غامضة، وتارة تحريض دولة على جارتها، وثالثة دعم التوسعات الانفصالية والأطماع بين دول الشرق الأوسط.

القصة أكبر مننا جميعاً إننا سنساهم في تمويل الحملة عموماً المنطقة ستبقي مستهدفة أما في آمنها أو مواردها، التي يفترض أن تزود بها خططها التنموية وستبقي هذه الدول في حاجة للغرب لحمايتها من مثل هذه الميلشيات»الفزاعة» والحركات المتشددة الاخري التي تظهر بين اللحظة والأخرى.