«نُبوءَةٌ ما»

علي مال الله الكمزاري -

صَالحتُ مُذ سَافروا عَنِّي مَسافاتي ،

فازدَدتُ في بُعدِهم قُربًا مِن الذَّاتِ !

بَحثتُ في أرضِهم عَني .. و كُنتُ هنا /

وَجدتُ نفسيَ في أقصى مَتاهاتي

أمشي على المَاءِ و الـ»لا ماء» يُغرقني

فأمتطي مُتعبًا ظَهرَ الفَراشاتِ

دَعْني/ يَدُ اللهِ فَوقَ الغَيمِ تُمسِكُني ،

أفلتُّها حِينما خَرَّتْ سَماواتي !

فمُنذ سَافرَ سِربٌ و السَّماءُ هُنا

عُصْفُورَةٌ خَلف قُضبانِ المَطاراتِ

اللهُ ما كَانَ ضِدي كَي يَصيرَ مَعي،

لَكِنَّني أنا مَن غَيرتُ وِجهاتِي ..

كَذَّبتُ جَدِّيَ لَمَّا قَال في صِغري

« لا يُوجَدُ الحُبِّ إلَّا في الرِّواياتِ «

قَلَّم أظافِرَ ذِئبِ الشَّوقِ يا أبَتي ؛

كي لا يَحُكَّ بِها ظَهْرَ الجِراحاتِ

جِسْرٌ مِن الشِّعْرِ لا يُفضي لِشاعِرهِ

لَستُ «العَظيمَ» الذي تَحكيهِ أبياتي ،

الشِّعْرُ وَجهُ الذي ما لَيسَ يُشبِهُني ،،

فَتِّشْ مَلامِحَهُ في وَجهِ مرآتي

أنا و شِعْريَ / مَقتولٌ و قَاتلهُ ،

برَّأتُ قُـفَّازَهُ مِنْ جُرمِ بَصْمَاتي

لأنَّ كُلَّ جَراحي لَن تَضيعَ سُدًى

و سَوفَ أربحُ شيئًا مِن خَساراتي

غَدًا سأخرُجُ مِن مَوتي بِفائدةٍ

و تِلكَ يا صاحبي بَعضُ النُّبواءتِ