تنظيم برامج سياحية وتراثية تبرز أصالة الصحراء –
بدية – خليفة الحجري –
تستعد واحات بدية ورمالها الذهبية الناعمة هذه الأيام لاستقبال زوارها من المواطنين والمقيمين والسياح مع بداية الموسم السياحي الشتوي الذي تشهده كل عام بعد انتهاء فصل الصيف وانخفاض درجات الحرارة، حيث يبدأ الموسم هذا العام متزامنا مع مناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يتوقع أن يشهد حركة سياحية نشطة طوال أيام إجازة العيد التي تقارب عشرة أيام متواصلة وتمثل واحات بدية ورمالها الخلابة أحد المزارات السياحية الفريدة والجميلة على خارطة السياحة محليا وخارجيا كونها تمثل بوابة العبور ونقطة الانطلاق للرحلات الصحراوية عبر رمال الشرقية وتحظى واحات بدية بمقومات جاذبة للسياحة حيث تضم أكثر من 16 واحة زراعية جميلة تتنوع فيها مفردات التراث العماني الأصيل الذي يمتزج مع وجود بيئة خلابة ورمال ذهبية ناعمة وسحر طبيعي جذاب يمتزج بهدوء المكان وسكونه مع تنوع مفردات الطبيعة الصحراوية التي يعشقها رواد المغامرة والاستكشاف.وكانت ولاية بدية بدأت قبل أيام استعدادات مكثفة للموسم السياحي الجديد من خلال إعداد سلسلة من البرامج والخطط والفعاليات التراثية والرياضية والسياحية، استعدادًا لاستقبال زوارها وتتضمن البرامج إقامة سباق عرضة الهجن والخيل تستمر حتى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك حيث يقام مهرجان للفروسية والهجن بدعم من وزارة السياحة، كما تقام سباقات مماثلة للخيل والهجن في ميادين السباقات التقليدية، فيما تحتضن الواحات أيضا رقصات الفنون التقليدية وذلك تزامنا مع الفعاليات التراثية والسياحية المتنوعة.
من جانب آخر تشهد مختلف المخيمات السياحية برمال الشرقية حركة نشطة في الحجوزات اعتبارا من أمس حيث شهدت الولاية انخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة وبدء هبوب الكوس الباردة وتكوّن السحب المنخفضة التي شكلت فرصة نادرة لبدء النشاط السياحي وبدأت أفواج السياح تتوافد على الواحات والمخيمات في مجموعات تتزايد باستمرار لاستثمار هذه الأجواء وإقامة مخيمات في الصحراء.
رحلة بين الواحات
التجوال في الواحات في رمال بدية يعد متعة حقيقية حيث المناظر الجميلة التي تنفرد بها بيئة الصحراء وتحرص أفواج السياح والزوار على عدم تفويت الفرصة لزيارة هذه الواحات التي تتميز بتنوع مناظرها ويندهش من يشاهدها لأول مرة بجماليات المنظر الذي تتجانس فيه الصحراء برمالها الذهبية الناعمة ذات اللون الأصفر والأحمر مع البيئة الزراعية في عناق أبدي جميل ومن بين أبرز الواحات الراكة التي تحيط بها التلال الرملية من ثلاث جهات وتشكل منظرا بديعا إلى جانب واحة شاحك وكذلك الحال بالنسبة لواحة الحوية الشهيرة فيما يقبل بعض الهواة على ارتياد مناطق أخرى مثل الواصل ذات الأبراج والقلاع والظاهر التي تشتهر ببيئتها الجبلية فيما يحط الزوار رحالهم بعد ذلك في واحة المنترب وهي القلب النابض بالحركة والنشاط قبل التوجه إلى بقية المناطق مثل الغبي وفلج المطاوعة والشباك وهاتوه والشارق وغيرها من القرى المتناثرة على سفوح الرمال الجميلة.
ملامح متنوعة
تتنوع الموروثات بتنوع البيئة الصحراوية والزراعية التي تحتضنها رمال بدية ويحرص الزوار والسياح دوما على حضور الفعاليات التراثية التي يتم إحياء كثير منها خلال مناسبة عيد الأضحى المبارك كل عام ومن بينها إقامة عرضة الهجن العربية الأصيلة حيث يتم تقديم العديد من فنون البادية المرتبطة بالخيل والهجن مثل همبل البوش والتغرود والطارق وفن الونه وهي فنون متوارثة ويتم إحياء أنشطتها في مختلف المناسبات الاجتماعية وفي الأعياد ويحضر هواة التصوير في كل عام هذه المناسبات للحصول على صور نادرة لهذه العادات الأصيلة خاصة وأنها تقام وفق أسلوبها القديم المتمثل في المحافظة على ارتداء الملابس التقليدية ولبس الخنجر والعصي وغيرها من المعالم التراثية القديمة.
ركوب الجمال
من أهم البرامج المعتمدة في معظم مخيمات السياحة في الصحراء ركوب الجمال وعبور التلال الرملية والسير عبر طريق القوافل التقليدية في هذه المنطقة التي لم تكشف عن مكنوناتها للسياح ومن خلال رحلة التجوال عبر الجمال يستمتع السياح بمشاهدة الأشجار البرية وآبار المياه والحيوانات والطيور ومشاهدة غروب الشمس وزيارة الأهالي من أبناء البادية وتناول وجبات الإفطار وشرب الحليب وشراء المشغولات اليدوية والاستمتاع بالأهازيج التقليدية المتوارثة في أجواء مريحة من البساطة والهدوء والسعادة والارتياح الذي يكنه البدوي لزواره.