محيط – جماليات ملابس التريكو

د. معروف –

نتناول اليوم موضوعا حول أقمشة التريكو المستخدمة في ملابس الاطفال ومدى أهميتها لأطفالنا. إن صناعة أقمشة التريكو قد تطورت في العالم تطورًا كبيرًا، وخاصة في السنوات الأخيرة حتى إنها أصبحت تنافس الأقمشة المنسوجة؛ فقد انتشر هذا النوع من التركيب النسجي في العصر الحديث انتشارا سريعا في الأقمشة بشكل عام وفى صناعة الملابس الداخلية أو التحتية بشكل خاص وكذللك الملابس الخارجية كنتيجة للخواص والمميزات العديدة لهذه الأقمشة بالإضافة إلى تنوعها الذي أشبع مختلف الأذواق, ومما أدى إلى ازدهار هذه الصناعة ظهور الألياف الصناعية، وتطور الخيوط الطبيعية، والتطور التكنولوجي للأنواع المختلفة من ماكينات التريكو.وتنتج هذه الماكينات الأنواع المختلفة والمتعددة من أقمشة التريكو، التي تصلح للملابس الداخلية والخارجية للسيدات والرجال والأطفال، مثل أقمشة الجرسيه بأنواعها المختلفة السادة والمنقوشة والجاكارد وأقمشة الدربي والأنترلوك والبيكه وأقمشة تريكو السداء.

وتوجد من أقمشة التريكو العديد من الأشكال والأقمشة المتنوعة الملمس، فمن الممكن أن تنتج أقمشة ناعمة الملمس وهي المفضلة بصفة عامة في ملابس الأطفال، أو خشنة الملمس، وبتركيب نسجي واسع الغرز أو ضيق الغرز، شفافة أو غير شفافة، خفيفة أو ثقيلة، كما يمكن إنتاجها بدرجات مختلفة من المطاطية، فبعضها ينتج بمطاطية قليلة كأقمشة تريكو السداء، والبعض الآخر ينتج بمطاطية متوسطة أو مرتفعة كأقمشة تريكو اللحمة، ويتوقف هذا على عدة عوامل أهمها، نوع الخيوط المستخدمة إذا كانت قطنية أو صوفية أو صناعية، وسمك الخيط وعدد البرمات ونمرة الخيط، ونوع الماكينة المستخدمة وجوج الماكينة (عدد الإبر في وحدة القياس). وأقمشة التريكو بمختلف أنواعها يمكن أن تنتج لتقابل مختلف الأذواق والأغراض المطلوبة مهما كانت، بحيث تطابق في الشكل والاستعمال أي نسيج آخر، لذلك استخدمت بكثرة في ملابس الأطفال الداخلية والخارجية، وأقبل عليها الناس لخواصها العديدة التي تميزها عن الأقمشة الأخرى المنسوجة وغير المنسوجة.

وتنتج الأقمشة المنسوجة باستخدام النول بطريقة الحدف وملء الخيوط بطريقة خطوط متعامدة لكل من خيوط السداء واللحمة، أما أقمشة التريكو فتتكون من مجموعة من الغرز المتسلسلة الأفقية والمتصلة كل منها بالأخرى والتي تشكل الاتجاه العرضي للقماش متداخلة مع مجموعة من الغرز المتسلسلة الرأسية المعلقة كل منها بالأخرى والتي تشكل الاتجاه الطولي للقماش، لذلك نجد أن التركيب البنائي للأقمشة المنسوجة يجعلها أقل مرونة ومطاطية كما في أقمشة التريكو لأن تداخل خيوط السداء واللحمة بطريقة متعامدة وبكثافة عالية يجعل القماش المنسوج أكثر تماسكا، وليس به فراغات كثيرة مثل قماش التريكو.

أما التركيب البنائي لأقمشة التريكو فيساعد على وجود فراغات تسهل مرور الهواء، وتساعد على تهوية الجسم، وتقلل العرق، وتؤثر على الدفء، كما يجعلها أكثر مقاومة للتجعد عن الأقمشة المنسوجة وأكثر مرونة مما يجعل من السهل تخزينها لاختفاء التجاعيد بسرعة بعد إخراج الملابس وتعليقها، ويفضل استخدامها في السفر؛ لأنها تأخذ مكان صغير في الحقيبة.

كما أنها مريحة في الاستخدام وتسمح بالحركة الحرة بدون حدوث ثنيات دائمة في الملابس، وهي أيضا ناعمة، غالباً خفيفة الوزن، وبعضها لا يحتاج لأي وسيلة من وسائل الكي، بل يمكن فردها مسطحة للتجفيف لتستعيد شكلها ومظهرها، وتتميز أقمشة التريكو علي جميع الأقمشة الأخرى المنسوجة وغير المنسوجة بالمطاطية الطبيعية في كلا الاتجاهين الطولي والعرضي.


للتواصل merowmaarouf@yahoo.com