هامبورج- «د.ب.ا»: تتناثر مجموعة قليلة من الأرائك داخل قاعة واسعة بفندق في نهايتها منصة طويلة (كاونتر) لاستقبال النزلاء، هذا هو الشكل الذي تبدو عليه قاعات الاستقبال الكبيرة بمداخل الفنادق في مختلف أنحاء العالم، حيث يصل الضيف ويسير حتى المنصة ليسجل بياناته استعدادا للنزول في الفندق، ثم يتسلم مفتاح غرفته.
غير أن ذلك في سبيله إلى التغيير، خاصة في بعض الفنادق الجديدة أو التي يجري تجديدها حيث يجري إعادة التفكير بشأن الانطباعات الأولى التي تتكون لدى الضيوف لدى دلوفهم إلى قاعات الاستقبال، وحول الوظيفة التي يمكن أو يجب أن تؤديها قاعة الاستقبال بمدخل الفندق.
وعلى سبيل المثال لا توجد على الإطلاق في فندق لوفه ببلدة شرون بمنطقة جبال الألب النمساوية منصة لاستقبال الزبائن وتسجيل بياناتهم، وبدلا منها تتم دعوة الضيوف الذين يصلون إلى الفندق للجلوس والاسترخاء، بينما يتم في الوقت نفسه اتخاذ الإجراءات الخاصة بتسجيل بياناتهم وتخصيص الغرف لهم. كما ألغى فندق إنترناشونال الذي تم افتتاحه مؤخرا في منتجع دافوس السويسري منصة الاستقبال الضخمة بداخل قاعة الاستقبال شديدة الاتساع.
وتوضح كاثرين ماثيسون وهي مصممة للديكور الداخلي أنه يمكن للراغبين في النزول بالفندق تسجيل بياناتهم والحصول على مفاتيح الغرف من خلال ثلاث منصات صغيرة مقامة في نهاية ركن بقاعة الاستقبال.
وأعادت شركتها «سي.إم. ديزاين» تصميم البهو الداخلي لفندق دافوس. وتقول ماثيسيون» عندما تصل إلى مدخل الفندق ستجد في انتظارك غرفة رحبة عبارة عن استراحة تشعرك وكأنما تجلس في بيتك، ولن تجد منصة كبيرة تسجل فيها بيانات النزول، وتتمثل الفكرة في أن الضيف يجب أن تتاح له أولا الفرصة في التطلع إلى ما حوله، واستيعاب المكان بدون أن يشعر بأنه في عجلة من أمره.
غير أن هانسيورج هيفيل مدير فندق ماريوت في فرانكفورت ينتمي إلى الفئة التي لا ترغب في إزالة منصة الاستقبال التقليدية كبيرة الحجم.
وبعد أن تم تجديد قاعة الاستقبال بمدخل الفندق بالكامل وتحويلها إلى غرفة معيشة تبعث على الراحة أوضح هيفيل: إننا نستضيف العديد من المؤتمرات بالفندق، وبالتالي فإننا نحتاج إلى القدرة على خدمة جميع ضيوفنا في أقصر وقت ممكن، وهو ما توفره لنا منصة الاستقبال». ويضيف «إننا نطلق على قاعة الاستقبال بالفندق إسم الغرفة الرائعة «.ومنذ تجديد هذه المساحة التي كانت لا تستخدم في الغالب أصبح لديها العديد من الوظائف، فيمكن لرجال الأعمال عقد اللقاءات فيها سواء كانت أعدادهم كبيرة أم صغيرة، بينما يمكن لضيوف آخرين استخدام أجهزة اللابتوب فيها، ويتاح أيضا للضيوف تناول بعض المأكولات الخفيفة مع كوب من القهوة.
وحولت مجموعة فنادق إنترناشونال « آي.إتش.جي « بعض قاعات الاستقبال فيها إلى غرف معيشة أيضا.
ويعلق روبرت شيبرد رئيس قسم التطوير بمجموعة « آي.إتش.جي» قائلا « إنه سيتم افتتاح قاعة الاستقبال المفتوحة لأول مرة في ألمانيا بفندق «هوليداي إن برلين سيتي إيست سايد» الجديد الذي سيفتح أبوابه للضيوف في وقت لاحق من العام الحالي». وتقوم فكرة قاعة الاستقبال المفتوحة على دراسة للاتجاهات حددت نوعية جديدة من المسافرين من أجل الأعمال.
ويقول شيبرد: إن «هذا المسافر ليس مقيدا بساعات المكتب التقليدية وترتيبات العمل، وهو يعطي قيمة للجوانب المحيطة به والتي من بينها وجود جو لتناول القهوة، وحيث يمكن أن يحصل على الإلهام من مسافرين آخرين يعملون من خلال أجهزة اللابتوب التي بحوزتهم وهواتفهم الذكية». وتقول المصممة ماثيسون إن الفنادق تتبع اتجاها يطلق عليه الألمان «الإحساس بجو البيت». وتضيف «لقد أصبح لدى الفنادق هدف يتمثل في ايجاد أوضاع متنوعة مريحة ليشعر كل ضيف بأنه يقيم في بيته بالفعل». غير أن هناك مخاطر من أن تتحول قاعة الاستقبال متعددة الوظائف لتبدو مثل ساحة معرض متجر لبيع قطع الأثاث، بدلا من أن تكون مكانا يدعو حقيقة للاسترخاء ويؤدي عدة مهام. ويتم تجربة خيارات مختلفة ومن بينها أن يقوم الضيوف الذين وصلوا إلى الفندق بتسجيل أنفسهم عند مكتب في نهاية القاعة، أو من خلال هواتفهم المحمولة. ومع ذلك فإن هيفيل مدير فندق ماريوت يشير إلى أن هذا أمر يسهل قوله بأكثر من تنفيذه في أوروبا، حيث يتطلب القانون غالبا أن تدون استمارة البيانات من جانب كل ضيف لتطلع عليها الشرطة بعد ذلك.
وتلعب اعتبارات التكلفة دورا في تراجع النزول في فنادق مرتفعة الأسعار، حيث يمكن دمج مساحات من الفندق ووضعها تحت إشراف موظف واحد.
وفي سلسلة فنادق بنتا على سبيل المثال، يقوم النادل بعدة مهام فهو يسأل الضيوف الذين وصلوا حديثا أن يدونوا بياناتهم في استمارة للشرطة، كما يسلمهم مفاتيح الغرف وفي الوقت نفسه يدون طلبات الزبائن من أجل طعام العشاء.