«يمنع دخول المنطقة المخططة إلا إذا كان مسارك سالكا» -
قاعدة مرورية معطلة تؤدي إلى تكدس السيارات في التقاطعات الضوئية -
كتب – عامر الأنصاري -
تشهد الطرقات في المدن المكتظة بالسكان والمؤدية إلى المناطق التجارية تكدسا في حركة السير، وغالبا ما تكون التقاطعات مركزا لذلك التكدس، وللحد من تلك التكدسات وخصوصا عند الإشارات الضوئية استخدمت شرطة عمان السلطانية عدة حلول تساعد على الحد من تلك التكدسات والأزمات، ومن هذه الحلول المتخذة في ولاية مطرح نظام يتلخص في تخطيط منطقة التقاطع الضوئية باللون الأصفر، مع عبارة «يمنع دخول المنطقة المخططة إلا إذا كان مسارك سالكا» توضع على كل مدخل لذلك التقاطع باللغتين العربية والانجليزية، وتحديدا على أعمدة الإشارة الضوئية.
ربما يلتفت سائقو السيارات إلى تلك العبارة ولكن القلة القليلة جدا من يفهم مقصدها والمراد منها، فتجد منطقة التقاطع مزدحمة بالسيارات في أوقات الذروة، مما يؤدي إلى توقف السير لمدة طويلة، تحول دون مرور سالكي الاتجاهات الاخرى حتى وإن كانت إشاراتهم خضراء اللون.
نظام المنطقة المخططة يمكن شرحه بمنع مرور السيارات حتى اذا كانت الإشارة الضوئية خضراء، إلا اذا كانت المنطقة المخططة سالكة تسمح بمرور السيارات بانسياب، أما إذا توقفت سيارة واحدة في المنطقة المخططة فإن العبور ممنوع لما يترتب عليه من تكدس السيارات في التقاطع، مايؤدي إلى تأزم حركة السير، وعدم مرور سالكي الاتجاهات الاخرى.
هذا النظام مطبق في كثير من الدول، ويتعرض أي مخالف لهذا النظام إلى غرامات مالية تفرض عليه، لمايترتب على المخالفة من أزمة تتعطل بها حركة السير وترتبك، وغالبا ما ينشأ عنها عدم الاكتراث بالإشارة مطلقا والخروج بصورة عشوائية، وغضب يملأ مرتادي الطريق.
التوعية بهذا النظام وغيره من الأنظمة الحديثة يقع على عاتق شرطة عمان السلطانية، فهي المعنية بتلك الانظمة وتطبيقها وتغريم مخالفيها، وتنشئة الجيل القادم من قائدي السيارات على القوانين الحديثة، إلا أننا نجد اليوم أن الكتيب التعليمي الذي يحتوي على شرح للوائح المرورية المرافق لاستمارة إصدار الرخص هو نفسه منذ عقد من الزمن ولم يتغير، فكيف للأجيال الجديدة أن تعي الانظمة المستحدثة ما لم تنشأ عليها.
وقد أشارت شرطة عمان السلطانية إلى أنها بصدد إنشاء مدرسة حديثة لقيادة السيارات، تشتمل على دروس نظرية وعملية، بالإضافة إلى بعض المحاضرات التوعوية، ولكنها لا تشمل كافة ولايات السلطنة، فتستهدف هذه المدارس سكان بعض الولايات دون الأخرى.
المعنى مبهم
قال جيفر المجيني من المقيمين في محافظة مسقط: إنه لم يلتفت إلى نظام المنطقة المخططة سابقا، وأضاف: عبارة (يمنع دخول المنطقة المخططة إلا إذا كان مسارك سالكا) بالنسبة لي أرى أن معناها عدم مرور السيارات إذاكانت الإشارة حمراء، ومرورها إذا كانت خضراء، وإن كان هذا معناها فهذا شيء بديهي فما الفائدة منها إذًا، وإذا كانت تحمل معنى مختلفا فلا نجد من يوضح المقصد، وهنا لابد من إجابة وافية من الشرطة حول هذا الموضوع».
لا يوجد تطبيق
أما سعيد بن سالم الرزيقي من ولاية مطرح فيرى أن تطبيق هذا النظام يكاد يكون معدوما، ولو طبقه وحده لما تحرك إلا بعد مرور وقت طويل، وقال: «بالنسبة لي أعرف معنى هذا النظام، ولكن المشكلة إن طبقتها فستنفجر طبلة أذني من أبواق السيارات من خلفي، وقد ينسال عليَّ سيل من الشتائم، فهذا النظام يجب أن تعمل به كافة فئات المجتمع ليؤتي ثماره، وإلا فلن يطبق أبدا، وحتى المنطقة المخططة أصبحت مختفية تماما، ولا توجد جهة تعيد تخطيطها، ما يوحي بأن النظام مهمل حتى من الجهات المعنية فلم يتبق منها إلا اللافتات».
ضرورة التنسيق
ويحمل أسامة الجابري تفسيرا آخر حول سبب أزمة السير في أوقات الذروة،؛ حيث يرى أن عدم تنسيق مدة اخضرار الإشارة مع التقاطعات التالية هو ما يؤدي إلى الازدحام، وأضاف: «الإشارة الضوئية التالية مدتها قصيرة، وهذه الاشارة مدتها أطول، ما يؤدي إلى خروج مجموعة من السيارات لا يستوعبها الشارع، فيجب أن تنسق المدد كافة بشكل متوازن لحل هذه الأزمة».