سوالف: تحية للشرطي

سارة الجراح –

لا ننكر جهود الشرطة وبذل قصارى جهدهم في حماية وخدمة الوطن والمواطن، ولكن الصورة التي اعتدنا عليها رغم كل ذلك وربطنا مفهومها بأن الشرطي موجود فقط ( ليخالفك)، حيث يختار الأماكن التي يسهل بها الصيد بحيث إن الرؤية للسائق تكون غير واضحة في حالة انه كان يستخدم الهاتف النقال أو غير ملتزم بالقوانين الاخرى، وما عليه الا بأن يفاجأ بالشرطي أمامه ودفتر المخالفات قربت على الانتهاء بحكم الموقع الاستراتيجي للشرطة.

لكن الصورة التي فعلا هزت مشاعر الكل وجعلت الدمعة تتوسط اعيينا واقشعرت ابداننا منها، هي تصرف ذلك الشرطي الذي يستحق بأن نرفع له القبعة، وفعلا ومن هذا المنظر يمكننا أن نؤكد ونقول بأعلى اصواتنا ( الشرطة في خدمة المواطن)، فما حصل و بدون أن نعرف السبب وقف الشرطي في وسط الشارع وأوقف جميع السيارات، وحتى يلفت انتباه الاخرين بالوقوف مباشرة قام بتشغيل ( اللواحات)، والكل وقف دون أن يعلم السبب، البعض كان يظن انه سيخالف لسبب ما، والبعض الاخر ظن بأنه سيمر شخص له نفوذ في البلد، ومنهم من ظن بأن هناك ضيفا دبلوماسيا جاء لزيارة السلطنة، وما هي الا ثوان وبعد أن تأكد الشرطي بأن الشارع لزم الهدوء والصمت، وإذا به يمسك بيد رجل تجاوز السبعين من العمر، وملامح الكبر رسمت تضاريس وجهه كان منزوياً على الرصيف ويريد أن يقطع الشارع، طبعاً لم يلتفت اليه احد لأنه في الشارع العام والشارع مكون من ثلاث حارات، وان رآه البعض قد يكونون مرتبطين بمواعيد وليس لديهم الوقت له، وقد يكون البعض الآخر مشغولا بالهاتف النقال ولم ينتبهوا له، أو .. أو .. الخ، لكن وبالأصح رؤيته كانت صعبة، فنحن بوقوفنا لم نعرف السبب ولم ننتبه له الا بعد أن رأينا الشرطي يمسك بيده ليقطع الشارع، ولمجرد أن أوصله للشارع الثاني قام بتقبيل جبين الوالد وذهب، فهذا المنظر جعل كل من بالسيارة يلتفت لبعضه البعض وكما ذكرت الدموع توسطت أعيننا، وكان تصفيق التحية لهذا الشرطي نابع من أعماق القلب، مما يجعلك تغبطه على هذا التصرف، وتقول بأن الدنيا ما زالت بخير، وشكراً لك أيها الشرطي الانسان، فدعاء هذا الوالد لك جداً عظيم .