عبدالله المعمري –
للتواصل: shinas1@hotmail.com –
نبضٌ لا يتوقف، وحياة مستمرة كَسُحب ماطرة، تمطر على كل قلب يحب بصدق، وكل روح تدعو بنقاء سريرة، لتعبر مسافات تفصلها حدود دول على خارطة الأرض، ولكن تبقى السماوات ذاتها مفتوحة الأفق، تحلق بها تلك الدعوات بالخير، لتصل إلى المسافرين عبر حدود المكان، ويبقى الزمان بهم بلا حراك، متوقف حتى العودة، تلك هي رسالة من القلب تبعثها النفس لمن تستاق لهم وإليهم.تغرد العصافير كل صباح على نافذة الإشراق، تحكي روايات العاشقين حيناً، وحيناً آخر بعضاً من قصص الخوف والرجاء من ذلك المجهول لفترة الغياب عن أعين من نحب، واكتشاف ما يمكن أن تكون عليه قلوبهم من الحب والمودة، وما تبقى من مساحات الحياة بها، تحكي تفاصيل الشوق بدموع تُذرف مع السهر، كطائر قد اشتاق لعشه ومن به، وكوردة متعطشة لترتوي من ماء الحياة، لتزهر بألوانها الزاهية وتنثر عطر أريجها. قصص لها من بين الوجود وجود بلا انقطاع، هكذا كانت تحكي عصافير الصباح، وما أن تنتهي تحمل معها رسالة القلب لمن نحب، وإن جاء المساء تعود ومعها الحنين يرافقها كنجمة الثريا تومض من ذلك المكان البعيد.
سهرٌ في ديار الغربة، تنسج أحلامه تلك الكلمات التي تعشقها الأذن في الحب، وتضيء سماء ليله بملامح قمرية لوجوه أصحابها باقون بالقرب من القلب، إن لم يكونوا قد سكنوا به، تأخذهم الأحلام إلى وقت قريب من سفر الغربة، فهم في الغربة أجمل وطن، يزهُو بذكراهم، ويرسم لوحة من الشعر تتغنى بها شفاه العاشقين في ليل السهر، وترتوي منها أعين الناظرين بترقب العودة، فما أجمله من انتظار.
رسالة من القلب تتبعثر معها الكلمات على طريق الحياة بالعودة، إلى كل من نبضهم بين جوانحنا، وسطور الألم تعتصر قلوبهم بالغياب، رسالة بين سطورها حنين واشتياق، ولوعة محب مل الانتظار، رسالة لكل نفس راضية، وروح نقية، تهلل في صلواتها بالدعاء لنا بسلامة المقام، وعافية المسرى والمسير، فلهم منا الحب والتقدير، ومن المولى الخير والتيسير.