إسرائيل تسمح للفلسطينيين بالصلاة في الأقصى وتعتقل 13 شابا

اجتماع عمّان يخفف القيود للسيطرة على الأوضاع بالقدس –

القدس-(أ ف ب) -وفا -: اعلنت اسرائيل رفع كل القيود المرتبطة باعمار الفلسطينيين لصلاة الجمعة في المسجد الاقصى في القدس الشرقية، فيما يبدو مبادرة تهدئة غداة تعهد الطرفين بتخفيف التوتر. ودخل المصلون باعداد كبيرة رجالا ونساء من كل الاعمار دون عوائق من مختلف الابواب للمشاركة في صلاة الجمعة، حسبما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس، وادى الآلاف الصلاة في الباحة بسبب الاكتظاظ الشديد في الداخل.

وقال مدير اوقاف القدس عزام الخطيب لوكالة فرانس برس «صلى «اليوم» أمس قرابة 40 الف شخص كانوا مسرورين ، لأن الدخول الى المسجد تم دون عوائق ودون تحديد الاعمار».

واشاد الخطيب بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي «اصر على ان يكون المسجد الاقصى للمسلمين جميعا».

وقال امير (18 عاما) «مضى اربعة اشهر دون ان اصلي في الأقصى حتى خلال شهر رمضان»، واضاف «في كل مرة كان هناك شرطي درزي عربي مثلي يمنعني من الدخول».

وقالت فلسطينية في الستين انها كانت تشعر «بالخوف الشديد من القدوم في الفترة الاخيرة، وقامت بالتقاط صورة لنفسها امام قبة المسجد، وقالت «سارسلها ا لى ابنائي في المانيا، لقد عدت اخيرا للصلاة في الاقصى».

ولا يزال رجال الشرطة الاسرائيلية منتشرين باعداد كبيرة بالقرب من ابواب المسجد وفي المدينة القديمة إلا انهم اكتفوا بتفقد هويات بعض الشبان من وقت لآخر.

وفي الاسابيع الماضية، منعت السلطات الاسرائيلية الذكور الاصغر سنا من الدخول للحد من مخاطر حصول مواجهات، وذلك على خلفية التوتر الشديد في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها.

واعلن ميكي روزنفيلد احد المتحدثين باسم الشرطة الاسرائيلية لفرانس برس أن السماح للمصلين من كل الاعمار بالدخول لم يحصل «منذ شهور»، مضيفا «نامل ان يظل الوضع هادئا ».

ويبدو ان السماح بدخول المصلين من كل الاعمار هو المبادرة الاولى ضمن اجراءات ملموسة حصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري على ضمانات بشأنها خلال لقاء الخميس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني عبد الله الثاني.

وقام كيري بهذه الزيارة من اجل التخفيف من التوتر الذي تحول الى مواجهات عنيفة في القدس الشرقية منذ عدة اسابيع، واعلن كيري انه حصل على «التزامات مؤكدة» خلال محادثاته مع الاطراف الثلاث.

واضاف كيري ان نتانياهو «اعاد التاكيد رسميا على التزامه بالحفاظ على الوضع القائم» في الحرم القدسي الذي يسمح لليهود بزيارته في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة لكن دون ان يحق لهم الصلاة فيه. وتابع كيري: ان الجميع اعلن التزامه «باجراءات بناءة وفعلية وليس بوعود فقط»، من اجل الحؤول دون ان «يتحول التوتر الى حريق يخرج عن السيطرة»، دون اعطاء تفاصيل حول هذه الاجراءات. وكثف متطرفون يهود مؤخرا الزيارات للمسجد الاقصى مما اثار مواجهات عنيفة ادت الى اغلاق الموقع لمدة يوم.

وهذه المواجهات التي تضاف اليها اعمال عنف يومية في القدس الشرقية، تثير مخاوف اسرائيل من اندلاع انتفاضة ثالثة.

وقال كيري: ان الاجراءات التي تم الاتفاق عليها في الاردن تشكل «اختبارا» للنوايا الفعلية للاسرائيليين والفلسطينيين.

وتشهد القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها توترا حادا بعد مواجهات خلال الليل في حي العيسوية.

وقامت قوات الامن الاسرائيلية باغلاق اربعة من أصل خمس طرقات تؤدي الى الحي الذي يقول سكانه انهم في حالة «حصار»، والخميس اصيب فيه طفل بجروح خطيرة من طلق ناري مطاط للشرطة الاسرائيلية.

وفي هذا الإطار، يأتي اعلان اسرائيل تدمير منازل منفذي هجمات معادية للاسرائيليين قريبا ليثير مخاوف من تفجر الوضع.ميدانيا اعتقلت قوات الاحتلال، فجر امس ، 13 طفلا وشابا بعد ان داهمت مناطق مختلفة في مدينة القدس المحتلة.

وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب في بيان صحفي: إن قوات الاحتلال اعتقلت ربعة أطفال من بلدة بيت حنينا وحولتهم للتحقيق في سجن ‹المسكوبية›، مشيراً إلى أنهم سيعرضون على قاضي محكمة الصلح في القدس المحتلة، والأطفال هم: يوسف أبو رميلة، وماجد طه، ومحمد البكري وأحمد البكري، وتتراوح أعمارهم ما بين 14 و 15 عاما.

ونوه أبو عصب إلى أن قوات الاحتلال الخاصة وأجهزة مخابراتها قد اقتحمت قرية العيسوية فجر أمس واعتقلت: يحيى علي مصطفى (23عاما)، والأسير المحرر مجد محمد درويش (24عاما)، وموسى محمد درباس (25عاما)، وتامر عبيد، ونديم عبيد.

ولفت إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا كلا من: شريف رجبي وإيهاب سرحان، ومحمد رازم من بلدة سلوان، بالإضافة إلى المواطن عصام سدر من حي الثوري في المدينة.

وفي سياق ذي صلة، يشهد المسجد الاقصى المبارك منذ ساعات صباح اليوم تدفقاً كبيراً من المُصلين القادمين من مختلف أنحاء القدس وأراضي العام 48، للمشاركة في أداء صلاة الجمعة برحابه الطاهرة، بعد منع الآلاف من ذلك خلال الأسابيع الماضية من قبل قوات الاحتلال.

من جانبه، طالب الحراك الشبابي المقدسي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بإغلاق مساجد القدس القريبة من البلدة القديمة لدفع المواطنين لصلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.

وقال مراسل وفا: إن القدس القديمة تشهد حركة نشطة من خلال تدفق المواطنين عبر العديد من بوابات البلدة القديمة باتجاه الأقصى، علماً أن الاحتلال نشر المئات من عناصر قواته الخاصة في الشوارع والطرقات وسيّر الدوريات العسكرية والشرطية الراجلة والمحمولة والخيالة بمحيط بوابات القدس القديمة.