مجرد رأي: مشكور الأحمر

سيف الجابري –

مع ضعف الحلول الهجومية شكرًا لكم أبطال المنتخب لما بذلتموه طيلة فترة مباراتنا ضد المنتخب العراقي فما قدمتموه لجعل الانتصار حليفكم كان واضحاً وجهدكم المبذول من أجل فرحة وطن عاش يومه الوطني الـ44 المجيد لا غبار عليه.. بالأمس سجل التاريخ الكروي العماني على مدار الـ3 سنوات الماضية ثبات المدرب لوجوين على تشكيلة واحدة في مباراتين متتاليتين، وهذا يعني أن معادلة استقرار التشكيلة قد تحققت مما أعطى اللاعبين التفاهم التام والسيطرة شبه المطلقة على مجريات المباراة عطفا على الانسجام الذي تم في ثلاثة أيام فقط فما بالنا لو تكرم به علينا المدرب لوجوين طوال الـ3 سنوات الماضية أو يزيد.. كان من الممكن تحويل مسارات الوقت السابق الذي قضاه دون أن يستهلك هذا الوقت الطويل جداً مما حدا بنا كمتابعين التفسير والتأويل في بعض القضايا. نعم التجديد والإحلال يؤديان إلى الحلم لو تم تطبيق الفكرة على أرض الواقع بشكل صحيح والأدلة أمامنا كثيرة ولا تشهد على ذلك وآخرها استدعاء لاعب ودع الملاعب منذ سنوات وثم وضعنا له مقعداً رئيسيا في قلب المنتخب.. القراءات المرتبطة بتجربة أكثر من 100 لاعب في السنوات آنفة الذكر لم تؤت أكلها وعادت المياه إلى مجاريها وبات أغلب أفراد المنتخب الوطني الحالي من صناعة فرق المراحل السنية وغالبهم ممن تدرجوا مع المدربين السابقين الذين تولوا قيادة تلك المنتخبات.لا نعرف أين يكمن الخطأ هل في انتهاج مسلسل التجارب الواعدة لمنتخبنا أو التجربة الفاشلة في نظر البعض الآخر حول الأمرين!! إن كانت فاشلة فالمتسبب الحقيقي هو اتحاد الكرة والذي سمح للجهاز الفني الاستمرار في مسلسل مكسيكي محمل باللافكرة واللامشروع واللاهدف.. وإن كانت التجربة واعدة فشكراً اتحاد السلطنة وشكرا بول لوجوين لقد وصلتم إلى الهدف المطلوب والحكم لكم يا جمهور.. وبين الأمرين حقائق تاريخية حلوة ومريرة يجب أن لا يتم تجاهلها أو تلخيصها في مباراتي منتخبنا مع الإمارات والعراق لذا عليكم أيها المعنيون والقائمون على المنتخب يا من تحملون لواء مسؤوليتها الاجتماع على اتخاذ القرارات المناسبة لمستقبلها الكروي.. وعودة لمباراة المنتخب فإننا نثني على الفكرة الرائدة في تثبيت التشكيلة والتي تحدثت عنها بإسهاب في الفترة الأخيرة مما ساهم بأي حال من الأحوال في ارتفاع نسق الفريق واللعب بجماعية واضحة مزجا ببعض الجمل الفنية المعهودة في اللاعب العماني الموهوب. ما زال لوجوين يرفض التضحية والجرأة في خروج بعض اللاعبين ممن يخفت نبضهم عطاء في الملعب وإلى وقت متأخر من عمر كل مباراة حتى يحقق الرهان الذي وضعه عنهم أمام المجتمع الكروي في السلطنة.. نعطي مثالاً حقيقياً على ذلك وهو الاحتفاظ باللاعب رائد إبراهيم لفترة أطول في المباراتين على الرغم من ضعف مستواه الفني خلال المباراتين السابقتين وبالتالي فإن فرصة دخول البدلاء المؤثرين فنيا وبدنيا وغير المجهدين كاللاعب فهد الجلبوبي في توقيت قصير تعتبر مكابرة والجدوى منها لن تعطي النقاط الثلاث.. تحريك لاعب كقاسم سعيد في ثلاثة مراكز خلال المباراة وخلال ثلاثين دقيقة يعطي مؤشراً سلبياً على عدم واقعية القصة أو بالأصح قراءتها..نعم آمنا وسلمنا بالتشكيل ولكننا لم نستطع ملامسة الجرح غير الملتئم في سنوات ماضية والنتيجة بكل أسف «أنا أجرب ثم أجرب» والتفسير لكم.. إن بقاء المدرب بول لوجوين بعد كأس الخليج يجب أن يكون على أسس واضحة ومنهجية لا تخبطية لطالما أردنا الوصول إلى عتبات المنافسة على كأس آسيا أو الوصول إلى كأس العالم فهما الأمران اللذان يجب احتساب نقاطهما وتوضيح الفائدة العليا منهما للكرة العمانية.. كسب بول لوجوين النقطة الـ3 له في بطولتين لكأس الخليج!! ولكن السؤال إلى أين المسير؟

هذا هو السؤال الأهم لذا لا نريد أن نخالف عقولنا في ما هو صحيح وما هو غير لائق.. فمن المسلمات في كرة القدم الأبجديات والأهداف ونحن بكل سهولة ويسر نقول «منتخبنا مستواه ممتاز» ولا ندرك أبدا تفسير كلمة الاجادة إلا من خلال الفوز في مباراة.. إن موقعة الكويت القادمة محطة مهمة لنا جميعا لتقييم الوضع الفني الحالي في مستقبل منتخبنا وفي نظرتي الشخصية الأهم كثيرا من الصعود إلى نصف نهائي هذه البطولة الودية المهمة لنا كخليجيين.. كأس الخليج تجمع سياسي وأخوي وهو مدرسة تنافسية لا مساس من مبدأ الشراكة فيها مع الأشقاء الخليجيين انتهاء بفرصة لعب منتخبنا لمباريات ودية دولية قد ترفع وتيرة الأحمر العماني في قادم المناسبات.

مهما كانت نتيجة كأس الخليج يجب ألا تنسينا ما نصبو إليه من تطلعات كروية.. إن أردتم الاستمرار مع لوجوين فلكم القرار وحدكم وإن رأيتم تغيير الفكرة والبحث عن مستقبل فني أفضل فالرأي كذلك لكم.. لكن اعلموا أن عمان التاريخ الطويل تنتظر منكم تفعيل المنهجيات المدروسة والأخذ بعين الاعتبار تجارب من سبقوكم من أهل الامتياز والبطولات.. مباراة الكويت مجرد مناورة أخرى لتجاوز محنة لا أعلم شخصياً ماهيتها ودرجتها الوقتية ولكنني فعلا أتمنى كغيري من العمانيين تجاوزها لعلها تضع الحقيقة الظاهرة والمخفية بكافة تفاصيلها وأسرارها على طاولة الحوار التطويري أمام المحكمة الاتحادية للكرة العمانية.. وأخيراً شكراً نجوم عمان البواسل ما قصرتم أحسنتم وكلنا المنتخب.