بوتين يتهم كييف بشن عملية عسكرية في شرق أوكرانيا

الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 5000 منذ أبريل الماضي –

عواصم-(وكالات):اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية أمس بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على المقاتلين المؤيدين لروسيا وحملها مسؤولية سقوط عشرات القتلى في الأيام الأخيرة في شرق اوكرانيا.

وأكد بوتين خلال اجتماع لمجلس الامن الروسي ان «السلطات الأوكرانية اصدرت الأمر الرسمي بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على كل خط المواجهة عمليا» مع الانفصاليين.

وأضاف الرئيس الروسي «انها تستخدم المدفعية وقاذفات الصواريخ والطيران من دون تمييز» بين المتمردين والمدنيين، بما في ذلك ضد «مناطق مكتظة مأهولة بالسكان».وأوضح بوتين «كل ذلك يترافق مع شعارات دعائية حول رغبتها في السلام وملاحقة المسؤولين».لكنه اشار الى ان «المسؤولية تقع على الذين يصدرون تلك الاوامر الإجرامية».

وقال بوتين ان هذه «العملية» التي تشنها كييف اسفرت عن «عشرات القتلى والجرحى، ليس فقط من جنود الطرفين بل من المدنيين ايضا، وهذا اكثر مأساوية».وذكر الرئيس الروسي من جهة أخرى انه بعث برسالة قبل اسبوع الى نظيره الاوكراني بترو بوروشنكو عرض فيها سحب الاسلحة الثقيلة مسافة كافية لتفادي سقوط القذائف على الاحياء السكنية.

واضاف «لم نتلق مع الاسف اي رد، وشهدنا في المقابل أفعالا تتناقض تماما» مع الاقتراح الروسي.وكرر بوتين القول «وحدها مفاوضات السلام والمساعي السياسية» يمكن ان تؤدي الى ايجاد حل للنزاع.

واضاف:آمل أن يتغلب المنطق في نهاية الامر». ثم وقف بوتين وأعضاء مجلس الأمن الروسي دقيقة صمت حدادا على قتلى الأيام الاخيرة في اوكرانيا.

إلى ذلك رفض «رئيس» جمهورية دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا أمس اي هدنة جديدة مع كييف مؤكدا ان المتمردين عازمون على شن هجوم في كل المنطقة التي يسيطر الجيش الأوكراني حاليا على جزء منها.

وقال «رئيس» الجمهورية المعلنة من جانب واحد الكسندر زاخارتشنكو كما نقلت عنه وكالتا الانباء انترفاكس وريا نوفوستي «لن يكون هناك بعد الان من جانبنا اي مساع للتحدث عن هدنة» مؤكدا «سنشن هجوما في كل منطقة دونيتسك».وتأتي هذه التصريحات غداة خسارة الجيش الاوكراني مطار دونيتسك بعد اشهر عدة من المعارك.

وتشبه هذه المعركة في اوكرانيا بمعركة ستالينغراد ابان الحرب العالمية الثانية.

وفي كييف اتهم سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الكسندر تورتشينوف من ناحيته «مجموعات ارهابية روسية» بشن هجوم في الشرق الانفصالي الأوكراني.

وقال تورتشينوف اثناء اجتماع للحكومة «ان مجموعات ارهابية روسية انتهكت كل الاتفاقات وتشن هجوما»، موضحا انها «وحدات نظامية من القوات المسلحة الروسية».

وأضاف «ان هذه العمليات تجري فعليا على كل خط الجبهة قرب دونيتسك وكذلك في الجنوب».وأكد ان القوات الاوكرانية «تسيطر» على الوضع من خلال «صدها الهجمات وشنها هجوما مضادا».وتستعد اوكرانيا للرد بعد انسحابها من مطار دونيتسك الذي بات تحت سيطرة المتمردين الموالين لروسيا، وبعد يوم دام تخللته معارك وعمليات قصف اسفرت عن سقوط اكثر من 40 قتيلا في الشرق الانفصالي.

من جانبه قال وزير خارجية لاتفيا ادجارس رينكفيكس الذي يلعب دورا مهما ممثلا دبلوماسية الاتحاد الأوروبي أمس إن تجدد العنف في شرق أوكرانيا يعرض اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا للخطر وحذر من أن الاتحاد قد يبحث فرض اجراءات جديدة لمعاقبة موسكو.

ويلقي تجدد القتال في مدينة دونيتسك بشكوك متزايدة على اتفاقات هدنة تم توقيعها في مينسك في سبتمبر الماضي.

وقال الوزير للصحفيين في ريجا «إذا لم تنفذ روسيا أو لم تقبل تنفيذ هذه الاتفاقيات ونحن نواجه وضعا خطيرا للغاية بالطبع ففي هذه الحالة أعتقد أنه ينبغي علينا البحث على مستوى الاتحاد الأوروبي في شكل الضغوط الإضافية التي يمكن أن نلجأ إليها أيضا.»

وزار رينكفيكس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي كييف وموسكو قبل أسبوعين وقال إنه استشعر إمكانية حل الأزمة.

لكنه قال أمس إن الموقف الآن «سيء للغاية» وتساءل عن إمكانية بقاء اتفاقيات مينسك أساسا للتوصل الى اتفاق.

من جانبه قال روبرت كولفل المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أمس إن عدد القتلى جراء الصراع في أوكرانيا الذي بدأ في أبريل الماضي يفوق حاليا 5000 وربما يكون العدد أكثر بكثير.

وقال كولفل في مؤتمر صحفي في جنيف بسويسرا إن «التصعيد الملحوظ في الاقتتال تسبب برفع عدد القتلى إلى 5086 شخصا ونخشى أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بشكل بكثير.»

وأشار إلى أن عدد القتلى يشمل 262 شخصا قتلوا أثناء القتال بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين الموالين للروس في الأيام التسعة الماضية وهي «الفترة التي تخللها سقوط أكبر عدد من القتلى» منذ إعلان وقف إطلاق النار في أوائل سبتمبر الماضي.

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إلى أن القوانين الأمنية الجديدة للحكومة الأوكرانية ربما تعيق جهود إيصال المساعدات إلى مناطق الصراع في شرق أوكرانيا وتجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة إلى اللاجئين.