فنان مصري يستخدم دمى زجاجية ليصور الحروب الصليبية من خلال أعين عربية

دوسلدورف- «د.ب.أ»: يقلب الفنان المصري وائل شوقي المولود في الإسكندرية الطاولات، ويجبر الدول الغربية على أن تلقي نظرة على التاريخ الأوروبي من منظور عربي.

وخلال العامين الماضيين تلقى شوقي الإشادة بشكل خاص لأفلامه المسماة « كباريه الحروب الصليبية». وتستخدم سلسلة الأفلام دمى مصنوعة من الزجاج لاستكشاف الحروب الصليبية التي دارت في العصور الوسطى، والتي شنتها أوروبا المسيحية ضد المسلمين في الشرق الأوسط في نفس الأماكن في الغالب الأعم التي تعصف بها الصراعات الآن مرة أخرى.

وتصور الدمى التي نصفها أشخاص ونصفها الآخر من المخلوقات الأسطورية التي على شاكلة الأطفال ولكنها في نفس الوقت تبدو متوحشة، الأحداث المهمة التي جرت أثناء الغزوات خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وهي تتحدث باللغة العربية الفصحى.

وبعرض الجزء الأخير من الثلاثية وهو باسم «أسرار كربلاء»، يدعو شوقي المشاهدين الغربيين إلى الاقتراب بدرجة أكبر من وجهة النظر العربية إزاء ما جرى من وقائع.

وفي إطار أول معرض كبير لشوقي في ألمانيا، أتيحت الفرصة لزوار متحف «إن آر دبليو كيه 20» في دوسلدورف للفرجة من وراء شاشة زجاجية في أواخر أكتوبر الماضي، بينما كان شوقي وفريق من المصورين والممثلين يسجلون مناظر من الفيلم.

وتم عرض الفيلم للجمهور لأول مرة في الرابع من ديسمبر الفائت، وتستقي الثلاثية السنيمائية التي ستعرض في متحف الفن الحديث بنيويورك العام المقبل، أحداثها من كتاب صدر عام 1984 من تأليف الكاتب الفرنسي الذي ينحدر من أصل لبناني أمين معلوف وهو بعنوان «الحروب الصليبية بعيون عربية». ويقول شوقي الذي درس الفنون في مصر والولايات المتحدة «إن الحروب الصليبية كانت أول صدام كبير بين الشرق والغرب». ويرفض شوقي فكرة أن أفلامه تأتي كرد فعل سياسي إزاء عمليات العنف الجارية حاليا في منطقة الشرق الأوسط، ويشير إلى أنه بدأ في إخراجها عام 2010 قبل أن تبدأ ثورات الربيع العربي.

ويضيف قائلا «لا يمكنك أن تهرب من الواقع، وأنت ترى أحداثا في الفيلم تذكرك بكثير مما يجري حاليا.»

ولا يعتقد شوقي أن «التاريخ عبارة عن نسخة واحدة»، وهي وجهة نظر انعكست في أفلامه، ويتم تعليق الدمى بخيوط مرئية وعصي، حتى تبدو القصص كما لو كانت إخراجا مسرحيا.

وتغطي الثلاثية الفترة 1095-1204، منذ دعوة البابا أوربان الثاني إلى حمل السلاح حتى سقوط القسطنطينية، ويظهر الفيلم الأول كيف اتسم رد فعل مجتمع إسلامي متحضر للغاية بالذهول والرعب إزاء هذا الغزو من جانب البرابرة القادمين من الغرب والذي حول مدينة القدس إلى أنقاض.

ويعد الجزء الثالث من الثلاثية مزيجا رائعا من المسرح والفيلم، وليست الدمى وحدها هي التي تتحرك، وإنما أيضا المناظر التي وضعت فوق خشبة مسرح مصنوعة من ثلاث حلبات يتم تحريكها بمحرك.

ولا توحي خشبة المسرح فقط بالاعتقاد الشائع بين العامة في العصور الوسطى بأن الأرض مسطحة، ولكنها ترمز أيضا إلى فقدان القوة والنفوذ من منطقة الشرق الأوسط من جراء الحروب الصليبية.

وفي النهاية يتم تكسير كل شيء إلى شظايا، مما يمثل كناية عن القوة التدميرية للمحاربين المسيحيين المتعصبين. ويتضمن الفيلم أيضا إشارات إلى معركة كربلاء التي وقعت عام 680 ميلادية،