اضاءة – أســـعـد اللـحظات

سالم بن حمدان الحسيني –

ما أسعدها من لحظات وما أروعها من ليلة نسجت خيوطا ذهبية وأرسلت أشعتها النورانية لتضيء أصقاع الأرض بنور القرآن.. إنها اللحظات التي شهدت تكريم تلك الكوكبة المباركة من مشاعل النور والإيمان حفظة القرآن الكريم وقارئيه.. إنها الكوكبة التي تعهدتها الأيادي المباركة بالغرس والسقيا فلهجت ألسنتها بالدعاء له بالصحة والعافية والعمر المديد والعودة الحميدة لشعبه ووطنه.. حق لهم الدعاء لجلالته فقد ألبسهم تيجان القرآن، وكرّمهم على رؤوس الأشهاد يفخرون به أبد الدهر. ولم يقف المشهد عند هذا الحد فقد كلّف جلالته – حفظه الله – سماحة الشيخ الجليل المفتي العام للسلطنة بترصيع تلك التيجان بجواهره النفيسة ودرره الثمينة التي أفاضها عليهم سماحته بنصائحه الأبوية وتوجيهاته السديدة لتكون لهم زادا ونبراسا يستهدون بها وهم يمخرون عباب الحياة حتى يصلون إلى بر الأمان بسلام واطمئنان.ثمانية عشر مصباحا أشعلتها تلك المسابقة المباركة هذا العام.. لتنضم إلى سابقاتها من القوافل التي أنجبتها مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم على مدى 24 عاما.. لتسير مع سابقاتها ولاحقاتها حاملة نور الهداية للناس كافة ترسل شعاعها المبارك ليضيء شتى بقاع الارض.

أهل القرآن هم أهل الله وخاصته اصطفاهم الحق سبحانه من بين خلقه للضلوع بهذه المهمة العظيمة.. مهمة أداء الرسالة وتبليغها إلى الناس كافة.. انها الكوكبة التي يعلق عليها الوطن الكثير من الآمال ويعقد عليها الكثير من الطموحات لأن الأمة اليوم في حاجة ماسة إلى من ينير لها الطريق وينقذها من الهوة السحيقة التي وقعت فيها.

لقد تزامنت تلك المناسبة مع مناسبة ذكرى ميلاد خير البشرية.. الذكرى التي فاح عبيرها شذى عطّر ارجاء المعمورة من أقصاها إلى أقصاها.. وجاءت متناغمة مع احتفالات الوطن مع سائر البلاد الإسلامية بالذكرى العطرة لميلاد خير البشرية عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام.. ذلك النور الساطع الذي أنار الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها وامتد نوره إلى أصقاع الدنيا.


عطّر الكون شـــذى

ميلادكم خير الرسل

والخير أقبل مسرعا

والشر ولّى وارتحل

يا ســــيدي يا خير من

جاء إلى الدنيــــا وهل

حاز المحبة في القلوب

وحلّ في أعلى محــل

في يوم مولده العظيم

عجبا لأمر قد حصل

نار المجوس قد انطفت

من قبلُ كانت تشـــتعل

إيوان كسرى تصدعت

اركانه والخطـــب جل

وسـاء ســـاوة ماؤهـا

وانهدّ ركن من «هُبَل»

والمزن من فرح اللقاء

أهـلّ دمعـــــات المقــل

فاعشوشبت واخضوضرت

أرض الجزيرة حين هلّ

والزهــر أشـرق باسمــا

ففـــــاح ريحــانا وفـــل

فصـلاة ربي والســــلام

عليك يا خيـر الرســـــل