في المرمى .. إخفاق وغياب المحاسبة

hamed

حمد الريامي -

لم يكن هبوط منتخب الكرة الطائرة اضطراريا الى سلم الترتيب العام في بطولة الخليج الأخيرة التي اقيمت في ضيافة العاصمة القطرية الدوحة بل كان سقوطا مدويا عندما احتل المركز الأخير ليعيدنا مرة اخرى الى سنوات وسنوات الى الوراء ويذكرنا بالبدايات الأولى في مشاركاتنا الخليجية بالرغم من تحسن مراكزنا خلال السنوات الأخيرة والتي ودعنا فيها المركز الاخير وقبل الأخير ايضا.

وعلى الرغم من هذا الاخفاق المدوي الا انه لم يتطرق اليه أحد ولم يتدخل المعنيون في مناقشته ولم نسمع بأن الاتحاد لديه النية في عقد اجتماع طارئ لمناقشة هذه المشاركة السلبية وان كانت الجمعية العمومية دائما تعيش في سبات عميق التي لا يهمها سوى حضور اجتماع الانتخبات في اختيار الشخص غير المناسب في المكان المناسب ولذلك السبب آلت نتائج منتخب الكرة الطائرة والمنتخبات الأخرى الى ما آلت إليه.

ما يضع علامة الاستفهام الكبيرة هو الاداء غير المقنع الذي قدمه المنتخب في هذه المشاركة بالرغم من الاستعدادات الجيدة التي سبقت البطولة من خلال المعسكر الداخلي وان كانت غابت عنها المباريات الودية التجريبية التي تحدد مستوى وجاهزية المنتخب وذهبنا ونحن متيقنون بأننا سنشارك من أجل المشاركة فقط ببعض الخبرات القليلة وعدد من الوجوه الجديدة التي لم تتمكن حتى الآن من وضع اقدامها في الميدان ومقدرتها على الصمود ومواجهة المنتخبات التي بالفعل تلقينا في جميع المباريات الخسارة تلو الأخرى دون ان يخرج اي بيان او اعتذار من الاتحاد وهذا هو الحال لدى جميع اتحاداتنا في السلطنة.

هذه الاشكالية اصبحت عالقة لدى المنتخبات الوطنية بداية من كرة القدم ومرورا الى الكرة الطائرة واليد والسلة والهوكي والتي تمثل اللعبات الجماعية والتي تصرف عليها الملايين من الريالات سنويا كرواتب للاجهزة الفنية والادارية والمعسكرات الداخلية والخارجية وفي نهاية المطاف نعود بخفي حنين من البطولات التي نشارك فيها على المستوى القاري والاقليمي ناهيك عن الدولي الذي ما زلنا نحلم بوجودنا فيه منذ 43 سنة مضت وتحقيق المركز الثالث على الاقل لكي نتغنى بأنه انجاز يمسح هموم واحزان الجماهير التي اعتادت على هذا الاخفاق.

الكل يجمع على ان كرة القدم هي اللعبة الشعبية الاولى وهي التي تتجهه اليها الانظار في الانجازات والاخفاقات ولكن يجب ان لاننسى أن اللعبات الأخرى لها جماهيرها ومتابعوها ايضا والذين غالبا ما يتساءلون عن نتائج مشاركاتها الخارجية والذين يصابون بخيبة الامل عندما يكون نصيبنا المركز الأخير بالرغم من الاحلام الوردية التي يفرشها الاتحاد ومعه الجهاز الفني والاداري قبل السفر باننا ذاهبون للمنافسة وتحقيق المراكز الاولى وفي النهاية يكون مركزنا الاخير او الخروج المبكر من الدور الاول من تلك البطولة.

أخيرا .. هل تستفيق الجمعيات العمومية من سباتها العميق في محاسبة الاتحادات الرياضية عن الاخفاقات المدوية في مشاركاتنا الخارجية، أم أن الأمر عادي فهي اعتادت على ذلك، حتى وان اجتمعت لا تخرج بنتيجة من ذلك الاجتماع، وكأن الأمر شيء لم يكن.