باريس- (أ ف ب) : بين معاهدة بريست-ليتوفسك الموقعة قبل نهاية الحرب بين البلاشفة والامبراطوريات الوسطى ومعاهدة لوزان التي ابرمت مع تركيا في يوليو 1923، وقعت القوى المتناحرة فيما بينها ما لا يقل عن 16 معاهدة سلام فيما يلي ابرزها:
- بريست-ليتوفسك (3 مارس 1918):
الجمهورية البلشفية الفتية المنبثقة عن ثورة اكتوبر في روسيا توقع معاهدة بريست-ليتوفسك مع الامبراطوريات الوسطى، لتضع حدا للمعارك على الجبهة الشرقية، لكن روسيا تخسر قسما كبيرا من اراضيها الغربية لحساب المانيا (بولندا، منطقة البلطيق وفنلندا خصوصا) واكثر من 30% من سكانها.
- فرساي (28 يونيو1919):
وقعت المعاهدة في قاعة المرايا في قصر فرساي لتنهي الحرب بين المانيا والحلفاء. اعتبرت المانيا التي لم يؤخذ رايها، المسؤولة الوحيدة عن النزاع وقسمت الى شطرين يفصلهما ممر دانزيغ الذي عزل بروسيا الشرقية، كما خسرت 15 % من اراضيها (ضمنها منطقة الالزاس واللورين التي اعيدت الى فرنسا) و10% من سكانها، وخسرت ايضا كل مستعمراتها وفرضت عليها “تعويضات” مالية خصوصا لفرنسا، ووضعت منطقة السار تحت سيطرة عصبة الامم التي انشئت بموجب المعاهدة بمبادرة الرئيس الامريكي وودرو ويلسون لتكون منبرا لتسوية الخلافات بطرق سلمية بين القوى العظمى، وتلقت المانيا التي شعرت بانها اذلت، بعدائية عنيفة “الامر المفروض” في فرساي والذي سيغذي مشاعر الضغينة لفترة طويلة وكذلك الدعاية النازية.
- سان جيرمان ان ليه (10 سبتمبر 1919):
معاهدة سان جيرمان ان ليه بين الحلفاء والنمسا ادت الى تفكيك امبراطورية هابسبورغ التي عاشت سبعة قرون، الى ست دول جديدة كليا او جزئيا، وفق المبدأ الذي طرحه الرئيس ويلسون وهو “حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها”، وذلك التقسيم اصبح مصدر توترات عديدة لاحقة، وضمت تشيكوسلوفاكيا التشيك والسلوفاك وايضا اقليات كبيرة المانية في بوهيميا او مجرية في سلوفاكيا، وضمت رومانيا منطقة ترانسلفانيا وبيسارابيا فيما ضمت يوغوسلافيا سلاف الجنوب، وتلقت بولندا غاليسيا النمساوية القديمة وكذلك اراضي انتزعت من المانيا مثل بوسنانيا او سيليسيا العليا، ولم يبق من الامبراطورية القديمة سوى النمسا كدولة صغيرة المانية فقط بمساحة 83 الف كيلومتر مربع (تعد 6,5 مليون نسمة)، ودولة المجر الصغيرة (92 الف كلم مربع و8 ملايين نسمة).
- معاهدة نوي (27 نوفمبر 1919 :
وقعت معاهدة نوي بين الحلفاء وبلغاريا التي دخلت الحرب في 1915 الى جانب المانيا
وادت الى تغيير في حدود بلغاريا: الحاق منطقة كاملة بغرب الدولة اليوغوسلافية الجديدة، والى شمال شرق رومانيا وجنوب اليونان الذي تلقى القسم الاكبر من تراقيا الغربية.
- معاهدة تريانون (4 يونيو 1920):
معاهدة تريانون انتزعت من المجر المنفصلة عن النمسا منذ 31 اكتوبر 1918، ثلثي اراضيها فيما اصبح ثلاثة ملايين مجري في الخارج القسم الاكبر منهم في رومانيا.
- معاهدتا سيفر (10 اغسطس 1920) ولوزان (24 يوليو 1923):
معاهدة سيفر التي فككت اوصال السلطنة العثمانية رفضت من قبل القوميين الاتراك الذين تجمعوا حول الجنرال مصطفى كمال الذي واصل المعارك ضد الارمن واليونانيين والفرنسيين، وبفضل انتصاراته العسكرية فرض الرجل القوي الجديد في تركيا معاهدة جديدة على الحلفاء وقعت في لوزان في 24 يوليو 1923.
واحتفظت تركيا التي اصبحت جمهورية بمنطقة الاناضول والمضائق لكنها خسرت كل المناطق العربية التي كانت تابعة للسلطنة العثمانية. واصبحت فلسطين وبلاد ما بين النهرين تحت الانتداب البريطاني، وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي. وترجمت نهاية الامبراطورية العثمانية بتبادل كبير للشعوب، اذ غادر نحو 1,3 مليون يوناني منطقة آسيا الصغرى فيما غادر نحو 500 الف تركي اليونان.