القرى الساحلية بولاية جعلان بني بوعلي ترفد مهنة صيد السمك بـ4900 صياد يعملون على 2130 قاربًا وسفينة


◄ "الأزيب " و"الكوس" تمنع الصيادين من ارتياد البحر وتقلل المعروض من الأسماك


جعلان بني بو علي - العمانية


تتمتع القرى الساحلية بولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية -الممتدة على الشريط الساحلي لبحر العرب والمحيط الهندي- بوجود ثروة سمكية كبيرة ذات نوعية جيدة ومرغوبة؛ حيث امتهن أهاليها مهنة الصيد باعتباره مصدرا مهمًّا لرزقهم ومهنة أجدادهم وفرصة عمل لأبنائهم.


وتعتبر مهنة الصيد موردا اقتصاديا طبيعيا متجددا ومصدرا مهمًّا من مصادر الدخل لسكان هذه القرى؛ حيث يبلغ عدد القرى الساحلية التابعة للولاية أكثر من 24 قرية ساحلية تمتد على الشريط الساحلي بمسافة تقدر بـ200 كيلو متر تقريبا، وتشتهر بشواطئها الجميلة ورمالها الذهبية، كما أنها منطقة جذب سياحي يتوافد إليها الزوار من جميع محافظات وولايات السلطنة للاستمتاع بجوها المعتدل طوال فصول السنة.


ومهنة صيد الأسماك من المهن التي يتميز بها أهالي هذه القرى الساحلية التي تشتهر بثروة سمكية كبيرة ومتنوعة منها أسماك السطح وهي السهوة, والجيذر, والكنعد, والخباط وأسماك القاع الشعري, والكوفر, والهامور والرخويات مثل الحبار, والروبيان, وكذلك الشارخة.


وتبدأ رحلة الصياد في هذه القرى منذ الصباح الباكر عندما تتسلل أشعة الشمس ناثرة خيوطها الذهبية على سطح البحر؛ حيث منظر القوارب كأنها لآلئ مرصعة على سطح البحر ويدخل الصياد البحر بواسطة القوارب الساحلية التي يبلغ طولها 23 قدمًا مزودة بأدوات الصيد ومعدات السلامة.


وقبل النزول إلى البحر، يتم التأكد من جاهزية محرك القارب وتزويده بالوقود ومشتقاته وتستغرق الرحلة ست ساعات إلى بعد الظهيرة ويقود القارب النواخذة والبحارة وتختلف الرحلة باختلاف نوع الصيد منها الحداق ورمي الشباك.


وقد شرعت وزارة الزراعة والثروة السمكية القوانين والأنظمة لإدارة هذا القطاع المهم والحفاظ على مخزوناته؛ وذلك من خلال تحديد مواسم صيد الأسماك بغرض تكاثرها ومنها موسم صيد الشارخة الذي بدأ ببداية الشهر الجاري ويستمر إلى نهاية شهر أبريل. وتعتبر الشارخة من الثروات السمكية المهمة في السلطنة لما تتميز به من قيمة غذائية وزيادة الطلب عليها في الأسواق المحلية والعالمية، وتعيش هذه النوعية في البيئة الصخرية ويتم اصطيادها بواسطة الشباك.


أما في شهر أغسطس، فيبدأ موسم صيد الحبار ويعرف محليا بـ"الغترو"، ويًعد من الرخويات ويتكاثر في فصل الصيف، ويعتمد عليه الكثير من الصيادين باعتباره من المواسم المهمة بعد موسم صيد الشارخة، ويتم صيده عن طريقة السنارة؛ حيث يوضع في مقدمتها طعم على شكل سمكة السردين مصنعة من مادة البلاستيك وتسمى "الصلافية". وفي بداية شهر فبراير تتكاثر أسماك السطح منها "الخباط والكنعد والعندق"، ويتم اصطيادها بالطريقة التقليدية منها الحداق والهيال والغيوبي والكسر السب. والشباك المستخدمة في عملية الصيد هذه يتراوح طولها من 175 و200 ياردة ويتم اصطياد تلك الأسماك بواسطة قوارب حرفية تسمى ستيمة أو السنبوق ويعمل بها من شخص إلى ثلاثة أشخاص من الصيادين الحرفيين.


وفي مرحلة البيع يأخذ الصياد الاسماك إلى اقرب مصنع أو شركة أسماك؛ حيث توجد في هذه القرى الساحلية العديد من مصانع الثلج التي تعمل على حفظ الأسماك وتصديرها إلى الأسواق المحلية والخارجية بواسطة سيارات نقل الأسماك التي توفر فرص عمل للمواطنين.


ولا تخلو مهنة الصيد من بعض التحديات التي تواجه الصيادين الحرفيين منها تقلب البحر وسوء الأحوال الجوية مما يحول دون نزول القوارب للصيد، خاصة في الشتاء مع هبوب (الأزيب) وهي رياح شمالية ويترتب على ذلك نقص في تصدير الأسماك إلى الأسواق المحلية. أما في فصل الصيف، فيتسبب ارتفاع الأمواج وهبوب الرياح الموسمية (الكوس) القادمة من بحر العرب في قلة نزول قوارب الصيد ايضا نظرا لخطورة ارتياد البحر في هذا الوقت وكذلك انتقال اهالي القرى الساحلية الى مركز الولاية في فترة الصيف وهي فترة (القيظ).


وكان لوزارة الزراعة والثروة السمكية الدور البارز في تنمية ودعم القطاع السمكي ومساعدة الصيادين وتشجيعهم المتواصل على الاستمرار في مهنة الصيد. ويتمثل دعم الوزارة في إنشاء الموانئ والأرصفة البحرية وإصدار الرخص اللازمة لمزاولة هذه المهنة.


ويصل عدد الصيادين الذين يحملون الرخص لمزاولة الصيد في قرى ولاية جعلان بني بوعلي حتى نهاية 2013 أكثر من 4900 صياد وبلغ عدد قوارب الصيد الساحلي بالولاية 1950 قارب صيد و692 ناقل أسماك و184 سفينة صيد حرفي.