هل ينطبق المثل القائل أهل مكة أدرى بشعابها على دور الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم في وضع الاستراتيجية للتطوير؟ وهل دورها فعال أم ضعيف أم متواضع لتحقيق الهدف المنشود !!
وهل ساهمت الاستراتيجية التي وضعها اتحاد كرة القدم لوضع الرياضة في صناعة مزدهرة بعد سبع سنوات من بقائه في المجلس على الرغم من أن الاتحادات الرياضية ليست هياكل إدارية تابعة لوازرة الشؤون الرياضية بل هي هيئات خاصة ذات نفع عام تتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة وتختص في إدارة شؤون اللعبة التي تشرف عليها من جميع النواحي الفنية والمالية والتنظمية وكذلك إعداد المنتخبات الوطنية لمختلف الاستحقافات الرياضية، ويعتبر المجلس هو السلطة التنفيذية للاتحادات فإن الجمعية العمومية لها صلاحيات مهمة واعتماد المزانية والحساب الختامي للسنة المالية المنتهية واقرار الميزانية المالية للسنة القادمة واختيار مدقق حسابات ،ومنحت القوانين الوطنية الجمعية العمومية للاتحادات الرياضية صلاحيات وضع الأنظمة الأساسية وتعديلها وتقييم أداء مجالس الإدارة المنتخبة ومساءلتها في الجوانب الفنية والإدارية والمالية ويمكن الدعوة لانعقاد الجمعية العمومية غير العادية لمناقشة أي موضوعات وذلك من خلال طلب يقدمه ثلث أو خمس عدد الأعضاء ووفقا للنظام فإنه يمكن مساءلة مجلس الإدارة ومحاسبته أو إبطال قراراته أو إسقاط العضوية عن عضو أو بعض من أعضائه أو إقالة مجلس الإدارة وذلك بأغلبية محددة بالثلثين من الأعضاء .
وفي تحقيق أجراه «عمان الرياضي» حول دور الجمعية العمومية هل هو فعال أم ضعيف؟ لم يتردد بعض الأعضاء الى القول أن الدور غائب ويتسم بالمجاملات وغياب الطرح الفعال خلال الاجتماعات وأشار البعض الى أن هناك حراكا ايجابيا في الفترة الماضية شهدته الجمعية العمومية ولكن ينبغي ان يكون لها مرئيات أفضل وهذا الحراك جاء من العناصر الشابة.
وتثار كثير من الأسئلة قبل عقد اجتماع الجمعية الذي يقعد في السادس والعشرين من الشهر الحالي ومن بينها ماهي الموضوعات التي سيتم طرحها وهل هناك حلقة تواصل بين الأعضاء للتنسيق حول أهم النقاط التي يمكن مناقشتها.
حراك إيجابي
أكد الشيخ سلطان الحوسني رئيس مجلس الإدارة بنادي الخابورة أن دور الجمعية العمومية باتحاد كرة القدم غير فعال بالصورة المطلوبة على الرغم من أن هناك حراكا ايجابيا في الفترة الماضية شهدته الجمعية مؤكدا أن الجمعية ينبغى أن يكون لديها مرئيات أفضل، وقال: يجب أن نكون واقعيين هناك حراك إيجابى من الدماء الشابة في الأندية وهذا الحراك بحاجة إلى وقت لكي يؤتي بثماره ومردوده وبلا شك نحترم أصحاب الخبرات السابقة ممن قدموا الكثير للرياضة العمانية ولكن أتصور بأننا بحاجة إلى فكر جديد ومتفتح ومدرك للرؤى المستقبلية التى يمكن أن تتحقق وتعود بالنفع على الرياضة وهنا لابد لنا أن نؤمن بأن ذلك يحتاج إلى مزيد من الوقت وسوف يكون له مردود على الكرة العمانية وفقط المطلوب الصبر والتأني.
المطلوب إفرازات إيجابية
وقال: تمنيا أن يكون دور الجمعية العمومية أكثر فعالية ونجد هناك إفرازات إيجابية من هذه الفعالية المنشودة لكن للأسف لا توجد إلى الآن والأسباب تتعدد، ونحن لسنا بحاجة إلى صراخ في يوم الاجتماع مشابه لبعض اجتماعات مجلس الشورى الذي نسمعه أحيانا في الجلسات التى تبث عبر قنوات ووسائل الإعلام والذي لا نلمس له نتائج على أرض الواقع باستثاء عرض عضلات عبر اللسان والصوت العالي والواقع كما هو لا يتغير ولا يتحسن ولا يشعر المواطن بفائدته المنتظرة التي يتشوق لها عبر صوت ممثله الذي يصدح بالصوت العالي، نحن نطمح في طرح الموضوعات بهدوء أثناء النقاش في اجتماعات الجمعية العمومية ونريد أذان صاغية وقلوب نظيفة خالية من أفكار ومعتقدات الضد والخصم.
أضاف: كما أنه على الرغم من الصلاحيات الممنوحة للجمعية العمومية وفق النظام الأساسى وبقية النظم في داخل السلطنة والتي تكفل الحق لصاحبه أو وفق النظم الدولية إلا اننا نجد أنها غير مستوعبة للبعض، كما أن هناك المجاملة التي تطغى على حساب الرياضة ومصلحة الرياضة ومنتسبيها وهذا موجود في كل الجمعيات العمومية وليس فقط في كرة القدم حيث تخسر الرياضة الكثير
ينقصنا الصراحة
وقال الشيخ سلطان الحوسني: يبقى للأشخاص احترامهم ولابد ان ننتقد عمل الأفراد أو المجموعات في العمل وفي الجانب الآخر نحتاج إلى أذان صاغية تستمع بهدوء وتدرك أن كل شخص يبادر إلى الانتقاد لايعني أنه عدو لهم أو خصم كما يحدث في الحقيقة حاليا، حيث أن من انتقد العمل يصنف في خانة الخصم !!
وينقصنا الصراحة في اجتماعات الجمعية العمومية فهناك الكثير من الكلام الإيجابي والهادف الذي نستمع له كثيرا قبل الجمعية العمومية وعندما تأتي ساعة المناقشة يختفي كل شيء ويسيطر الوجوم على بعض الأشخاص ممن طرحوا هموما ونقاشات عديدة سابقا ويتحولون إلى مستمعين فقط أو إلى خط الدفاع الأول وهذه مصيبة وهنا علامة تعجب !! ما نتمناه ونرجوه هو أن نبتعد عن المجاملات ولابد أن نتحدث باسم الوطن لأننا جئنا من خلال جمعيات عمومية لخدمة شريحة كبيرة ومهمة من أبناء المجتمع لذلك يجب علينا أن نبتعد عن المجاملات، وعلى الطرف الآخر أن يدرك أننا لسنا ضده بل ضد طريقة إدارته للعمل واجتهاداته في العمل يمكن أن تكون غير صائبة أو صحيحة أو واقعية في بعض الأحيان.
وقال الحوسني: قد يزعل أو يتحسس البعض من كلامي ولكن هذه الحقيقة فلابد أن نترك فكرة ( التحزبات ) لخدمة هدف واحد ونكون أكثر منطقية وواقعية ونتناقش ونتجادل من أجل هدف واحد وهو الرياضة العمانية بعيدا عن المصالح الشخصية أو الفردية!، لا ننكر الاجتهادات التي تبذل لكن لابد أن نؤكد أن هناك اجتهادات غير واقعية وغير صحيحة يمكن أنها تؤدي إلى الإضرار بالعمل بدلا من تطويره وتقدمه، كما أنه من المهم والضروري جدا أن نخرج من عباءة الشخص الأوحد الذي ينسب له الصواب والنجاح والمجد وأيضا ينسب له الخطأ والإخفاق والفشل فالعمل جماعي ومشترك ومن يجد في نفسه عدم القدرة عليه أن يتحلى بالشجاعة ويعلن انسحابه وتخليه عن المهمة وإذا ما كانت المسببات ليست من الفرد نفسه فإنه مطالب بتصحيح الأخطاء بقدر المستطاع في البيت الداخلي أو ليكون أكثر جراءة ومصداقية ويطلع الأطراف ذات العلاقة بحقيقة الأمر ليكون هناك تصحيح مشترك متوافق ومتفق عليه لإصلاح الإعوجاج الذي أوجده البعض في العلاقة بين الجهة واالأطراف الشريكة.
غياب التنسيق
لم يتردد عبدالله الكثيري رئيس نادي صور في التأكيد أن دورها ضعيف وقال إنها غير متفقة في الأراء والمقترحات فكيف يكون لها دور وهذا بسبب الأندية وممثليها ليس لهم قوة مؤثرة فكيف يتخذ القرار إذا لم توجد مساندة !!
وتساءل من أتى بالاتحاد إلا الجمعية العمومية فهي القادرة على أن تزيحه أيضا فمثلا المليون ريال هي توجيه من مولانا حضرة صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه – للأندية ولابد أن نجد الحلول المناسبة فمثلا في نادي صور أنشأنا صالة كلفتنا خمسائة الف ريال وهي تحتاج الآن إلى صيانة دورية وزيادة في المرافق فأين هذا المبلغ ولقد اجتمعنا مع معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية في المصنعة قبل فترة ولكن أعضاء الجمعية العمومية لم يتفقوا على رأي موحد وأثناء الاجتماع لدى الأعضاء فرصة لطرح الأراء والاعتراض ولكن للأسف بعد نهاية الاجتماع تتساءل عن دورها على الرغم من أن الفرصة كانت مواتية لكنها بعضها لايطرح أي شيء وهنا الضحية الأندية !!
سلاح ذو حدين
محمد اليحمدي رئيس نادي بدية كان أكثر (دبلوماسية ) في إجابته المقتصرة فقال:إن الإجابة على السؤال سلاح ذو حدين إذا قلنا انه فعال نناقض أنفسنا وإذا قلنا ضعيف فإن توجهنا أن نتحفظ على الحديث حتى لايتحسس الآخرون !
وقال على كثرة اجتماعات الجمعيات العمومية فيها لوم وعذر ونتمنى أن يكون أفضل في المرحلة القادمة لأن هناك توجها حكوميا يعطي صلاحياتها ويجب أن نكون واقعيين دورها يفترض أن يكون أفضل.
أضاف لقد طالبت بأن يكون اجتماع الجمعية منقولا مباشرة على الهواء ليكون رافدا لكشف دورها لأن الجانب الإعلامي مهم فمتى مانقل مثل الحدث الرياضي يكون وضعها أفضل وتوضح الدور الذي يقوم به العضو ويجب أن نكون حذرين في التعامل وأنا لا أريد إلا حقي كرئيس ناد وفي اجتماع الجمعية المقرر في التاسع والعشرين من الشهر الحالي نسعى للقيام بعمل مختلفوكلامي يجب ان يكون موجها وأما بالنسبة لدور الجمعية فإنها ثقافة جديدة وهناك أشخاص مجتهدون ودروها يحتاج إلى تعزيز وإضافات أكبر من خلال ممارسة النظام الذي كفله القانون.
الخروج بنتائج مكررة !
قال سالم المزاحمي رئيس نادي النهضة عن دور الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم: إنه لن يقول إن الدور ضعيف ولكن لو طرحت النقاط بعقلانية ومحددة فإن الأمر يكون أفضل لكن للأسف ما نلاحظه الآن (نخرج آخر الاجتماع وماسوينا شيء) !
وقال المزاحمي نحتاج إلى وعي في طريقة الطرح وماهو دور الجمعية العمومية؟ لأن هذه المشكلة غائبة عن بعضنا لهذا نخرج بدون نتائج ملموسة وبنفس ماحدث في الاجتماع السابق وأنا كعضو ليس مهمتى أن أناقش من الذي تم ( تفنيشه) أو من (أقيل) أو من تم تعيينه وأكثر المناقشات تدخل في موضوعات غير مهمة وليست جوهرية والمفروض أن نناقش خطة واستراتيجية الاتحاد في المرحلة القادمة وكيف نناقش سبعين أو ثمانين بندا لأن بعضها لا يجب ان تعرض على اجتماع الجمعية العمومية لأنها ليست من صميم عمل الجمعية لهذا أرى أن الدور غير فعالا ولو عرفنا ماهو درونا كأعضاء سيكون فعال لأننا لانعرف ماذا نريد !!
حلقات عمل لتثقيف الاندية
أضاف أن الوزارة يقع عليها دور أكبر من خلال إقامة الندوات وحلقات العمل لتثقيف الأندية والأعضاء ليس لاتحاد الكرة بل لكل الاتحادات الرياضية والتعريف بأهم الاختاصات ولتوضيح دور الجمعيات وليس شرطا أن تكون لرؤساء الأندية فقط بل لأعضاء مجالس الإدارات أيضا للاستفادة لأن الرؤية غير واضحة نظرا لغياب الأهداف التي تعقد من أجلها الاجتماعات بنسبة كبيرة وكأعضاء جمعية عمومية نتفق على مقترح أو مقترحين ثم نفاجأ أن ( كل ما اتفق عليه ) يختفي أو يتحول بشكل اخر وندخل في متاهات كثيرة وهذا مانلاحظه في كل الاجتماعات ومن خلال ذلك ارى ان الدور غير فعال الا اذا غيرنا انفسنا كأعضاء بمعنى ماذا نريد من اتحاد كرة القدم فالبعض يستلم ( ناقل الصوت )(المكرفون ) ويتحدث نصف ساعة بدون فايدة والمفروض اعرف ( ايش) اريد من المداخلة !! وفي حقيقة الامر فإنه لو اتفق على شخص معين للحديث وننتاقش بشكل عقلاني بدلا من تشابك الأفكار ونتوه في اكثر من موضوع غير مهم ومن ثم نخرج بدون فائدة !
وقال سالم المزاحمي ماذا نريد لتطوير الكرة العمانية لاننا لابد ان نفكر بعقلانية وبصوت عال ونتجرد من الانتماءات من الأندية ونتحدث عن مصالح عامة وليس لمصلحة أنديتنا لانه لو تطورت كرة القدم فبعدها تتطور اللعبات الأخرى في السلطنة.
البعض يتخذ موقف المهادنة
أكد سيف بن مبارك الرحبي رئيس نادي أهلي سداب أن دور الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم غير فعال باستثناء عدد بسيط من الأعضاء الذي يقوم بدوره الحقيقي على الرغم من الصلاحيات التي منحها القانون .
وأضاف هناك عدة عوامل منها عدم الاهتمام بالاجتماعات وعدم الحضور وأحيانا المجاملات واتخاذ موقف المهادنة وعدم الاكتراث بأهمية الموضوعات المطروحة او المشاكل التي يجب ان تطلع بها الجمعية العمومية رغم أن هناك قناعة لدى الكثيرين بأن على الجميع ان يقوم بدوره وان يفصح عما يراه ويلمسه وهذا حال كل الجمعيات العمومية مع الأسف الشديد


