◄ صلالة الأغزر إنتاجا.. و"الزراعة" تقنن الصيد لتعزيز المخزون
صلالة - العمانية
بدأ، أمس، موسم صيد الشارخة "جراد البحر الشوكي" في محافظات ظفار والوسطى وجنوب الشرقية، والتي تعد من الثروات البحرية المهمة التي تزخر بها مياه السلطنة، ويستمر الموسم شهرين. وبلغ إجمالي إنتاج السلطنة من الشارخة عام 2012م حوالي 243 طنا بارتفاع نسبته 54 بالمائة عن العام 2011م، وبقيمة إنتاجية بلغت مليونا و457 الف ريال؛ حيث يصل سعر الكيلوجرام الواحد من الشارخة إلى ما يقارب 6 ريالات عمانية. وتعد محافظة ظفار الأكثر إنتاجاً للشارخة فقد وصل إنتاجها إلى 131 طنا العام 2012م، تليها محافظة الوسطى بإنتاج قدره 91 طنا، ثم محافظة جنوب الشرقية بـ21 طنا. وينتشر النوع التجاري الأكثر إنتاجا من الشارخة في المنطقة المحاذية لبحر العرب؛ بدءاً من ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار إلى منطقة رأس الحد بمحافظة جنوب الشرقية.
كما توجد أنواع أخرى في مياه السلطنة؛ منها: الشارخة الملونة، خاصة في المنطقة الواقعة من شمال رأس الحد إلى محافظة مسندم، إلى جانب نوع من الشارخة يسمى أم الربيان ويتواجد في مياه بحر العرب، إلا أن هذه الأنواع أقل إنتاجا؛ حيث تقتصر مصايد النوع التجاري المهم حاليا على محافظتي ظفار والوسطى وأجزاء من محافظة جنوب الشرقية.
وسنت وزارة الزراعة والثروة السمكية الأنظمة والقوانين المتعلقة بتقنين صيد الشارخة منها ما يتعلق بوسائل الصيد الرشيد لهذه الثروة المهمة، وما يتعلق بتحديد فترات غلق مواسم الصيد سعيا منها للحفاظ على هذه الثروة المائية الحية، وإعادة مخزونها إلى الوضع الطبيعي؛ حيث تشير الإحصائيات إلى تعرض المخزون للتدهور والانخفاض بسبب الصيد الجائر في السنوات الماضية وطرق الصيد الخاطئة.
وتمنع القوانين الحالية صيد الشارخة باستخدام الشباك والحراب، والتي أدت إلى استنزاف وتدهور مخزونها كنتيجة للاستهداف المباشر بتلك الوسائل المضرة؛ مما أدى إلى انخفاض حاد في إنتاجها؛ وبالتالي تراجع مردودها الاقتصادي بشكل تدريجي وهي خسارة كبيرة على الصيادين الحرفيين بالدرجة الأولى.
ويسمح حالياً بصيد الشارخة باستخدام الاقفاص القراقير فقط وبدعم من قبل الحكومة؛ حيث تتميز الأقفاص بانتقائيتها في الصيد ويستطيع الصياد ارجاع الشارخة الصغيرة التي يقل طول درعها عن 80 ملليمترا، وكذلك الإناث المحملة بالبيض حية إلى البحر دعما للمخزون وإسهاماً في بقائه مورداً متجددا يستفيد منه الصيادون وأبناؤهم جيلاً بعد جيل.
وتحظر القوانين حيازة الشارخة خلال فترة إخصابها وتوالدها وعلى الصياد إعادة إناث الشارخة المحملة بالبيض إلى البحر في حالة اصطيادها؛ وذلك للاستفادة من العدد الهائل من صغار الشارخة التي يتم انتاجها منها وبالتالي المساهمة الكبيرة لتعزيز المخزون، حيث تستطيع انثى الشارخة ان تطلق من 100 ألف إلى 900 ألف بيضة خلال موسم التكاثر.
كما تمنع القوانين صيد الشارخة التي يقل طول درعها عن 80 ملليمترا ويتم قياس الدرع من خلال مقياس معين او شريط عادي او مسطرة.
وتعيش الشارخة بين الصخور والشعاب المرجانية القريبة من الساحل في تجمعات كبيرة وتعتبر محافظة ظفار إحدى المناطق الساحلية التي يشتهر شريطها الساحلي بوفرة هذه الأحياء البحرية؛ حيث توجد في المناطق الصخرية على طول هذه الشواطئ وتحتمي بالصخور والشقوق وهي ليلية المعيشة وتتغذى على الرخويات والاسماك. والشارخة من المنتجات البحرية ذات القيمة الاقتصادية العالية؛ حيث تأتي في المرتبة الثانية بعد الصفيلح من حيث الجودة والقيمة الغذائية والاقتصادية، ويعد طبق الشارخة من أهم الوجبات الغذائية البحرية لاحتواء لحمها على العديد من الفيتامينات والمعادن، إضافة إلى أنه قليل السعرات الحرارية.وتتم عملية صيد الشارخة بإنزال القفص إلى أعماق البحر في المواقع القريبة من الساحل ويثبت بين الصخور التي تعد البيئة المناسبة لحياتها حيث يتم تثبيته بكتلة من الحديد أو الأسمنت، بعد أن يتم وضع الطعم داخله، وهو عبارة عن مخلفات الأسماك أو قطع من أسماك السردين، كما يتم ربط القفص بحبل طويل توجد في نهايته عوامة تطفو على سطح البحر تساعد على معرفة موقع القفص.
وتدخل الشارخة إلى القفص عن طريق الفتحة الأسطوانية الموجودة به سيرًا إلى الخلف وعند استقرارها داخله تجد صعوبة في الخروج منه نظرا لهبوطها في قاع القفص وارتفاع المدخل عنها.
ويعتبر آخر الشهر القمري أفضل الأوقات وأنسبها لصيد الشارخة لصعوبة خروجها في منتصف الشهر نظرا لخوفها من رؤية الاسماك لها ليلا مع ضوء القمر وهذا ما يبرره امتلاء أقفاص الصيد في الأيام الأكثر ظلمة. ويهتم الصيادون عادة في هذا الموسم بصيد الشارخة نظرا لفارق السعر وكثرة الطلب، إضافة إلى سهولة استخراجها، ويُلاحظ أن أعداداً كبيرة من الصيادين احترفوا مهنة صيد الشارخة والعمل عليها كما ان التجار يتعاقدون مع مجموعات كبيرة من العاملين بالمهنة لاستقبال كل الكميات المصطادة وشرائها مقابل سعر يتفق عليه في بداية الموسم مع الالتزام ببعض الشروط التي تضمن الربح لكلا الطرفين. ويتم تحديد اسعار الشارخة حسب الطلب وكمية الإنتاج السنوي، والذي تم تحديده بشهرين فقط. ويتم استقبال هذه الكميات من قبل التجار ونقلها مباشرة في برادات ضخمة الى مركز البيع وتعد الشارخة ذات الحجم المتوسط والتي تصل إلى 800 جرام هي الأكثر طلبا في السوق العالمية وتصدر كاملة بينما يتم تصدير جزء من الشارخة التي تتجاوز هذا الوزن ويتمثل في اللحم فقط، بعد أن يفصل رأسها وإقدامها وكانت وزارة الزراعة والثروة السمكية قد نظمت ندوات إرشادية للصيادين اشتملت على محاضرات وصفت واقع مصايد الشارخة في السلطنة والأنظمة والقوانين المنظمة لصيدها؛ وذلك في إطار الاستعداد لبدء موسم صيد الشارخة الذي يستمر حتى 30 من أبريل المقبل.