الحصان الأسود

قبل انطلاق كأس العالم في البرازيل 2014، لم يرشح احد كوستاريكا حتى في لعب دور الحصان الأسود نظرا لرفعة مستوى المنتخبات التي وقعت في مجموعتها وهي إيطاليا بطلة العالم أربع مرات، والأوروجواي صاحب اللقب مرتين، وإنجلترا المتوجة مرة واحدة.

لكن بعد ثلاثة أسابيع على انطلاق العرس الكروي، يمضي لاعبو المنتخبات الثلاثة إجازتهم في أماكن مختلفة، أما لاعبو كوستاريكا فلا يزالون في صلب المنافسة، وكان آخر الضحايا منتخب اليونان بطل أوروبا عام 2004 الذي سقط على يد منتخب وسط أمريكا بركلات الترجيح، علما بان كوستاريكا أكملت الوقت الأصلي اعتبارا من الدقيقة 66 والوقت الإضافي بعشرة لاعبين اثر طرد مدافعها أوسكار دوارتي.

وبلغت كوستاريكا الدور ربع النهائي حيث ستلتقي مع هولندا السبت المقبل.

أحد أسباب نجاح المنتخب الكوستاريكي الذي لم يحقق أي إنجاز على مستوى قارته، هو حارس المرمى كايلور نافاس. فعلى مدى اربع مباريات، لم تمن شباكه إلا بهدفين احدهما من ركلة جزاء سجله مهاجم الاوروجواي ادينسون كافاني وثانيهما بعد أن اكمل فريقه المباراة ضد اليونان بعشرة لاعبين.

واختير نافاس افضل لاعب في صفوف فريقه مرتين بينها الأحد الماضي ضد اليونان حيث تألق في التصدي لأكثر من كرة خطيرة ونجح في التصدي لركلة ترجيحية سددها ثيوفانيس جيكاس.

بدأ هذا الحارس (183 سنتم، و27 عاما) الذي يلعب في صفوف ليفانتي الإسباني يفرض نفسه كأحد افضل الحراس في العالم في الآونة الأخيرة.

ويقول نافاس «بذلت جهودا كبيرة طوال مسيرتي والآن أنا أحصد ثمار ذلك. أنا سعيد لأن الناس تقدر ما أقوم به، هذا يعطيني دافعا إضافيا لكي أطور مستواي أكثر فأكثر. إنها لحظة رائعة وأنا أعيش الحلم واشكر الله على كل لحظة».

أما مدربه خورخي لويس بينتو فكال المديح للحارس بقوله «أعتقد بأنه أحد أفضل حراس المرمى في العالم في الوقت الحالي»، في حين اعتبره مدرب اليونان فرناندو سانتوس بانه رجل المباراة الأول ضد فريقه وقال في هذا الصدد «كان حارس مرمى كوستاريكا الرجل الأهم في المباراة. لقد قام بالتصدي لثلاث أو أربع محاولات في غاية الخطورة لنا، لولاه لكانت النتيجة مختلفة تماما».

إذا كان لاعبو كوستاريكا اعتمدوا أسلوبا دفاعيا نوعا ما ضد اليونان، فانهم كانوا اكثر ميلا للهجوم في الدور الأول من خلال تمريرات قصيرة سريعة نجحوا من خلالها في التفوق على الاوروجواي 3-1 وعلى إيطاليا 1-صفر.

ولم يقتصر التألق على حارس المرمى، بل ساهم أيضا في النتائج الرائعة التي حققها الفريق الوطني، كل من المهاجم جويل كامبل لاعب ارسنال المعار إلى اولمبياكوس، وقائد الفريق براين رويز لاعب وسط إيندهوفن الهولندي المعار إليه من فولهام ، بالإضافة إلى لاعب الوسط بولانوس.

وتألق كامبل بشكل لافت من خلال ضغطه المتواصل على مدافعي المنتخبات المنافسة وسجل أحد أهداف فريقه في مرمى الأوروجواي في المباراة الافتتاحية ولا شك بأنه سجل نقاطا أيضا أمام ناظري مدربه ارسين فينجر الذي لا بد وانه يفكر باستعادة خدمات مهاجمه.

اما رويز فهو مايسترو خط الوسط وضابط الإيقاع بفضل رؤية ثاقبة وقدرة على التحكم بالمباراة بقدم يسرى ساحرة بالإضافة إلى حسه التهديفي حيث سجل هدفين حاسمين الأول في مرمى إيطاليا سمح بخروج فريقه فائزا، ثم في مرمى اليونان 1-1 قبل أن يفوز فريقه بركلات الترجيح.

وبعد أن أخرج ثلاثة منتخبات أوروبية من العيار الثقيل، يأمل منتخب كوستاريكا في إضافة ضحية أخرى من القارة العجوز هو المنتخب الهولندي في مباراتهما المقبلة يوم السبت المقبل.