كمال السليمي -
kamalsulaimi@gmail.com -
للأجهزة المحمولة طابعها الخاص الذي يختلف عن أجهزة الحاسب الآلي الثابتة في مكان واحد، فالأجهزة المحمولة تتميز بخفتها وصغر حجمها مما يجعلها سهلة الحمل والنقل فهي تلازم الشخص في أي مكان يذهب إليه ويصعب على من يقتنيها أن يستغني عنها؛ ولهذه الأجهزة العديد من التطبيقات والألعاب وأدوات وبرامج الترفيه التي تجذب الطفل وتجعله يتعلق بها فتكون الصديق والرفيق في كل وقت وحين.
في الحقيقة إن الكثير من الأسر اليوم ليس لديها الوعي الكافي بخطورة هذه الأجهزة على أطفالها فتجدها تزود أطفالها بهذه الأجهزة وهم في سن مبكر جدا وتدعهم يلهون ويلعبون بها بدون أدنى رقابة عليهم، إما جهلا منهم بخطورة هذه الأجهزة أو ظنا منهم أن أطفالهم ليس لديهم الدراية الكافية بها حتى يتمكنون من الوصول إلى مواقع قد تضر بسلامتهم؛ إلا أن الواقع يقول عكس ذلك على الإطلاق فالأطفال وبحكم فضولهم وحبهم للاستكشاف ومعرفة المجهول وبسب صفاء ذهنهم وسرعة بديهتم وقوة ملاحظتهم للأشياء فإنهم يتعلمون بسرعة ويستطيعون محاكاة وتقليد ما يفعله الكبار بشكل سريع وعجيب.
ما أقوله هنا ليس بغريب علينا فكلنا لدينا أطفال وكلنا نلاحظ قدرتهم على التقاط الأشياء وتعلمها بسرعة كبيرة فمثلا قد تتفاجأ أن طفلك أصبح قادرا على معرفة مكان الأستوديو على جهازك فتجده يفتحه لوحده ويتصفح الصور ومقاطع الفيديو بداخله وعمره لم يتجاوز الثالثة بعد؛ كيف عرف مكان الاستوديو ومن دله على طريقة تصفح الصور وتشغيل مقاطع الفيديو؟! بكل بساطه تعلم طفلك كل هذا عن طريق الملاحظه فهي سلاحه في التعلم فالطفل لا يملك القدرة على القراءة كما أنه لا يفهم كل ما يقال أمامه ولا يدرك معانيه، ولكنه لديه قدرة كبيرة على ملاحظة الأشياء والسلوكيات وتقليدها وتعلم المهارات بمختلف أنواعها من خلال ما يفعله الكبار.
الآن تخيل أن أحدهم أرسل لك مقطعا مرئيا غير لائق بالنسبة للأطفال وقد يكون هذا المقطع عاديا بالنسبة لك إلا أنه يبقى لا يتناسب مع صغار السن على الإطلاق إما لكونه يحتوي على مشاهد عنف أو مشاهد رعب أو غيرها من المشاهد غير اللائقة بالنسبة للأطفال، ولكنك سلمت هاتفك المحمول لطفلك حتى يعبث به وتتخلص من طلباته وأسئلته المتكررة والتي لا تنتهي أبدا ما زلت تتحدث معه؛ فتح طفلك الأستوديو ووجد هذا المقطع الذي قد أرسله لك أحدهم عبر الوتساب وفتحه, لا شك أن هذه المشاهد سيكون لها أثر كبير على نفسية الطفل ولو جزمنا تفاؤلا أنها ستكون قصيرة الأمد؛ فمثلا قد يواجه طفلك صعوبة في النوم وقد يرى الكوابيس في نومه وقد يخاف من النوم في غرفة لوحده وقد يخاف من الظلام وإلى غيرها من الحالات النفسية التي قد يتعرض لها الطفل؛ ونكمل في المقال القادم.


