مصر : احتجاجات منتظرة لأنصار مرسي في ذكرى عزله

مطالبة رسمية بالتكاتف في وجه «الإرهاب» -


القاهرة – عمان – محمود خلوف -


انتقد حزب النور السلفي أمس، دعوات جماعة الإخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس المصري المعزول للقيام بفعاليات احتجاجية ومظاهرات في مختلف المحافظات المصرية والقيام بفرض حصار على بعض المنشآت والشخصيات في ذكرى عزل مرسي.

وفي هذا الشأن قال رئيس حزب النور الشيخ د.يونس مخيون، إن الحزب يرفض مظاهرات 3 يوليو، كون نتائجها ستكون وخيمة على الوطن والمواطن وإلا ستجلب مزيدا من العنف والقتل والدماء.

وطالب رئيس حزب النور جماعة الإخوان المسلمين بالاعتراف بالواقع وقراءة المشهد جيدًا، مضيفا: عليهم ألا يبقوا في العيش بعيدًا عن الواقع، خاصة أن هناك اعترافا عالميًا بالوضع القائم في مصر إضافة إلى اعتراف شعبي أيضًا .ودعا مخيون «الإخوان» إلى عدم دفع الشباب إلى مزيد من الخسائر والتهور ووضع مصر في حالة من التوتر. وعقب بذلك رئيس حزب النور على دعوات أطلقها تنظيم الإخوان لأنصاره ومؤيديه لتسير مظاهرات والقيام بفعاليات ضمن مساعيه للعصيان المدني وإيجاد حالة من التوتر في الذكرى السنوية الأولى لعزل مرسي.

وبموجب ما تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام المصرية المختلفة فإن جماعة الإخوان وحلفاءها سيسعون مع حلول هذه الذكرى إلى اقتحام ميدان التحرير، ومحاصرة نوادي الشرطة والجيش والقضاء، ومنازل القضاة، خلال تظاهرات 3 يوليو، التي دعا إليها في ذكرى عزل مرسي.

من جانبه، قال التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي في بيان صحفي فجر أمس:لتكن قرارات رفع الدعم وغلاء الأسعار نقطة انطلاق قوية نحو التخلص من النظام، ولن نتأخر عن دعوات الحشد والتظاهر أمام منازل القضاة ونوادي القضاء والجيش والشرطة، ولنبدأ عصراً من المساجد، التي انطلقنا منها في 28 يناير 2011، تجاه ميادين التحرير، في القاهرة والمحافظات، و3 يوليو سيكون بداية النهاية للنظام، ومستعدون لجميع السيناريوهات.

كما تناقلت مصادر إعلامية مصرية أمس تصريحات منسوبة للناشط الإسلامي الهارب والمطلوب للأمن المصري ياسر السري قوله في تعليق نشره على صفحة التواصل الاجتماعي: نشجع الشباب على «تنفيذ عمليات جهادية، ومن قُتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله، وليس من يقاتل ويحمي السيسي ونظامه العلماني»، على حد تعبيره.

ميدانيا، أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس عن أن قطاع مصلحة الأمن العام بالتنسيق مع مديريات الأمن تمكن من ضبط 55 قطعة سلاح ناري من بينهم 2 قطعة سلاح ناري من الأسلحة المستولى عليها من الأقسام، وورشة لتصنيع الأسلحة النارية، وتنفيذ 11044 حكمًا قضائيًا متنوعًا وإعادة 10 سيارات مبلغ بسرقتها. وقالت وزارة الداخلية في بيان صحفي: إنه تم ضبط 178 طلقة نارية، و206 قطع سلاح أبيض، والقبض على 3 سجناء هاربين، بالإضافة الى ضبط 10 متهمين مطلوبين في قضايا خلال الساعات الـ24 الماضية. وأشارت إلى انه تم استهداف عدد من البؤر الإجرامية بمديريات أمن القليوبية، الدقهلية، بورسعيد، دمياط، سوهاج أسفرت عن ضبط 115 متهماً وبحوزتهم كميات كبيرة من المواد المخدرة.

وأضافت «الداخلية المصرية» أن تم ضبط تشكيلين عصابيين ضما 9 متهمين ارتكبوا 10 حوادث سرقة متنوعة، كما تم ضبط 11 متهماً لقيامهم بارتكاب أعمال بلطجة وحوادث السرقات بالإكراه وبحوزتهم 11 سلاحا أبيض، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية حيال كل واقعة على حدة، وجار استمرار الحملات الأمنية.

وفي شأن متصل، أدانت الحكومة المصرية أمس عمليات التصعيد والإرهاب والقتل التي تنفذها جماعات متطرفة في مصر.

وعبر عن ذلك كل من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة في بيان صحفي مشترك أمس. وأدان البيان التفجيرات الأخيرة التي راح ضحيتها ضابطان من الشرطة وعدة مصابين، مضيفا:لا شك أن الإرهاب الأسود الذي يطل علينا بأنيابه المهشمة في حاجة إلى وقفتنا وقفة رجل واحد، لاقتلاع هذه الأنياب، والعمل في تعاون كامل ومستمر حتى يلفظ هذا الإرهاب أنفاسه الأخيرة .

وتابع:على المستوى المحلي المصري نؤكد أن هناك قوى داعمة لهذا الإرهاب، توفر له غطاء ماديًا وأدبيًا ومعنويًا، وأقل ما توصف به هذه القوى هو الخيانة الوطنية العظمى، ويجب كشف زيف هذه القوى ومن يدعمها أو يدور في فلكها.

وأردف البيان: على المستوى الإقليمي ينبغي أن يعي الجميع أنه ما لم تتضافر الجهود في مواجهة هذه القوى الظلامية ومن يقف خلفها من الطامعين في خيرات منطقتنا، أو المستفيدين من ضعفها وتمزقها، أو الواهمين ببناء أمجاد أو تبؤ مكانة أكبر من حجمهم الطبيعي أو الإقليمي، على حساب تفتيت دول المنطقة ودك بنيانها، بعيدا عن كل المعاني الإنسانية السامية، وانتهاك كل معاني حقوق الإنسان التي يتشدقون بها.

وقال البيان الرسمي المصري: نحن على ثقة في الله بأنه سبحانه سيحفظ هذا البلد قلبًا نابضًا للعروبة والإسلام، وصمام أمان للمنطقة كلها، وأن الإرهاب الأسود سيأكل من يدعمه، وسيعض بقوة اليد التي غذّته وربّته وتعهّدته إنِ اليوم وإنْ غدا، وإنّ غدًا لناظره قريب، داعين للشهداء بالرحمة والمصابين بالشفاء.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعهد بـ القصاص لمقتل ضابطي شرطة في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في القاهرة، في هجمات تزامنت مع الذكرى الاولى للتظاهرات الحاشدة المناهضة للرئيس الاسلامي محمد مرسي التي ادت الى عزله في الثالث من يوليو 2013. وقال السيسي مساء أمس الأول: «فقدنا اليوم شهداء جددا..

وانني لاعاهد الله واسرهم وارواحهم الطاهرة بان الدولة ستقتص لهم قصاصا عادلا ناجزا»، وذلك في كلمة مسجلة بثها التلفزيون المصري الرسمي بمناسبة ذكرى تظاهرات 30 يونيو الحاشدة ضد مرسي. واضاف السيسي «ما زال الارهاب الاسود يحاول الوقوف امام ارادة المصريين وامالهم وتطلعاتهم.

ارهاب لا دين له ولا وطن له. ارهاب خسيس لا يتردد في سفك دماء الصائمين والاطفال». واقر السيسي الذي تولى حكم مصر قبل اقل من شهر بـصعوبة الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي يمر بها الوطن، لكنه شدد على انه «لن نتهرب من المواجهة تحت ذريعة الاعتبارات والمواءمات السياسية».

وفي سياق آخر، أعلن مصدر عسكري مسؤول أمس عن تصديق القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، على تعيين العميد محمد سمير عبد العزيز غنيم، متحدثًا عسكريًا للقوات المسلحة، خلفًا للعقيد أركان حرب أحمد محمد علي .