تجوال في الداخل والإخراج -
تحسين يقين -
فرصة وصول الموسيقى للجمهور،خصوصا للأطفال،تمنحهم من جهة السرور والسعادة، كما تؤسس للتربية على الفنون من ناحية أخرى.
كان أطفال المدارس الفلسطينية على موعد مع الموسيقى، من خلال سلسة عروض أعدتها مؤسسة صابرين للتطويرالفني، لتتوافق مع هذه المرحلة العمرية، حيث تم تصميم ثلاثة عروض مختلفة الشكل والمضمون.
يحمل الموسيقيون آلاتهم وينطلقون باتجاه الأطفال في المدارس والمراكز، وهو تجوال فني جميل، يجعل الفنان باحثا عن جمهوره، لأن هناك صعوبة في الذهاب للعروض الموسيقية المحببة لعالم الأطفال.
الصديقان
ويمنح العرض الأول «الصديقان» فرصة للأطفال للتفريق بين الآلات الموسيقية العادية، وبين الأصوات الطبيعية، بهدف دفعهم إلى التعرف على الآلات، واكتشاف الأصوات الموجودة في البيئة، من خلال تقديم لوحة درامية تكتمل فيها عناصر التشويق والتسلية والفرجة والتعلم، وهو نتاج مجموعة تدريبات أشرف عليها مجموعة مدربين من فلسطين والنرويج، حيث يقدم العرض للصفوف الأساسية الأولى، بواقع نصف ساعة للعرض يتلوه نقاش حول العرض، والإجابة على تساؤلات الطلبة. يقوم في العادة بتقديم العرض عازفان، ولذلك سمي العرض بـ «الصديقان».
بال وي
بينما يقوم العرض الموسيقي Pal-way «بال وي» على تعريض الطلاب لتجربة موسيقية حية، حيث يتعرف الأطفال على الموسيقى بلغة تناسب الأطفال، وقد تم تأليفه موسيقيا ودراميا من خلال تعاون بين موسيقيين من النرويج وفلسطين، حيث تم نحت اسم العرض من الثلاثة حروف الأولى من دولة فلسطين والثلاثة الأخيرة من دولة النرويج. وهو مخصص لتقديم الموسيقى للمرحلة العمرية من 8 إلى 14 عاما، بواقع 45 دقيقة للعرض الواحد، وهو يدمج ما بين الموسيقى الفلسطينية والعربية كموسيقى شرقية، والموسيقى النرويجية كموسيقى غربية، من باب البحث عن الجذور المشتركة بين ثقافات العالم المختلفة الفنية وكذلك الأدبية كقصص الأطفال والتي تحتوي على المضامين نفسها، بمسميات مختلفة.
وPal-Way هو على شكل عرض”الصديقان”، حيث يقوم على تقديم لوحة درامية تكتمل فيها عناصر التشويق والتسلية والفرجة والتعلم.
ثلاث مع آلات
أما عرض «ثلاث مع آلات» الذي فوجئ لتثبيت المادة الموسيقية التي تعرض لها الطلاب خلال السنة الدراسية من خلال إشراكهم في جميع فقرات العرض، من أجل تعزيز مفهوم الموسيقى والتربية الموسيقية بشكل عام.
وتندرج العروض كما يقول الفنان «جون حنضل» تحت مسمى العرض الموسيقي المدرسي الذي تقوم به مؤسسة صابرين في المدارس والذي يأتي ضمن برنامج الموسيقى للجميع، وذلك استمرارا لما تقوم به المؤسسة الذي تعرض فيها نهجها وفلسفتها الموسيقية الفنية، حيث أنتجا خصيصا ليتم تطبيقهما في المدارس، لنقل العرض الموسيقي إلى الصف ضمن فلسفة فنية تربوية.
وفي هذا الصدد أكدت ناهدة غطاس من مؤسسة صابرين على أهمية العروض الموسيقية، لما لها من دور فاعل في التربية على الاستماع للموسيقى، والنظر إليها نظرة ثقافية تتجاوز ما هو سائد من تصورات نمطية ترى في النشاط الموسيقي مجرد ترفيه، حيث إن نجاح المؤسسة في العروض يدفعها للاستمرار بها، ودخول محافظات جديدة، لما تلقى أيضا ترحيبا من الأطفال والأهالي.
وأهمية توسيع نطاق العروض الموسيقية، كما ذكر الفنان جون حنضل، تكمن في تعريض أكبر قدر من الطلبة للموسيقى، مضيفا أنه لا يمكن تعليم الموسيقى بدون تعريض الطلبة لهذا الفن، الذي يقدم المتعة والترفيه ضمن نسق ثقافي تربوي متكامل.
وقد راعى مخرجو العروض الثلاثة إثارة التشويق والمتعة لدى الطلبة، من خلال تقديم العروض بالشكل الدرامي.
تجوال خارج الوطن
يصل التجوال بالموسيقيين إلى أي أماكن محتملة، لأن هدف الموسيقي في الداخل والخارج هو إسعاد الناس.
لقد وصل الموسيقيون من مؤسسة «صابرين» إلى سريلانكا للمشاركة في المهرجان الموسيقي في مدينة غول، حيث قدّموا عدة مقطوعات غنائية وموسيقية عربية وفلسطينية.
المتجولون الموسيقيون هم: جون حنضل، وجوزيف دقماق، وشارلي رشماوي ومحمد أبو حمدة.
وقد جاءت مشاركة «صابرين» ضمن شراكة دولية تضم فرقا موسيقية من بنجلاديش والهند، والنرويج. إضافة لفرق محلية من سريلانكا.
وقد قدمت مجموعة الفنانين المشاركين قطعا موسيقية متنوعة الأغاني التراثية والعربية إضافة لفقرة عرض إيقاع شرقي باستخدام الدربكة والعود والساكسفون، إضافة للإيقاع الغربي حيث لاقى استحسانا من الجمهور. وقد بلغ عدد مشاهدي عروض صابرين أكثر من 5000 شخص.
وذكر الفنان جون حنضل من صابرين أن الجمهور أعجب بالعزف، كما لفتت الآلات الموسيقية المستخدمة انتباهه، مثل القانون واليرجول والمجوز وآلات الإيقاع.
من جهة ثانية تم تنظيم حلقات عمل للفنانين الثلاثة مع طلاب من المدارس السريلانكية.
مرة أخرى إلى سيريلانكا
عاد الموسيقيون من مؤسسة «صابرين» للتجول إلى سريلانكا من خلال مشاركتهم في المهرجان الموسيقي الثالث في مدينة جفنا.
وقد تميزت فرقة صابرين بأنها الفرقة العربية الوحيدة المدعوة لهذا المهرجان التي تشارك فيه مؤسسة صابرين للمرة الثالثة على التوالي بين العديد من الفرق السريلانكية المحلية والدولية مثل بنجلاديش والهند والبرازيل والنرويج.
وقد مثل صابرين أربعة موسيقيين هم: سماح مصطفى وجون حنضل وشارلي رشماوي وجوزيف زعرور.
وقدمت الفرقة ثلاثة عروض في مدينة جفنا شمال سريلانكا، كما قدمت عرضا مميزا آخر في العاصمة كولومبو، لاقى استحسانا من الجمهور. وقد بلغ عدد مشاهدي عروض صابرين أكثر من 10000 شخص.
عازفون متجولون يقدمون عروضا موسيقية في مدارس نرويجية
على مدار أسبوعين، ومن خلال 23 عرضا موسيقيا مدرسيا، تعرض المئات من طلبة المدارس النرويجية للموسيقى العربية والشرقية، ضمن نشاط تعاوني ما بين مؤسسة صابرين للتطوير الفني والمعهد النرويجي للعروض الموسيقية ريكسكونسيرتنه.
وذكرت ناهدة غطاس من مؤسسة صابرين أن العروض الموسيقية التي تم عرضها هذا العام والأعوام السابقة، تأتي في سياق التبادل الثقافي وتبادل الخبرات سواء أكان على مستوى الطلبة في المدارس، أو على مستوى العازفين والفنانين، مضيفة أن العروض الخارجية تتكامل مع العروض التي تجري هنا في المدارس الفلسطينية.
وكان الميدان الرئيس لعروض صابرين هذا العام هو مدارس مدينة سترنجر، حيث تعاون موسيقيان فلسطينيان هما أشرف أبو شمة ورامي أنطون مع الفنان الموسيقي اينار تولبيانشن من النرويج في تقديم العروض، بعد أن تدربوا معا بشكل مكثف خلال الأشهر السابقة.
وذكر الفنان أشرف أبو شمة الذي كان عازفا على العود ومغنيا، أن العرض تكون من 7 لوحات غنائية وموسيقية، كانت في البداية مكونة من أغان فلسطينية وعربية ونرويجية، ثم تلاها الحلوة دي وطلعت يا محلا نورها لسيد درويش ويا زهرة في خيالي لفريد الأطرش، وأغنية هلا هلا ليا الفولكلورية، وأغنية الأطفال تك تك يا ام سليمان لفيروز فأغنية دوسكافوري النرويجية وانتهاء بارتجالات موسيقية للعازفين الثلاثة.
وقد كانت مدة العرض الموسيقي المدرسي نصف ساعة، وهو بعنوان «أتمنى»، في إشارة إلى أمنية الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وهو دعوة للأمل والحياة.
كما قدم أبو شمة أغان فلكلورية كالمواويل، وعرف الطلبة كذلك على الرقص الشعبي الفلسطيني.
وقد صاحبت العرض صور عرضت بواسطة البروجكتر، تصور الحياة في بيت لحم والأطفال، والمدينة.
آراء
وعن هذه التجربة ذكر الفنان المقدسي رامي أنطون عازف قانون، أنها كانت فرصة له للتعرف على الموسيقى الغربية، من خلال العروض التي شاهدها هناك، كما تعمق لديه محبة الأطفال للموسيقى، كما تعرّف على محبة غير العرب للموسيقى الشرقية. وقد كانت لكليهما هو والفنان أبو شمة فرصة لتعريف الطلبة هناك على الموسيقى الشرقية وفلسطين. وقد أبدى أنطون سعادته بحسن تلقي الطلبة النرويجيين للموسيقى العربية.
أما النرويجي توم جرافيلي فذكر بأن هناك تشابها بين التجربتين الفلسطينية والنرويجية، كون النرويج تعرضت للحروب، حيث نصح الفنانون هناك بإيجاد دور للثقافة والفنون أثناء إعادة بناء النرويج بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم تأسيس ما عرف بالمسرح المتنقل والحفلات الموسيقية المتنقلة والجاليرهات الفنية المتنقلة.
من ناحية أخرى أكد جرافيلي على أهمية العروض الموسيقية للناشئة والطلبة، حيث يشرف معهد ريكسكونسيرتنه على تنفيذ 10 آلاف عرض سنوي في المدارس النرويجية، يشترك فيها 850 فنانا، بواقع حفلتين لكل طفل نرويجي.
يذكر أن برنامج الموسيقى للجميع، والذي تأتي العروض المدرسية في سياقه، هو عبارة عن شراكة بين مؤسسة صابرين والمعهد النرويجي للعروض الموسيقية ريكسكونسيرتنه، ووزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومدارس البطريركية اللاتينية بدعم من مكتب الممثلية النرويجية.