«هيومن ووتش» تطالب بالإفراج عن 130 طالباً كردياً -
بيروت-(أ ف ب): احكم تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطرته أمس على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت ثلاثة أيام مع مقاتلين معارضين بينهم عناصر من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الآنسان.
وكانت “الدولة الإسلامية”عززت وجودها في المدينة الاسبوع الماضي، اثرمبايعة فصيل تابع لجبهة النصرة في المدينة لها.
لكن مقاتلين معارضين بينهم عناصرمن النصرة، رفضوا الخطوة وشنوا فجر السبت هجوما مضادا لاستعادة السيطرة، الا ان “الدولة الاسلامية” تمكنت من صد الهجوم.
وقال المرصد في بريد الكتروني “سيطرت -الدولة الاسلامية- بشكل شبه كامل على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة والكتائب الاسلامية”.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الاشتباكات “توقفت فجر -أمس-، والدولة الاسلامية باتت تسيطر على البوكمال”، مشيرا الى ان مقاتلي المعارضة الذين شنوا الهجوم السبت “قتلوا او جرحوا او انسحبوا” الى مناطق اخرى في المحافظة الغنية بالنفط.
واوضح ان “اثنين من القادة العسكريين للكتائب الاسلامية قتلا في المعارك”، من دون ان يحدد الحصيلة الكاملة لمعارك الأيام الماضية.
واكد متحدث باسم هيئة الأركان في الجبهة الشرقية (التابعة للجيش السوري الحر) سيطرة “الدولة الإسلامية” على البوكمال.
وقال عمر ابو ليلى لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان “البوكمال سقطت”، مضيفا: إن المعارك كانت شرسة.
اقتحمت -الدولة الإسلامية- مقرا لكتيبة مقاتلة ، وفي المساء، استقدمت تعزيزات كبيرة من العراق”.
وبعد سيطرة التنظيم على المدينة، قال المرصد ان الطيران الحربي السوري شن اربع غارات عليها، كما قصف “تمركزات ومقاروتجمعات للدولة الإسلامية” في دير الزور،بينها بلدة البصيرة وقرية الكسرى.
وبحسب المرصد، بات الطيران السوري يشن غارات يومية على معاقل “الدولة الاسلامية” في سوريا، منذ بدء التنظيم الجهادي هجومه الكاسح منذ نحو ثلاثة أسابيع في العراق، والذي سيطر خلاله على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها. وأتاح هذا التقدم للتنظيم تعزيز نفوذه في ديرالزور.
وقال المرصد ان “اشتباكات عنيفة تدور في بلدة الشحيل (نحو 100 كلم إلى الشمال من البوكمال) التي تعد معقل جبهة النصرة”، ذراع القاعدة في سوريا، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة تدورعند المدخلين الشمالي والغربي للبلدة.
واعلن التنظيم الجهادي الاحد اقامة “الخلافة الاسلامية”، وتسمية زعيمه ابي بكرالبغدادي “خليفة للمؤمنين”.
ويقول خبراء وناشطون ان التنظيم ذا الجذور العراقية والذي ظهر في سوريا في ربيع عام 2013، يسعى الى اقامة “دولة اسلامية”، وربط المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وتعد مدينة الرقة (شمال) المعقل الاساسي للتنظيم الذي يسيطرايضا على مناطق في ريف حلب وجنوب الحسكة (شمال شرق سوريا) وديرالزور.
وتخوض تشكيلات من المعارضة المسلحة معارك عنيفة مع “الدولة الاسلامية” منذ مطلع عام 2014، ادت الى مقتل نحو ستة آلاف شخص، بحسب المرصد. من ناحية اخرى، طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية بالإفراج عن اكثر من 130 طالبا كرديا يحتجزهم تنظيم “الدولة الاسلامية” منذ اكثر من شهر في شمال سوريا، بحسب بيان اصدرته أمس.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ان التنظيم الجهادي خطف في 29 مايو، نحو 153 طالبا على الطريق بين مدينتي حلب ومنبج في شمال سوريا، اثناء عودتهم الى مدينة كوباني (عين العرب) بعد تقديمهم امتحانات الشهادة المتوسطة.
وتمكن خمسة من الطلاب من الفرار، بينما افرجت “الدولة الاسلامية” الجمعة عن 15 آخرين، بحسب المرصد.
وقالت هيومن رايتس التي تتخذ من نيويورك مقرا، ان على “جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام الإفراج الفوري عن ما يقدر بـ133 صبياً كردياً اخذتهم كرهائن في شمال سوريا لمدة شهر”.
واكدت المنظمة الحقوقية ان “الدولة الاسلامية” افرجت عن 15 طالبا من الطلاب الذين تراوح اعمارها بين 13 و14 عاما، في مقابل “الافراج عن ثلاثة من افراد داعش المحتجزين لدى قوات كردية” تقاتل التنظيم الجهادي في مناطق عدة من شمال سوريا منذ اشهر.
واشارت الى ان اثنين من الطلاب الفارين قالا “لوسائل الإعلام إن داعش ترغم الأطفال على تلقي دروس في الشريعة والأيديولوجية الجهادية، وقال أحد الصبيين إن داعش تضرب الأطفال الذين يسيئون التصرف”.
ونقلت عن والد طالبين من المخطوفين، انه تلقى اتصالا هاتفيا منهما “بعد الاختطاف بأيام قليلة، ثم مرة أسبوعيا منذ ذلك الحين”، ونقلت عنه ان الطلاب “بخير وانهم (عناصر التنظيم) يسمحون لهم باللعب في الفناء.
ويعطونهم الطعام ومكاناً للنوم”.
وكان المرصد افاد عن وجود خشية لدى عائلات الطلاب ووجهاء مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية، من ان يتم تجنيد الطلاب للقتال مع “الدولة الاسلامية” او تنفيذ عمليات انتحارية.
ونقلت هيومن رايتس عن تصريحات صحفية للفارين، ان التنظيم كان “يلقنهم في الليل ايديولوجيا الجهاد المتطرفة”، ويعرضون عليهم “مقاطع فيديو عنيفة لتفجيرات انتحارية وعمليات اعدام ميدانية.
وقالت المنظمة ان احتجاز الطلاب رهائن “يتسم بالقسوة، وبمخالفة قوانين الحرب في الوقت عينه”، وان “احتجاز الرهائن واستغلال الاطفال وتجنيدهم الطوعي او الاجباري في نزاع مسلح، يعد من جرائم الحرب”.