أدت الجزائر أجمل مباراة يمكن أن تقدمها الكرة العربية في أهم البطولات على الإطلاق (كأس العالم، وأحرجت المنتخب الألماني العريق في أغلب أوقات اللقاء الذي امتد إلى أكثر من (120) دقيقة، لكن عاملي الخبرة ونقص اللياقة البدنية كانتا أهم العوامل التي وقفت في وجه «الخُضر» وأهدت ألمانيا فوزا غير مستحق.
ممثل الكرة العربية الوحيد في الدور الثاني من مونديال البرازيل ظهر كـ»الأسد الجارح» وحاول في مناسبات عديدة جرح كبرياء «المانشافت»، حيث حصل على أكثر من كرة كانت بحاجة فقط إلى لمسة حتى تعانق شباك الحارس العملاق «نوير»، إلا أن ذلك لم يحصل وبالعكس لعب الألمان على الأخطاء الفردية لبعض لاعبي الجزائر وسجلوا هدفين من خطأين فادحين، قبل أن يرد «الموهبة» إسلام سليماني بهدف متأخر لم يرو الضمأ.
عموما لم تقصر الجزائر»البتة» وأدت ما هو مطلوب منها، حتى إن ألم الوداع جاء سهلا على مؤازري هذا المنتخب، بعد الأداء الرجولي والبطولي أمام منافس متمرس حاصل على لقب كأس العالم في مناسبات ثلاث.
الجزائر كانت تستحق الوصول إلى ما هو أبعد من دور الـ»16» قياسا للأداء الذي قدمته، إذ إن الظروف لم تسمح بذلك وحرمت العرب من أن يكون لهم ممثل في دور الثمانية للمرة الأولى في التاريخ.
من حق هذا المنتخب أن يفخر بما قدم بداية من بلجيكا مرورا بمواجهتي كوريا الجنوبية وروسيا وانتهاء بألمانيا التي عانت الأمرين واحتاجت إلى بذل مجهود «خرافي» حتى تخرج بانتصار جاء بـ»الإضافي» ولو أن الحسم كان بـ»ركلات الحظ» مباشرة لكان هناك كلام آخر.
ودعت الجزائر مونديال البرازيل مرفوعة الرأس، وصفق لها العالم ككل على حضور فني وذهني عالي المستوى، حيث لو نجحت في تجاوز عقبة ألمانيا «العنيدة» لبدأ الحلم يكبر ويكبر وهذا ما لم يسمح به الألمان أن يحدث في ليلة ستبقى عالقة في عقول الشعب الجزائري الذي تمنى أن تتواصل «مغامرة» منتخب بلاده بما أن هناك أسماء أثبتت حضورها وقوتها بداية من الحارس الريس مبولحي ورفيق حليش ومهدي مصطفى وإسلام سليماني وسليمان فغولي وغيرهم.