طاهرة اللواتية –
tahiraallawati@gmail.com –
خرجت صحف امس بقرار صادر من المجلس البلدي بمسقط حول تشكيل فريق لتنظيم نشاط مقاهي الشيشة. فقد صادق المجلس على توصية لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية والبيئية حول منع التدخين في الأماكن العامة المفتوحة، ومقترح تعديل اشتراطات منح وتجديد تراخيص مقاهي الشيشة، ودراسة منع بيع التبغ المدخن وغير المدخن، بالتزامن مع دراسة لوائح الاشتراطات الصحية ببلدية مسقط. كما أكد المجلس على الالتزام باتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ، والتي وافقت السلطنة بالانضمام إليها بموجب المرسوم السلطاني رقم (20/ 2005م)، حيث نصت المادة (8) من الاتفاقية على «حماية جميع الأفراد من التعرض لدخان التبغ في الأماكن العامة المغلقة» وقد نشر خبر في الصحف في شهر مايو الماضي مفاده أن بلدية مسقط اتجهت إلى تشديد شروط افتتاح وإدارة مقاهي الشيشة في مسقط بعد ازدياد عدد السكان المتذمرين من انتشارها بشكل سريع في المناطق السكنية. وقال الخبر انه حسب بلدية مسقط فان عدد طلبات المواطنين لتراخيص مقاهي الشيشة في العاصمة ارتفع بشكل كبير مؤخرا، مما يدفع الى المزيد من ضرورة تنظيم هذا القطاع.
كيف لن ترتفع طلبات التراخيص؟ فالمربح العالي جدا لمقاهي الشيشة يتخطى الخيال بحسبة بسيطة، وكل المطاعم والمقاهي اصبحت تتجه إلى الشيشة طمعا وراء المربح الخيالي. وللاسف البحث عن المربح علا صوته فوق صوت سماحة المفتي الذي صرح بان الشيشة اخت التدخين ويشملها التحريم، فلها مضار خطيرة جدا.
ومن أغرب ما قرأت في بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن لسان فتاة، انها بالشيشة تفرج عن همومها ومشاكلها وتعبها وأزماتها!! ومن اغرب ماشاهدت إدمان بعض معلمي المدارس على الشيشة ومنهم معلمي التربية الاسلامية!! هل بسبب أن إغراء هذه المقاهي قوي جدا؟ واين الجهد البديل لوقف الاغراء؟
في زيارة للعاصمة الاردنية، شاهدت استفحال مقاهي الشيشة، وقد جذبت بكثرة وشدت كافة الاعمار من الجنسين، ذلك الجلوس الذي يمتد لساعات طويلة مع فنجان القهوة، والشيشة التي يتم استبدال تنباكها كلما انتهى، وجمرها كلما خبا. ولم أتفاجأ بقرار امانة عمان الكبرى بايقاف وقف تجديد تراخيص مقاهي الشيشة. فقد استفحلت العدوى، فحوالي 40% من سكان الاردن أصبحوا مدخنين ومشيشين. لكن البرلمان الاردني طالب بتأجيل تطبيق القرار لحين تسوية آلاف وآلاف اصحاب مقاهي الشيشة لأحوالهم المالية، فقد تعقد الوضع وخرج عن السيطرة الفورية.
مرت علينا ايام في مسقط شعرنا فيها انه قد اوشك اليوم الذي نفقد فيه السيطرة على استفحال الشيشة بين الجنسين، مع ما ترافق ذلك من ظواهر اخرى سلبية تحدث عنها الكثير في مواقع التواصل الاجتماعي.
ايها المجلس البلدي نتوقع منك الكثير في مجال الشيشة الذي يدمر الناس صحيا، ويكلف وزارة الصحة ملايين لعلاجهم، ويؤثر على النسيج الاجتماعي للأسرة العمانية نساء ورجالا واطفالا اليوم وغدا. لقد كنا من أوائل الدول التي اتخذت خطوات جدية في مجال منع التدخين والشيشة، وبذا شجعنا دولا مجاورة ان تحذو حذونا. لكن للاسف تم التراجع عن كثير مما اتخذ في شأن الشيشة. على الاقل ما ذنبنا نحن غير المدخنين والمشيشين، ومثلنا الكثير من الاسر، فكلما دخلنا مطعما او مقهى استنشقنا وبلعنا الدخان نحن وأبناؤنا مع المشيشين المتناثرين حولنا حتى مرضنا. أفليست لنا حقوق حسب منظمة الصحة العالمية.