أزهار أحمد -
تجمع هذه اللوحة بين الثورة الصناعية والاختبارات العلمية واستخدام أسلوب كافاراجيو في استغلال تفاوت الضوء والظلال. الحمامة المحبوسة ترفرف في رعب بينما يتم إفراغ الهواء من الوعاء الزجاجي. تظهر فتاتان صغيرتان، واحدة تنتفض في فزع من التجربة، والأخرى تبكي في يأس على اختناق الطائر. أما العالِم الجليل المتأمل فهو على وشك اكتشاف شيء غير مؤكد وكأنه في لحظة غرق تام.
لاقت لوحات رسام البورتريهات الأسلوبي الإنجليزي جوزيف رايت من ديربي (1734 – 1797) شعبية واسعة في عام 1760 بعد أن استخدمت كمطبوعات. حيث إن أبرز ما يميزها هو اندماج الأمل بالخوف، أي مراقبة التجربة العلمية بنظرات الرعب والخوف من النتائج مما يدل على أن التجارب العلمية كانت غالبا ما تنطوي على مخاطر شديدة مع فرص بسيطة للنجاح. هذا ما تقوله لوحاته. إلا أن ما يميزه حقيقة هو قدرته على التلاعب بالضوء: ضوء الشمعة، ضوء القمر، نور المصباح، وكيف تشكل هذه التفاصيل لوحاته، وخاصة عند انعكاسها على الوجوه ونظرة كل شخص موجود. إلا أن رايت باستخدام الوسائل الأخرى المتاحة في ذلك الوقت، تمكن من إبراز تأثيرات منقّطة قوية منبثقة أيضا من مصدر ضوئي واحد.
في هذه اللوحة يتركنا رايت في شك حول ما إذا كان صاحب التجربة سيتوقف عن سحب الهواء أو سيترك الطير يموت. هذه اللوحة أيضا تكشف عن مجموعة واسعة من ردود الفعل الفردية: لدى الأطفال الخائفين، الفيلسوف والعالم الجليل، وبعض الشباب المتحمسين للتجربة على اليسار، وعاشقين غير مبالين بما يحدث.
ليست هذه اللوحة واقعية أساساً وإنما تم افتعالها، حيث إنها رسمت لسوق الأثرياء، ولشخصيات من العالم العلمي. كان هذا بعد عصر – رواد العلم والصناعة – خصوصا في ميدلاند – مثل جيمس واط، ماثيو بولتون، يدجوود يوشيا. وقد تمكن جوزيف بريستلي، ورايت من ديربي القبض على روح ذلك العصر تماما. أما لقبه فهو آتٍ من حقيقة أنه قضى حياته كلها في بلدة بريطانية (بصرف النظر عن زيارتين قصيرتين للندن، وإيطاليا).
هذه اللوحة من أعمال القرن الثامن عشر وهي ضمن مقتنيات المتحف الوطني بلندن/ المملكة المتحدة
نقلاً عن كتاب: 1001 Paintings You Must See Before You Die