فتاة من ورق

بشاير المسلمية -

قالت وعيناها ترمقان الصفحة البيضاء في يدها: “أريد بانيو ودوش وبنت .. بنتا بحجمي تستحم على الورق .. خطوطٌ متقطعة تهطل من الدوش وتنزلق بغزارة على رأس الفتاة فينساب شعرها الطويل على ظهرها.”

خالها تزوج ذات يوم من امرأة من ورق. رسمها لها ومعها طفلان له، بل ورسم نفسه على الزاوية. كانت ساقاه نحيلتين جدا، ورأسه يشبه الرقم خمسة. لم يكن متزوجا واقعا، لكنها حين سألته عن زفافه قال: “لقد تزوجتها سرا، أمعني النظر في صورتها. لم يرها غيرك.”

نَسِيَت أمر الدوش في بانيو ورقتها بانتظار البنت.. همست لأخيها أن يرسمها لها. سمعتها أمها فقالت بلهجة حادة, وعينين أحد: “إياك أن ترسمي شيئا كهذا في حصة الفنون”

خاف أخوها من غضب أمهما فمسح البنت على عجل، لكنها رأت البنت تخرج مسرعة من بانيو الورق بمنشفة بيضاء قبل أن تكنسها الممحاة.