الموتُ أميّ لا يقرأ

جاكلين سلام -

السيد الموت،

أفكر بكَ الليلة

وغداً عيد الشكر

جرس المنبّه في إجازة

زجاج البيت يلمع رغم العتمة

لا غبار فوق رفوف المكتبة وشاشة التلفزيون

بيتي مرتّب، لن يربكني قدومك ضيفاً على غفلة


لابدّ أن تصل جائعاً

وقد تنصرف إلى البراد،

منشغلاً عن جسدي النّاضج

الدّروج مليئة بخضار طازجة، بطيخ ودجاج

قد يروقكَ مذاق اللبن المخلوط بالكرز،

ربما تلطّخ أصابعكَ بقالب الكيك المعجون بالجبنة الحلوة

الأطباق الخالية من الكوليسترول والشّحوم

قطرميز العسل على الرّف الثاني

بجواره زجاجة نبيذ معّتق


باب غرفة النوم مفتوح

الخزانة بلا أقفال

تصرّفْ كما لو أنّك في بيتك


أسترقُ النظر إليك، أراكَ

تجرّب قمصاني، بيجامتي، وبنطال الجينز الجديد

أحذيتي، وتختال أمام المرآة

انتبه، الحذاء ذو الكعب المسمار لن يريح أصابع قدميك في الرحلات الطويلة


تفتح زجاجة عطر مختومة اشتريتها

لأقدّمها لحبيبي حين يصل ذات شتاء

ثم لتذهب زجاجات العطر كلها إلى الجحيم

فرائحة جسمه أطيب من العطور المحلية والمستوردة


تفرد طقم الشّراشف البيضاء التي لم أنم فيها بعد

تغفو وكأنكَ بلا سرير منذ الأزل


هناك اضطراب وخفقان عند بوابة قلبي

أهي قصيدة تحاول النجاة

بينما أعيد النّظر في هذه الدنيا والتالية

أرسم مساراً جديداً لحياة

قد أمضيها مع زائر غريب،

بل أشد غرابة من مخيّلة شاعر حاز على نوبل أو ما زال يفكر بها


السيد الموت،

أنت شاعر لا يعبأ بأسماء الجوائز التي حصدها

هل سأتعرف بك الآن أكثر؟

أتراكَ أشقر الشعر، أخضر أم أحمر العينين،

محروق البشرة، على وجهك خدوش قديمة وجديدة

أصابعكَ هشّة كأصابع الكتّاب الذين يحصدون شهرة من الكتابة عن الحياة وعنكَ،

إلى أن تقتطفهم على غفلة!


وعلى الأرجح أنكَ أعمى،

فقير في مهارات التواصل مع الآخرين،

معبأ بالشكوك حول جنسكَ، هويتكَ

لاهوية لكَ

أميٌ


السيد الموت،

ستقطف وردتي اللامرئية

ولن تقرأ القصيدة


أضعُ نقطة على السّطر

أطفىء الأضواء والكمبيوتر

لا أنتَ الآن هنا، ولا حبيبي.