نتانياهو يقر خطة لبناء آلاف الوحدات السكنية لشراء أصوات المستوطنين

السلطة الفلسطينية تستنجد بأمريكا وتحذر من عاصفة ستطال الجميع –

رام الله – عمان- نظير فالح – وكالات –


أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تعليماته بتخطيط بناء 1060 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، بعد تهديد المستوطنين له بزعزعة الائتلاف الحكومي.

وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو أمس، فإنه سيتم بناء 660 وحدة استيطانية في الحي الاستيطاني (رمات شلومو)، و400 أخرى في حي (هار حومه)، إضافة إلى شق 12 شارعا استيطانيا في الضفة الغربية.

وذكرت المصادر إن اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء في بلدية الاحتلال في القدس ستقر اليوم بناء 2210 وحدات استيطانية في حيي (رمات شلومو) و(غيلو).وحسب القناة الإسرائيلية الثانية فإن الصفقة تهدف إلى «تعزيز التحالف مع الائتلاف اليميني».وأشارت إلى أنه تم التوصل إلى هذه التفاهمات خلال اجتماع عقد بين نتانياهو ورئيس حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينيت، ووزير الإسكان أوري اريئيل، الأربعاء الماضي بحضور أحد أبرز أعضاء مجلس المستوطنات زئيف حيفير، بالإضافة إلى حضور عدد من المسؤولين عن المجالس الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة في مكتب نتانياهو، بمشاركة الوزراء يائير لابيد ويسرائيل كاتس وبينت واوري اريئيل.

وقالت القناة الإسرائيلية في تقرير لها، إن بينيت كان قد هدد نتانياهو بتقويض استقرار الائتلاف الحكومي في حال استمر «تجميد» البناء الاستيطاني، وأنه يرى أن نتانياهو ولبيد وليفني ليسوا معنيين بإجراء الانتخابات ولذلك يجب استغلال ذلك من أجل استئناف البناء في المستوطنات.

وأشارت إلى أن نتانياهو وبينيت سيعرضان يوم الأربعاء المقبل على جميع الوزراء خطتهم الجديدة ويُتوقعُ أن يتم إقناعهم بالموافقة عليها.

بينما أبدى وزير المالية يائير لابيد معارضته الشديدة لهذه الخطة لإقامة العديد من الوحدات الاستيطانية الجديدة في المستوطنات وشرعنة النقاط الاستيطانية العشوائية.

وقال مكتب لبيد، إن «هذه الخطة ستضر بموقف إسرائيل دوليا، ويمكن أن تؤدي إلى أزمة خطيرة في العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي».كما حذر مصدر سياسي إسرائيلي من هذه الخطة التي قال إنها من المرجح أن تواجه جبهة دولية واسعة من جانبه دعا حزب العمل في بيان له وزيرة القضاء تسيبي ليفني ولبيد إلى رفض هذه الخطة التي تهدف إلى «حماية مصالح نتانياهو الشخصية».في المقابل قال الناطق باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة امس، إن التصعيد الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة والأماكن المقدسة، والانتهاكات اليومية الخطيرة، والإعلان الجديد عن تخطيط استيطاني في القدس «هو أمر خطير ومدان ومرفوض».وأضاف، في تصريح صحفي نقلته وكالة أنباء «وفا» أن «هذه الاعتداءات والانتهاكات الخطيرة، تجعل من قرار الذهاب إلى المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي قضية ضرورية وملحة وخلال وقت قريب جدا».وحمل الناطق الرسمي، إسرائيل «المسؤولية عن هذا التصعيد الخطير» مطالبا الإدارة الأمريكية «بوقف هذه الإجراءات الإسرائيلية منعا لمزيد من تدهور الأمور، خاصة أن الأوضاع في المنطقة بأسرها تسير نحو عاصفة تاريخية حقيقية تدفع إلى زلزال سيطال الجميع وبلا هوادة». من جهته قال النائب قيس عبد الكريم «أبو ليلى» نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بناء 1060 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، إضافة لاتفاقه مع الأحزاب المتطرفة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية مقابل دعمه سياسيا يأتي في سياق بورصة المزايدات الانتخابية مع الحديث عن انتخابات ربما تكون مبكرة.

وأضاف النائب أبو ليلى في بيان صحفي وصل»عمان» نسخة منه أمس ، « أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من عمليات توسيع استيطاني بهدف خلق أمر واقع على الأرض، يؤكد الحق الفلسطيني في التوجه إلى المنظمات الدولية وتعزيز مكانة دولة فلسطين في مؤسسات المجتمع الدولي، والانضمام بأسرع قوت إلى ميثاق روما ومحكمة العدل الدولية،ما يضمن توفير الحماية للشعب الفلسطيني في ظل مواصلة الاحتلال لحملته الشرسة ضده.

ودعا النائب أبو ليلى» لاتخاذ قرار سريع وعدم المماطلة في التوجه لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار يجبر الاحتلال على وقف مخططاته الاستيطانية في مختلف المناطق المحتلة، والإسراع في الانضمام للمؤسسات الدولية المختلفة لمحاكمة الاحتلال على ما يقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وشدد أبو ليلى على ضرورة رص الصفوف مطالبا بمزيد من الوحدة الوطنية، في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية ومن اجل مواجهة الصعوبات التي ستنجم عن المعركة في مجلس الأمن.

إلى ذلك قال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، النائب محمد بركة إن نتانياهو يفتعل ضغوطا ائتلافية في حكومته، من أجل اختلاق مبررات، لتطبيق مخططاته الشخصية لتوسيع الاستيطان.

وقال بركة، ردا على (مصادقة) نتنياهو للشروع بإنهاء المخططات لبناء 1060 وحدة استيطانية في القدس المحتلة، وشق 12 شارعا جديدا في الضفة والقدس، إن هذا القرار يأتي بعد نحو ثلاثة أسابيع من إقرار بلدية الاحتلال في القدس، المخططات لبناء 2600 وحدة استيطانية في جنوب المدينة، قرب بيت صفافا، ما يعني رفع عدد البيوت الاستيطانية التي سينجز الاحتلال التخطيط لها حاليا إلى نحو 3700 وحدة استيطانية.

وأضاف: في الأيام الأخيرة كنا شاهدين على أحد السيناريوهات المكرّرة في حكومة اليمين المتطرف برئاسة نتنياهو، وبدأ بما سميت (ضغوطا) من زعيمي حزب (هبايت هيهودي) نفتالي بينيت، وأوري اريئيل، من قادة المستوطنين، لتحرير مخططات استيطانية في الضفة المحتلة، ومثل هذا المشهد رأيناه مرارا في العامين الأخيرين، ليكون مقدمة للإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة.

وأوضح بركة أن نتانياهو ليس بحاجة لضغوط كي ينفذ مخططات استيطانية، ولكنه يفتعل مثل هذه الألاعيب لتبرير نفسه أمام المجتمع الدولي، رغم أن مشاريع الاستيطان ليس لها أي تبرير، وهي قطعا ليست شرعية، كما أن حكومة نتنياهو ليست من نوع الحكومات التي يجب الحفاظ عليها، وتقريبا لم تكن حكومة كهذه في إسرائيل.

وحذر من أن هدف نتانياهو المرحلي، عدا الاستمرار في مشاريع التوسع الاستيطاني، واستمرار القضاء على أي أفق للحل، وتفجير الأوضاع، ألا يبقى مجال لاستئناف العملية التفاوضية، نحو الحل المطلوب.