ستوكهولم- «أ.ف.ب»: فاز الروائي الفرنسي باتريك موديانو بجائزة نوبل للاداب التي منحتها الاكاديمية السويدية امس ليكون الفرنسي الخامس عشر الذي يكرم بهذه الجائزة.
وقالت الاكاديمية السويدية في بيان ان موديانو كرم بفضل «فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الانسانية الاكثر عصيانا على الفهم».
وقال السكرتير الدائم للاكاديمية السويدية بيتر انجلوند للتلفزيون الحكومي السويدي ان عالم باتريك موديانو «عالم رائع، وكتبه تتحاور في ما بينها».
وينظر الى اعماله على انها ساحة ثابته للاحداث، لا يقع فيها اي تفصيل من باب المصادفة.
ويبلغ الكاتب الفرنسي المكرم 69 عاما، وهو ركز نتاجه الادبي على مدينة باريس خلال الحرب العالمية الثانية، مع وصف لتداعيات أحداث مأسوية على مصائر أشخاص عاديين.
ويمتاز اسلوبه بالوضوح والبساطة، وقد جعل ذلك منه اديبا في متناول الجمهور العام كما في الاوساط الادبية.
وقال انجلوند ان «كتبه تتحدث كثيرا عن البحث، البحث عن الاشخاص المفقودين والهاربين، واولئك الذين يختفون، واولئك المحرومين من اوراق ثبوتية، واصحاب الهويات المسروقة».
فابطال روايات موديانو هم غالبا من الاشخاص الباحثين عن هوياتهم، يكبرون بين عالمين، بين الظلام والنور، وبين الحياة في المجتمع والمصير الذي يحلمون به. وترسم نصوصه صورا حية لباريس بدقة تحاكي الاعمال الوثائقية.
وهو نشر روايته الأولى سنة 1967 عندما كان في الثانية والعشرين من العمر تحت عنوان «لا بلاس دو ليتوال» (ساحة النجمة). وفي سنة 1972 نال جائزة الرواية الكبرى من الأكاديمية الفرنسية عن روايته «لي بوليفار دو سانتور» (جادات الحزام) وجائزة جونكور سنة 1978 عن «رو دي بوتيك أوبسكور» (شارع المتاجر المعتمة)، فضلا عن الجائزة الوطنية الكبرى لمجمل أعماله سنة 1996.
وكتب سيناريوهات عدة، ومحاولة ادبية مع الممثلة كاترين دونوف عن شقيقتها التي ماتت في سن مبكرة، وكلمات لاجان فرنسية عدة.
وفي العام 2000 كان ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي. وترجمت روايات باتريك موديانو الى 36 لغة.
وبالحصول على الجائزة، يخلف موديانو الروائية الكندية الكاتبة باللغة الانجليزية اليس مونرو التي حازت على الجائزة نفسها العام 2013.
وكان آخر فرنسي يفوز بالجائزة قبل موديانو هو جان ماري لو كليزيو، وهو فار بها في العام 2008. وعلى مدى تاريخ منح الجائزة، كرم 27 اديبا باللغة الانجليزية في مقابل 14 اديبا باللغة الفرنسية ومثلهم باللغة الالمانية. وكان اسم باتريك موديانو متداولا في الاوساط الثقافية العالمية منذ سنوات كمرشح لنيل نوبل. ومن المقرر ان يستلم الجائزة في حفل يقام في ستوكهولم في العاشر من ديسمبر. ويقدم مبلغ قدره ثمانية ملايين كرونة (حوالى 878 ألف يورو) للفائز بهذه الجائزة.
وكشف بيتر إنجلوند لمحطة التلفزيون الرسمية في السويد «اس في تي» أنه تعذر الاتصال بصاحب اللقب قبل الإعلان عن فوزه بالجائزة.
ويقدم مبلغ قدره ثمانية ملايين كرونة (حوالى 878 ألف يورو) للفائز بهذه الجائزة.
وفي العام 2013، منحت جائزة نوبل للآداب للروائية الكندية أليس مونرو. وحصل عليها في عام 2012 مو يان من الصين، أما في عام2011 فقد كانت من نصيب السويدي توماس ترانسترومر، وفي عام 2010 فكانت لماريو فارجاس يوسا من البيرو، وحاز عليها الألماني هيرتا مولر في 2009، وجان ماري جوستاف لو كيلزيو الفرنسي فقد حصل عليها في 2008، كما حصل دوريس ليسينج البريطاني في2007، وأورهان باموك من تركيا عام 2006، أما في 2005 فكانت من نصيب هارولد بنتر، وفي 2004 كانت للنمساوي الفريدي يلينيك، وفي عام 2003 حصل عليها جون ماكسويل كوتزي من جنوب افريقيا، أما في عام 2002 فكانت لايمري كرتيس من المجر، وحصل في.اس. نايبول البريطاني على الجائزة عام2001، وكانت في عام 2000 من نصيب الفرنسي جاو سينجيان.