إنجاز 40% من استراتيجية السياحة بمؤشرات إيجابية واكتمالها مايو القادم

The Route Du Rhum 2014. Credit: Mark Lloyd/Lloyd Imagesالخيمة العمانية تودع جماهيرها بعد 10 أيام من التفاعل –

رسالة سانت مالو (فرنسا) حمود المحرزي –


انطلق القارب العماني مسندم أمس منافسا ضمن 100 قارب من مختلف الفئات في سباق روت دو رام أكبر سباق محيطي فردي عبر المحيط الاطلسي باتجاه جزر الكاريبي وذلك وسط حضور كبير اكتظت به مدينة سانت مالو الفرنسية.

ويتولى قيادة القارب مسندم الربان الفرنسي سيدني جافنييه صاحب الخبرة الكبيرة في مثل هذه السباقات حيث سيعبر المتسابقون خليج بسكاي المطل على السواحل الفرنسية والاسبانية والمعروف بمياهه العاتية ثم غربا عبر المحيط الاطلسي ووصولا الى جزيرة جوادلوب في امريكا اللاتينية حيث يقطع المتسابقون مسافة 4471 ميلا بحريا بمعدل 7195.4 كيلومترا.

وحضرت انطلاق السباق سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة رئيسة مجلس ادارة مشروع عمان للإبحار حيث قامت بتسليم علم السلطنة الى ربان القارب كما حضره مسؤولون ورؤساء تنفيذيون آخرون.

الحضور مهم

وقالت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة رئيسة مجلس ادارة شركة عمان للإبحار ان حضور السلطنة في هذا الحدث العالمي له اهمية كبيرة حيث يعتبر سباق روت دو رام من اكبر السباقات ويحضره عدد كبير من محبي هذه الرياضات والسياح سواء من داخل او خارج فرنسا، مؤكدة حرص وزارة السياحة وشركة عمان للإبحار على التواجد في هذا الحدث لأهميته فيما يتعلق بالترويج السياحي للسلطنة كون السوق الفرنسي من الاسواق المستهدفة من قبلنا وهي تستقطب شريحة كبيرة من السياحة العالمية.

زيادة 16%

وأكدت في تصريح صحفي، بعد أن سلمت علم السلطنة الى ربان القارب مسندم سيدني جافنييه، ان المشاركة والتواجد في المحافل والفعاليات العالمية مهمة جدا فهذا الحدث ذو صلة بالابحار وهو هدف رئيسي للسلطنة حيث ان شركة عمان للابحار معنية بإبراز الموروث البحري وتدريب الكادر العماني في هذا المجال، مشيرة الى ان عدد السياح الى السلطنة سجل زيادة ملحوظة وهذا احد الاهداف التي حققناها من خلال هذه المشاركات حيث لاحظنا ان عددا كبيرا من السياح هم من محبي الابحار والانشطة البحرية لممارسة هوايتهم، نتيجة للترويج لامكانيات السلطنة في هذا الجانب.

وخلال العام الماضي بلغ عدد السياح في السلطنة نحو 2.2 مليون سائح فيما توقعت وكيلة السياحة زيادة العدد بنسبة لا تقل عن 16 بالمائة هذا العام بناء على ارتفاع نسبة الاشغال في الفنادق وخاصة ذات الاربع والخمس نجوم.

واشارت المحروقية الى ان السلطنة بدأت تتجه نحو استقطاب بعض الفعاليات البحرية من خلال شركة عمان للإبحار حيث تم استقطاب فعاليتين خلال العام الماضي وهناك فعاليات تقام هذا العام ومستمرون في ذلك وفق خطة معينة.

ممثلون في 22 دولة

وتركز السلطنة كثيرا على السياحة النوعية وفق خطط محددة وفي هذا الصدد قامت بافتتاح العديد من مكاتب التمثيل في بعض الدول الاوروبية التي هي بمثابة حلقة وصل مباشرة بين استراتيجيات وتوجهات الحكومة وبين الدول الاخرى وايضا الشركات السياحية والفنادق ومتطلبات الاسواق.

واكدت وكيلة السياحة اهمية وجود هذه المكاتب موضحة ان هناك ممثلين في 22 دولة نعتبرها من الاسواق المهمة للسياحة، إننا مستمرون في هذا التوجه حيث قمنا خلال العامين الاخيرين بافتتاح مكاتب تمثيل في كل من هولندا وايطاليا وسويسرا وهناك اسواق جديدة مثل الصين وامريكا، مشيرة الى ان افتتاح مثل هذه المكاتب يكون بالتنسيق مع الطيران العماني بناء على خططه التوسعية، مؤكدة في الوقت نفسه ان مكاتب التمثيل تخضع لتقييم مستمر.

واوضحت ميثاء المحروقية ان الترويج السياحي للسلطنة يكون وفقا للإمكانيات المتاحة خصوصا ما يتعلق بالبنى الأساسية مشيرة الى التطورات الحالية التي تشهدها السلطنة في مختلف القطاعات ومنها مشاريع المطارات وشبكة الطرق والموانئ ومشاريع في قطاع السياحة هي في طور الانشاء كمركز عمان للمؤتمرات والتوسع في القطاع الفندقي وهذا سيكون له دور كبير في التوسع بالقطاع السياحي. وقالت ايضا ان الترويج الذي نقوم به يشمل الى جانب ذلك جذب الاستثمارات حيث نقوم بترويج السلطنة كدولة جاذبة للاستثمارات سواء في القطاع السياحي او القطاعات الاخرى.

إنجاز 40% من الاستراتيجية

وتحدثت عن الاستراتيجية الوطنية للسياحة مشيرة الى ان الشركة المكلفة بإعدادها قدمت قرابة 40 بالمائة منها، وقامت خلال الفترة الاخيرة بزيارات ميدانية الى جميع المحافظات، ونأمل في ان تكون الدراسة مكتملة بحلول شهر مايو من العام القادم.

واكدت ان النتائج لما تم تقديمها من قبل الشركة الاسبانية جاءت ايجابية لما تتمتع به السلطنة من تضاريس متنوعة ونمط سياحي واعد.

وقالت ان كل المؤشرات ايجابية ووجود بنى أساسية ضخمة جدا من المطارات وشبكات الطرق والموانئ والقطاع الفندقي يعزز القطاع وستلعب دورا كبيرا في الارتقاء بقطاع السياحة.

زيادة حصة السلطنة

من جانبه قال ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لمشروع عُمان للإبحار: ان المشاركة في مهرجان “روت دو رم” تأتي انطلاقا من الأهداف التي تأسّس عليها المشروع في عام 2008م والمتمثلة في الترويج للسلطنة كوجهة سياحية على الصعيد الدولي لاستقطاب السياح وزيادة حصة السلطنة في هذا السوق الحيوي، كما ان من الاهداف تدريب جيل من البحّارة العُمانيين القادرين على المشاركة في أكبر سباقات الإبحار لحصد نتائج مشرّفة ترفع اسم السلطنة، وثالثا الإسهام في تعزيز وبناء قطاع الرياضات والترفيه البحرية محليا وتنشيط عجلة هذا القطاع بحيث يكون مورد دخل للمشاريع والمؤسسات العاملة فيه. لذا فإن هدف الحملة في هذا المهرجان الذي يتوقّع أن يستقطب أكثر من مليوني سائح في غضون أيام قليلة يتمثّل في تعريف الجماهير التي تتوافد إلى المعرض العُماني بمقوّمات السلطنة وتوظيف وجود القارب “مسندم” المدعوم من وزارة السياحة كحجر أساسي لجذب مختلف والأضواء والأوساط الإعلامية خصوصا مع وجود أكثر من 400 صحفي وجهة إعلامية مشاركة.

وأضاف جراهام أن الفرق بين المشاركة الحالية في المهرجان والمشاركة السابقة التي كانت في عام 2010م يتمثّل في الشراكة القوية التي تجمع وزارة السياحة ومشروع عُمان للإبحار حيث أثمرت وجود فريق عُماني مشترك ومتكامل من الشباب والشابات في وسط الميدان لإدارة الفعالية، ما يعدّ دليلا على فائدة برامج التطوير التي نقوم بها لبناء الكادر العُماني ليتولّى الإشراف على مثل هذه الحملات الترويجية حسب المقاييس العالمية.

تقييم المشاركة

وحول تقييم أداء بحّارة المشروع هذا العام استطرد جراهام بقوله: إن المشروع يقوم كلّ عام بوضع قائمة من الأهداف التي تتعلّق بأداء الفرق وكذلك بالعائد الذي تقدّمه الحملات السياحية وذلك لقياس حجم الفائدة المرجوة منها، وقد تمكّن البحّارة هذا العام من تخطّي هذه الأهداف بنجاح، ومن الأمثلة على ذلك تعريف الكثير من الأطفال على هذه الرياضة وتأسيس فريق للأشبال الصغار يمثّل السلطنة في سباقات خارجية وكذلك تألق البحّار وليد الكندي في رياضة التزلّج على الأمواج الذي يتأهب لمرحلة أكبر وهي التأهّل لدورة الألعاب الأولمبية القادمة. ومن الإنجازات التي تحقّقت أيضاً في الآونة الأخيرة حيازة الفريق على المركز الثالث في السباق السنوي الشهير “الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي”، وكذلك تسجيل رقم قياسي جديد في سباق الإبحار حول بريطانيا وإيرلندا بطاقم نصف عُماني على متن القارب، محطّماً الرقم السابق الذي سجّله قارب سابق ذا حجم أكبر من القارب “مسندم”. هذه النتائج بمجملها دليل على أن العام الجاري حافل بالكثير وأن الفرق قادرة على مواصلة المشوار لتحقيق المزيد.

وقال الرئيس التنفيذي: إن العائد على الاستثمارات التي تتطلّبها البرامج التي ينفّذها المشروع سواء على المستوى المحلّي أو الدولي يمكن قياسه فعلياً من خلال تقدير حجم التغطية الإعلامية الذي يستقطبه الحضور العُماني في مثل هذه المهرجانات وفي أحيان أخرى لا يمكن قياسه كون العائد يكمن في غرس حسّ الرياضة واللياقة البدنية في نفوس الناشئة منذ نعومة الأظافر ما يسهم في بنائهم من نواحي كثيرة منها النفسية والجسدية وتلمس بشكل مباشر صحتهم وسلامتهم الذهنية والبدنية، وهو ما يقلّل من التوجّه السائد لدى الأطفال الذي يوصف بانسياقهم نحو الإدمان على التقنية والهواتف والأجهزة المحمولة والألعاب التي تعدّ فائدتها محصورة بطبيعة الحال.

وحول السؤال عن إمكانية أن يرى المتابعون بحّارا عُمانيا في سباق محيطي فردي قال جراهام أن الوقت مبكر للحديث عن مشاركة بحّار عُماني على متن القوارب متعدد البدن لخطورة مثل هذه السباقات، إلا أن بقية مشاريعنا في السباقات المحيطية قائمة على قدم وساق. وتحدّث جراهام أيضا عن أن هناك برامج تطويرية تهتم بالفرق الفنّي التي تقوم بالإشراف على صيانة القوارب لتكون جاهزة للسباقات بمختلف فئاتها، حيث توجد ورشة متكاملة في ولاية المصنعة بفريق عُماني ذو خبرة اكتسبها خلال السنوات القليلة الماضية.

يذكر ان السلطنة هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذا السباق وهي المرة الثانية لها في مثل هذه السباقات المحيطية حيث كانت اول مشاركة في عام 2010.

وتأتي مشاركة السلطنة في اطار جهود وزارة السياحة ومشروع عمان للإبحار للترويج للسلطنة في عدد من الدول الأوروبية والتعريف بمقوماتها السياحية والاستثمارية وتعد هذه المشاركة ايضا بمثابة فرصة لتدريب عدد من البحارة العمانيين لخوض مثل هذه السباقات العالمية وتأسيس جيل من البحارة القادرين على المنافسة عالميا.

ختام فعاليات الخيمة

واختتمت امس فعاليات الخيمة الترويجية لوزارة السياحة والتي استمرت لمدة 10 ايام متواصلة وقد دأب القائمون على فعاليات المعرض بتعريف الزوار والحضور على المقومات التي تتمتع بها السلطنة السياحية وتاريخية والرياضية والبيئية وغيرها من المقومات الاخرى وقد وحظيت الخيمة باستقطاب عدد كبير من زوار مهرجان سانت مالو البحري بالاضافة الى التعرف على العروض المقدمة من قبل وزارة السياحة بالتنسيق مع وكالات ومكاتب السفر والسياحة حول العالم لتنفيذ حملة متكاملة عند كل محطة من محطات التوقف الرئيسية تستقطب المهتمين ومختلف شرائح الجماهير والجهات المختصّة، وتشمل تقديم عروض تقديمية عن السلطنة بلغة الوجهة المستهدفة وتوزيع نشرات تحتوي على معلومات ثرية عن السلطنة ومعالمها الحضارية ومقوّماتها السياحية والفنادق وخيارات الإقامة والفعاليات والمهرجانات والمعارض التي تقديمها سنويا.

وتهدف الخيمة السياحية الى الترويج للسلطنة كوجهة تزخر بالمقوّمات السياحية والثقافية والعناصر الحضارية وإبراز الجانب الجمالي للطبيعة الساحرة التي تتميّز بها السلطنة و إبراز تاريخ السلطنة وموروثها البحري، ودورها الحالي في إعادة إحياء هذا الموروث من خلال الإبحار بشكله المعاصر و التعريف بالفرص الاستثمارية والسياحية الواعدة في البلاد.

وكانت الخيمة الترويجية قد تميزت بالازياء العمانية والنقش بالحناء الذي نال النصيب الاكبر من الاهتمام النسائي الذي حرصن على تجربة النقش بالحناء على اليد بالاضافة الى التعرف على كثب على الازياء العمانية الجميلة.

جولة سياحية

وقامت سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة رئيسة مجلس ادارة مشروع عمان للابحار وعدد من المسوؤلين بمشروع عمان للابحار وعدد من الرؤساء التنفيذين والوفد الاعلامي بجولة سياحية في مدينة سانت مالو الفرنسية بهدف التعرف على تاريخ العريق لمدنية وما تتميز به من تحصينات دفاعية وقلاع وطبيعة خلابه من ما كان لها الاثر الايجابي في استقطاب هذا العدد الكبير من الزوار.. كما قامت سعادتها بزيارة الى المركز الاعلامي الخاص بفعالية سباق روت دورام حيث التقت مع الوفد الاعلامي العماني واستعرضت معهم كافة الامور الخاصة بتغطية مشاركة القارب مسندم في سباق بعد ذلك قامت بجولة في مختلف اقسام المركز بهدف التعرف على ما يحتويه من مرافق وكيفية تغطية مثل هذه السباقات العالمية.